خالد مشعل.. “العائد من الموت” ليقاوم إسرائيل


 

يتبنى خالد مشعل الخيار العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ يعتبره الحل الوحيد الذي سيمكن الفلسطينيين من نيل الحرية وتحرير بلدهم فلسطين، بعد عقود طويلة من الزمن تحت الاحتلال.

 

خالد مشعل، قيادي فلسطيني وإحدى الشخصيات القيادية البارزة داخل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وأحد مؤسسي الحركة في أواخر ثمانينات القرن الماضي. تقلّد الكثير من المناصب داخل حركة حماس، وخاصة بعد اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين سنة 2004، من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

ولادة ونشأة خالد مشعل

 

 

رأى خالد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل النور في الثامن والعشرين من شهر مايو/أيار سنة 1956، في بلدة سلواد شمال مدينة رام الله الفلسطينية، وفيها قضى فترة طفولته الأولى، إذ بقي فيها مدة 11 سنة، قبل أن تهاجر أسرته إلى خارج فلسطين.

 

 

قضى “أبو الوليد” (لقب خالد مشعل) مدة طويلة في دولة الكويت، إذ رحل إليها سنة 1967 رفقة عائلته منذ أن كان يبلغ من العمر 11 سنة. فقد كان والده عبد الرحيم مشعل يعمل هناك، كما كان والده من ضمن المجاهدين الفلسطينيين الذين شاركوا في مقاومة الاحتلال البريطاني بفلسطين، وخاصة زمن الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936.

 

 

وفي الخامس من شهر يونيو/حزيران سنة 1981، عقد خالد مشعل قرانه على زوجته السيدة أمل صالح البوريني، الملقبة بـ”أم وليد” التي أنجبت له سبعة أبناء، ثلاث بنات (فاطمة 41 سنة، هبة الله 40 سنة، نور 38 سنة) وأربعة أبناء (وليد 36 سنة، عمر 34 سنة، بلال 32 سنة، ويحيى 27 سنة).

 

 

دراسة خالد مشعل

 

 

خلال سنواته الأولى، درس خالد مشعل المرحلة الابتدائية في إحدى مدارس بلدة سلواد، الواقعة وسط الضفة الغربية، التي لا تبعد عن مدينة رام الله أكثر من 15 كيلومتراً تقريباً.ذ

 

 

وفيها أيضاً، حفظ خالد مشعل القرآن الكريم كاملاً بإحدى دور القرآن في البلدة، فضلاً عن إتقان بعض العلوم المتعلقة به، مثل قواعد التجويد والترتيل وحسن التلاوة والمقامات، علاوة على الروايات الصغرى والكبرى، ويحمل خالد مشعل إجازات في القرآن الكريم.

 

 

استكمل خالد مشعل دراسته الإعدادية (المتوسطة) والثانوية العامة في دولة الكويت، بعد رحيل أسرته إليها، ثم التحق بجامعة الكويت سنة 1974، ودرس فيها لمدة 5 سنوات متواصلة، توّجها بحصوله على شهادة البكالوريوس (الإجازة) في تخصّص الفيزياء سنة 1979.

 

 

بعد استكمال دراسته الجامعية، قرر خالد مشعل دخول غمار سوق العمل، وبدأ العمل في مجال التعليم، وعمل مدرساً لمادة الفيزياء في إحدى المدارس بدولة الكويت، واستمر فيها طوال وجوده في الدولة، قبل أن يغادرها.

 

 

التوجه الفكري لخالد مشعل

 

 

يتبنى خالد مشعل الخيار العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ يعتبره الحل الوحيد الذي سيمكن الفلسطينيين من نيل الحرية وتحرير بلدهم فلسطين، بعد عقود طويلة من الزمن تحت الاحتلال.

 

 

ويعد الخيار العسكري من أبرز أهداف خالد مشعل، سواء كشخص أم كحركة، وخاصة بعد الإخفاقات الكثيرة التي شهدها “مسار السلام” على طاولة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحركة فتح، وما تلا ذلك من تأزيم الوضع الفلسطيني وإضعاف الموقف الفلسطيني، نتيجة التنازلات الكبيرة التي قدمت في سبيل “إنجاح” مسار السلام المفاوضات، الذي لم يربح منه إلا الإسرائيليون.

 

 

وحسب بعض المراقبين، يوصف خالد مشعل بأنه مرن إلى حدّ كبير، وأنه محاور بارع لا يغلق باب الحوار مع المخالفين، إذ يصفونه بـ”الصلب المرن”. كما يمتاز خالد مشعل ببراعة كبيرة في صياغة المواقف “الصارمة والمتشددة” لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إذ يعبّر عنها ولكن بعبارات محسوبة ودقيقة كما أنها معتدلة ومنطقية.

 

 

المسار السياسي لخالد مشعل

 

 

بدأت الحياة السياسية لخالد مشعل في جامعة الكويت التي كان يدرس فيها تخصّص الفيزياء، بعد انضمامه سنة 1971 إلى الجناح الفلسطيني داخل جماعة الإخوان المسلمين. فقاد تنظيم الطلاب الفلسطينيين الإسلاميين داخل الجامعة.

 

 

في تلك الفترة شهدت جامعة الكويت حراكاً طلابياً واسعاً، وخاصة أنها تضم فئات وتيارات سياسية وفكرية مختلفة ومن جنسيات متعددة كذلك.

 

 

وتنافست “كتلة الحق الإسلامية” التي تمثل الطلاب الإسلاميين الفلسطينيين داخل الجامعة بزعامة خالد مشعل، مع الذراع الطلابية لحركة فتح الفلسطينية في الجامعة ذاتها، حول قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت.

 

 

بعد مضي ثلاث سنوات على تأسيس الكتلة الإسلامية، تبعها تأسيس “الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين”، التي اعتبرها البعض إحدى اللبنات الأولى والركائز الأساسية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

 

 

بعدها شارك مشعل في تأسيس حركة حماس، إذ يعدّ أحد المؤسسين الأوائل للحركة في الرابع عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول 1986. كما عمل عضواً داخل المكتب السياسي للحركة منذ تأسيسه.

 

 

تولى بعد ذلك رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس لمدة تزيد على عقدين من الزمن (21 سنة)، خلال الفترة الممتدة بين عامي 1996 و2017. ثم تولى قيادة الحركة بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين في الثاني والعشرين من شهر مارس/آذار عام 2004، بعد استهدافه بعدة صواريخ أطلقتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على الشيخ وبعض رفاقه بعد عودتهم من صلاة الفجر بالمسجد.

 

 

وفي السادس من مايو/أيار سنة 2017 انتخب إسماعيل هنية، رئيساً للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خلفاً له بعد الانتخابات التي أجراها مجلس الشورى التابع للحركة.

 

 

محاولة اغتيال خالد مشعل

 

 

في تاريخ 25 سبتمبر/أيلول عام 1997، تعرّض خالد مشعل لمحاولة اغتيال في الأردن، من طرف عناصر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن عملية الاغتيال باءت بالفشل، بعد اكتشافهم من طرف السائق المرافق لخالد مشعل.

 

 

وألقت قوات الأمن الأردنية القبض على عنصرين ينتميان إلى جهاز الموساد الإسرائيلي (المخابرات الخارجية الإسرائيلية)، وكانا يحملان جوازات سفر كندية، إذ عمدا إلى حقن خالد مشعل بمادة سامة في أثناء مروره في شارع وصفي التل وسط العاصمة الأردنية عمان.

 

 

بعد عملية التحقيق التي أجرتها السلطات الأردنية، تبيّن لها أن العملية تقف وراءها وحدة كيدون التابعة للموساد الصهيوني، وهو جهاز النخبة المكلف عمليات التصفية والاغتيال، التي يشرف عليها الضابط حجاي هادي، وقد تلقى أوامر مباشرة من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو.

 

 

أخذت عملية الاغتيال الفاشلة بعداً سياسياً أكثر، إذ طلب ملك الأردن الملك حسين بن طلال من نتنياهو المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بها خالد مشعل، إلا أنه رفض، لكنه رضخ في الأخير بعد ضغوط من طرف بيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقتها.

 

 

بعد ذلك، طالب الملك حسين بن طلال بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل الإفراج عن عملاء الموساد، وقد نجحت الصفقة بين الطرفين وأفرج عن الشيخ أحمد ياسين، بينما جرى تسليم عناصر المخابرات الحاملين للجنسية الكندية إلى الاحتلال العبري، في صفقة تبادل.

 

 

اعتقال خالد مشعل

 

 

وفي الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول عام 1999، اعتقل القيادي خالد مشعل في المملكة الأردنية الهاشمية، إثر عودته من الجمهورية الإيرانية في مهمة سياسية، إذ قررت السلطات الأردنية إغلاق مكاتب حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

 

اعتُقل خالد مشعل رفقة عدد من قيادات حركة حماس، الذين أُبعدوا إلى دولة قطر في تاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1999.

 

 

وأقام خالد مشعل في قطر إلى مطلع سنة 2001، قبل أن يغيّر الوجهة نحو سوريا، التي أقام فيها لمدة تزيد على 11 عاماً تقريباً، إذ واصل قيادة الحركة من داخل الأراضي السورية، ثم عاد مرة أخرى إلى قطر، حيث يقيم فيها حتى الآن.

 

 

المصدر: TRT عربي

تاريخ الخبر: 2023-11-02 12:08:54
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 65%
الأهمية: 71%

آخر الأخبار حول العالم

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية