يبدو الحديث عن ملف “الأسرى” شائكا ومتشعبا، في خضم هذه الحرب المستعرة، ويزداد صعوبة بسبب وجود طرفين في النزاع لهما تصورات مختلفة حول صفقة تبادل الأسرى، لأن إرضاء حاليا أحد أضلاع النزاع أمر صعب.
ولا يرى الناطق العسكري بإسم كتائب القسام أبو عبيدة خيرا في مقترح الجيش الإسرائيلي، الذي أكد على أن “المسار الواضح الوحيد بشأن الأسرى هو صفقة تبادل بشكل كامل أو جزئي”، مستدركا أنه “ليس لملف الأسرى من حل قطعا سوى هذا المسار والتبادل فئة بفئة أو كعملية شاملة”.
مفيد أحمد أبوشمالة، أسير فلسطيني سابق ومدير مركز الدراسات السياسية والتنموية، يروي لـ”الأيام 24″ بعض تفاصيل ملف الأسرى، باعتباره نافذة للإنفتاح على هذا الملف المعقد والغامض، الذي لا يمكن تفسيره وتبسيطه إلا من طرف معتقلين سابقين أو مهتمين بشؤون الأسرى بفلسطين.
يقول مفيد أحمد أبوشمالة، في حديثه مع “الأيام 24″، إن “قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلية تعد قضية مركزية، وأن السلطات الفلسطينية خصصت لها وزارة تسمى بوزارة شؤون الأسرى والمحررين”، مؤكدا على أنه “سبق وأن تم اعتقال حوالي مليون شخص طوال مرحلة النضال”.
وأضاف الأسير الفلسطيني السابق أن “جميع البيوت في غزة يوجد فيها أسير حرب أو أكثر، وهناك عائلات كانت تعتقل بشكل جماعي”، مبينا أن “أنواع الاعتقال تختلف حسب صفة الشخص، هناك أشخاص منضوين تحت لواء المقاومة، وهناك منخرطين في فصائل سياسية يتم تلفيق لهم التهم، وهذا هو جوهر الاعتقال”.
وتابع المتحدث ذاته أن “العمليات الفدائية تؤدي بدورها إلى الاعتقال”، مشيرا إلى أن “أنواع المقاومة الفلسطينية تختلف في القانون الإسرائيلي، حيث يدخل في صلبها رشق بالحجارة ورمي الزجاجات الحارقة، وحيازة الأسلحة وغيرها من التهم”.
وأردف مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية أنه “هناك إعتقال أخر يسمى بالإعتقال الإداري، هذا يتم توقيف شخص ما دون قيامه بأدنى عمل مخالف للقانون، حيث يتم سجنه بدون حكم”، مستدركا أن “الإحتلال يدعي بأن الشخص يشكل عليهم خطرا كبيرا دون أي دليل قاطع”.
وزاد: “كانت هناك محاولة إغتيال خالد مشعل في عمان، إذ تم توقيف ضابطين من الجيش الإسرائيلي، حينها قامت عمان بإجراء مبادلة مع إسرائيل، وكانت هناك عدة شروط أهمها إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين الذي يعتبر من مؤسسي حركة حماس”.
وخلص أبو شمالة حديثه قائل: “إسرائيل تريد حاليا إيقاف إطلاق النار مقابل الأسرى الموجودين بين أيدي كتائب القسام، وأن المقاومة ترفض ذلك لأنه سبق إجراء مبادلة أسير إسرائيلي ب1024 أسير فلسطيني”.
