مدير الإغاثة الطبية بـ«غزة»: 12 ألفا و600 مريض سرطان مهددون بالموت بعد انقطاعهم عن العلاج - تحقيقات وملفات


قال الدكتور عائد ياغى، مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فى قطاع غزة، إن مرضى السرطان شريحة مهمشة للغاية مقارنة بأصحاب الأمراض المزمنة الأخرى، خاصة فى ظل ما يتعرض له القطاع منذ شهر جراء الاعتداء الإسرائيلى الغاشم، لافتاً إلى أن نقص الأدوية فاقم معاناة المرضى فى ظل الحصار المفروض على القطاع منذ 17 عاماً، مروراً بالأحداث الأخيرة التى استهدفت المستشفيات التى تقدم الرعاية الطبية فى حدود الإمكانيات الطبية المتاحة.

نقص الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية تسبب فى عجز الكوادر الطبية عن تقديم الخدمة اللازمة للمرضى

كم عدد مرضى السرطان فى غزة؟ وكيف عمقت الحرب معاناتهم؟

- هناك 12.600 مريض سرطان فى قطاع غزة مهددون بالموت، بسبب انقطاعهم عن العلاج بفعل العدوان الإسرائيلى المستمر على المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة، بالإضافة إلى منع دخول المساعدات الطبية والأدوية والوقود.

كما أن هناك شريحة كبيرة من المرضى بحاجة للسفر إلى خارج القطاع للحصول على جلسات العلاج الإشعاعى، الذى لم يعد متوافراً فى القطاع، ولكن ذلك الأمر لم يعد متاحاً، إذ تسببت الغارات الإسرائيلية فى نزوح أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى من منازلهم نحو الحدائق والمشافى.

والجدير بالذكر أننا لا نضيف جديداً إذا تحدثنا عن معاناة مرضى السرطان فى كل مكان، لكن الأمر يختلف فى قطاع غزة، فمعاناة ضحايا هذا المرض مختلفة هناك نظراً للظروف الخاصة التى يمر بها القطاع من حصار وعدوان، خاصة بعد خروج مستشفى الصداقة التركى عن الخدمة.

ما الشريحة الكبرى من مرضى السرطان فى غزة؟

- الأطفال هم الشريحة الكبرى المصابة بالمرض، ووفقاً لتقرير وزارة الصحة فإنه لا يوجد لدينا 64 صنفاً من أدوية علاج السرطان ما يتسبب فى تأخر العلاج، وأحياناً كثيرة يؤدى هذا النقص إلى الوفاة.

وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة من قبل وزارة الصحة فى غزة لإجراء الفحوصات والكشف المبكر للحد من انتشار الأورام الخبيثة، إلا أن ذلك الأمر ليس له جدوى فعالة بشكل حقيقى فى ظل نقص ومنع دخول الأدوية، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، كما أنه لا بد من الإشارة إلى أن الأمراض السرطانية انتشرت بشكل غير مسبوق فى قطاع غزة بعد الحروب التى تعرضت لها خلال السنوات الماضية.

كيف تسببت الحروب السابقة فى زيادة عدد مصابى السرطان فى القطاع؟

- وفقاً لدراسات عديدة أجريت فإن هناك علاقة وثيقة بين التعرض للفسفور الأبيض والإصابة بالأمراض السرطانية، وذلك فإن المناطق التى تعرضت لقصف بقنابل الفسفور الأبيض شهدت زيادة فى نسبة الإصابة بأمراض السرطان، خاصة سرطان الجلد.

وجيش الاحتلال الإسرائيلى استخدم فى كل حروبه على قطاع غزة بداية من عام 2008 حتى العدوان الأخير الذى يشهده القطاع، قنابل الفسفور الأبيض عند تنفيذ غارات جوية على منازل المدنيين والمنشآت، الأمر الذى تسبب فى زيادة معدلات الإصابة بالأورام الخبيثة، وتسجل وزارة الصحة سنوياً نحو 2000 حالة إصابة بالسرطان.

وبحسب وزارة الصحة فى القطاع فإن نسبة وفيات السرطان بلغت 12.5% من إجمالى الوفيات لعام 2022، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الإصابة بالمرض خلال السنوات الست الماضية من 89 حالة لكل 100 ألف مواطن، إلى 91.3 حالة لكل 100 ألف مواطن، خلال العام 2021.

ما دور جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فى مساعدة مرضى السرطان؟

- تسعى جمعية الإغاثة إلى توفير الاحتياجات اللازمة من الدواء الضرورى للمرضى وفقاً للإمكانيات المتاحة، وبالإضافة إلى ذلك الدور فإن الجمعية تقوم بالتعاون مع بعض المؤسسات والجمعيات فى قطاع غزة بالمساهمة فى نشر ثقافة التوعية والإرشاد والعناية بمرضى السرطان.

ويتم ذلك عبر ندوات تثقيفية لتدارك الإصابة به، كذلك طرق اكتشاف السرطان فى مراحله الأولى وعلاجه وطرق الوقاية منه، وتعمل تلك المؤسسات بالتعاون مع وزارة الصحة أحياناً، وبمعزل عنها أحياناً أخرى.

معالجة الآثار النفسية

تقوم المؤسسات المعنية بمعالجة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض السرطانية، خاصة لدى الأطفال والسيدات، وتعد مؤسستا «مريم وبسمة أمل»، هما الرائدتين فى هذا المجال، إذ يهدف فريقهما الطبى والفنى إلى تسخير جهودهم ووقتهم لخدمة المرضى، بالإضافة إلى محاولة دمجهم فى المجتمع وتوفير بعض الأدوية للمحتاجين

تاريخ الخبر: 2023-11-03 00:20:28
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية