كتب- محمود الطوخي

في ظل تصاعد الأحداث بقطاع غزة، على إثر الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، بدأت الحقائق تتكشف للأجيال الأمريكية الشابة رغم محاولات وسائل الإعلام هناك تزييفها، بحسب استطلاع رأي أجرته جامعة "كوينبياك" الأمريكية، والذي أثبت تراجع دعم الشباب الأمريكي لإسرائيل في ظاهرة جديدة.

"هل توافق أو لا توافق على الطريقة التي ترد بها إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر؟"، هو السؤال الذي طرحته الجامعة الأمريكية على 1610 مشارك في التصويت عبر الهاتف من فئات عمرية وانتماءات حزبية وسياسية مختلفة.

أشارت نتائج الاستطلاع الذي أجرته "كوينبياك" في 26 أكتوبر، إلى تراجع دعم الديمقراطيين للدولة "اليهودية" بسب السلوك الإسرائيلي في الحرب الجارية، وهو ما تؤكده "الوكالة اليهودية للأنباء" في واشنطن، إذ تقول إنه من غير المرجح أن يدعم المشاركون الأصغر سنًا إسرائيل، معللة بأن الأمريكيون يتخوفون من الانجرار إلى حرب الشرق الأوسط.

وأوضح الاستطلاع أن نسبة المؤيدين من أتباع الحزب الديمقراطي بلغت 49% فيما رفض 43% إرسال مزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل، بينما أيّد 65% من الجمهوريين وعرض 30%، في حين أنقسم المستقلون بـ 46% داعمين للاحتلال و47% معارضين.

كذلك أظهرت نتائج الاستطلاع الذي بلغ هامش الخطأ فيه 2.4%، تأثير الفئة العمرية التي ينتمي إليها المشارك في تحديد دعمه لإسرائيل من عدمه، حيث أبدى الناخبون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما معارضتهم بنسبة 65%، في حين أيّد 29% إرسال مزيد من المساعدات العسكرية.

وتُبين النتائج أنه كلما ارتفع معدل أعمار المشاركين، تزداد نسبة التأييد لإسرائيل، إذ دعم الناخبون الذين تراوحت أعمارهم بين 50 و64 عاما بنسبة 63%، ورفض 31%، فيما وصلت نسبة الدعم لجيش الاحتلال ممن بلغوا الـ 65 عاما 69%، وعارض 23%.

وانقسم المشاركون الذين تراوحت أعمارهم بين 35 و49 عاما، فأظهرت النتائج معارضة 50% منهم لإرسال المساعدات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما دعم 44% إرسالها وامتنع الباقون منهم عن إبداء رأيهم.

وأشارت جامعة "كوينبياك" الأمريكية إلى أن استطلاعات الرأي التي تطرقت إلى "غزو حماس"، وجدت أن هذا الدعم يتضاءل بسرعة مع انخفاض عمر المستجيبين، أي أن الفئة العمرية للشباب لم تظهر دعمها لإسرائيل خاصة بعد ما فعلته في حربها الأخيرة على غزة، بل عارضوا قرار دولتهم إرسال أسلحة إلى تل أبيب.

وانعكست النتائج على أرض الواقع إذ اقتحم المتظاهرون قبل أيام أحد السفن الحربية الأمريكية المحملة بالمساعدات العسكرية، بغرض منع إرسالها إلى إسرائيل، إضافة إلى التظاهرات الحاشدة التي خرجت في عدد من المدن الأمريكية تنديدا بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق الفلسطينيين.