سيناء وأمن مصر خط أحمر
سيناء وأمن مصر خط أحمر
الوضع في منطقة الشرق الأوسط بات صعبا للغاية مع تصاعد الحرب علي غزة جراء ما فعلته منظمة حماس الفلسطينية وما شنته من هجوم عسكري علي إسرائيل أدي إلي رد فعل إسرائيلي أكثر ضراوة ولايزال مستمرا حتي اللحظة الراهنة بقصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة, حيث خلفت هذه الغارات آلاف المصابين والقتلي في الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء, كما تصاعدت عمليات القتل والترويع وهدم المنازل لإجبار أكثر من 2 مليون فلسطيني علي النزوح من شمال غزة إلي جنوبها تمهيدا لتوطينهم في سيناء طبقا لما أعلن عنه المتحدث العسكري الإسرائيلي, وهو ما فضح ما تخطط إسرائيل له لتفريغ القطاع, وهذا ما رفضته مصر معتبرة غزة فلسطينية وجزءا لا يتجزأ من فلسطين المحتلة, لا إخلاؤها ممكنا ولا حذفها متاحا, فلا يمكن الرضوخ للدعوات الإسرائيلية لإخلاء شمال غزة والتهديد باقتحامها بعمليات عسكرية برية واسعة.
في الوقت نفسه تتسارع وتيرة التضامن مع غزة وأهلها الذين يدفعون ثمن ما فعلته حماس وبرغم هذا الرعب والدمار يتمسك أهل غزة بوطنهم ولا أحد يقبل تكرار نكبة 1948 باستعارة أوطان بديلة وتفتيتا للقضية الفلسطينية برمتها, ويبذل اللرئيس عبد الفتاح السيسي جهودا مضنية لاحتواء الأزمة, حيث دعي إلي عقد قمة القاهرة للسلام التي جمعت العشرات من زعماء العالم لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني, مناشدا القادة اتخاذ خيارات شجاعة لإنقاذ الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناتهم وسعي الرئيس إلي بناء إجماع يدعو لإنهاء المجازر الإسرائيلية ورغم عدم التوصل لذلك أخذ علي عاتقه التوصل لاتفاق لدخول المساعدات لغزة عبر معبر رفح.
وما بين الحزن الطاغي علي غزة والقلق المتنامي علي سيناء وبرغم المشاعر الحزينة والتضامن مع هذا الشعب المنكوب من أهل غزة, إلا أنني أرفض تماما جرجرة مصر إلي هذا الصراع وتهجير الفلسطينيين قصريا في سيناء ولا أساوم علي أن تظل سيناء أرضا مصرية لا مساس بها, فقد بذل المصريون تضحيات جمة لتحريرها والحفاظ عليها, وأتذكر موقف الرئيس الراحل حسني مبارك عندما رفض التنازل عن فندق طابا واتجه لاستعادته من خلال التحكيم الدولي, ستظل سيناء أمنا قوميا مصريا خارج المناقشات والحسابات فلا يمكن التفريط فيها أو المساومة عليها, فقد طرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما كان رئيسا لخطةصفقة القرن والذي جاء بها صهره جاريد كوشتر والمستشار في البيت الأبيض أن أول مرحلة لخطة ترامب للشرق الأوسط كانت تقترح استثمارات قدرها 50 مليار دولار بالأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان وكان هدفها تهجير أهل غزة لسيناء, فكل حبة رمل في سيناء رويت بدم جيشنا العظيم ولا يمكن التفريط فيها.
[email protected]