لا تزال أستراليا تسعى بنشاط إلى إقامة شراكة أمنية مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والتي تعتبرها الصين محاولة لمواجهة نفوذها في المنطقة. ورغم ذلك رحب زعيما أستراليا والصين بتحسن العلاقات بين بلديهما في العام الماضي، وشددا على أهمية التعامل مع بعضهما البعض على الرغم من الخلافات حول قضايا مثل الدفاع.

ويقوم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بأول زيارة يقوم بها زعيم أسترالي للصين منذ سبع سنوات، في إشارة إلى مدى انخفاض العلاقات وكيف بدأت في الاستقرار.

ورفعت الصين، وهي سوق رئيسية لأستراليا، بعض القيود التجارية عن المنتجات الأسترالية منذ أول اجتماع لألبانيز مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في بالي بإندونيسيا في نوفمبر 2022.

وقال ألبانيز في تصريحاته الافتتاحية لشي أمام وسائل الإعلام: «إن التقدم الذي أحرزناه في تعزيز علاقتنا خلال تلك الفترة كان إيجابيًا للغاية بلا شك». «التجارة تتدفق بحرية أكبر لصالح البلدين».

تسوية المشاكل

وقال شي إن الجانبين استأنفا تبادلات وجهات النظر وقاما بتسوية بعض المشاكل. و «إن العلاقات الصينية الأسترالية شرعت في السير على الطريق الصحيح للتحسين والتنمية». «يسعدني رؤية ذلك».

وتدهورت العلاقات في السنوات الأخيرة مع تزايد الشكوك حول التدخل الصيني في السياسة الأسترالية. وبدورها، غضبت الصين من دعوة أستراليا لإجراء تحقيق في أصول فيروس كوفيد19.

وفرضت الصين تعريفات جمركية وحواجز تجارية غير رسمية تشير التقديرات إلى أنها كلفت المصدرين الأستراليين ما يصل إلى 20 مليار دولار أسترالي (13 مليار دولار) سنويا لمنتجات مثل الفحم والنبيذ ولحم البقر والشعير والكركند.

ومنذ ذلك الحين تم تخفيض هذه الحواجز بشكل كبير وأصبحت تكلف الآن حوالي 2 مليار دولار أسترالي (1.3 مليار دولار).

علاوة على ذلك، تم إطلاق سراح الصحفي الأسترالي تشينغ لي الشهر الماضي بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز في الصين بتهمة التجسس في قضية أصبحت نقطة محورية في التوترات.

حوار رفيع

وحتى على الرغم من أن الألبانيين بدوا متفائلين إلى حد كبير خلال زيارته، فإن أستراليا لا تزال تسعى بنشاط إلى إقامة شراكة أمنية مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والتي تعتبرها الصين محاولة لمواجهة نفوذها في المنطقة.

وشدد الزعيم الأسترالي، في كلمته الافتتاحية أمام شي، على أهمية الحوار رفيع المستوى والروابط بين الشعبين.وقال ألبانيز: «عندما تنشأ الاختلافات، من المهم أن يكون لدينا تواصل ومن التواصل يأتي التفاهم».

وتأتي زيارة ألبانيز قرب الذكرى الخمسين لأول رحلة يقوم بها رئيس وزراء أسترالي إلى جمهورية الصين الشعبية.

وقال شي لألبانيز: «إن زيارتكم هذه المرة لها أهمية كبيرة، لأنها تبني على الماضي وتبشر بالمستقبل».