ندد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بأعمال العنف، التي تسبب فيها "اليمين المتطرف" و"أنصار حماس"، خلال احتجاجات لندن، واصفا إياها بأنها "غير مقبولة ابداً".

وقالت الشرطة البريطانية إن 300 ألف متظاهر خرجوا للشوارع في لندن مطالبين بوقف الحرب على غزة، وتزامنت هذه الاحتجاجات مع الاحتفال بذكرى توقف الحرب العالمية الأولى.

وألقت الشرطة القبض على 126 شخصا "الأغلبية الساحقة منهم" ينتمون إلى تيار اليمين المتطرف حيث أصيب في الأحداث 9 من أفراد الأمن، كما نددت شرطة لندن "بأعمال العنف الخطيرة" التي تسبب فيها اليمين المتطرف.

واشتبك عناصر اليمين المتطرف مع أفراد الشرطة قرب النصب التذكاري للحرب العالمية، وفي الحي الصيني.

وانتقدت الشرطة أيضا تصرفات "مخيفة" بدرت من مجموعات انفصلت عن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في نهاية المسيرة، وقالت إنها اعتقلت بعضا منهم بعد إصابة أفراد شرطة بالمفرقعات في الوجه.

ونشرت صورا لثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم اقترفوا "جرائم كراهية" متعلقة بمعاداة السامية، خلال المسيرة.

وقال سوناك إنه يريد أن تسلط العقوبة القانونية الكاملة على كل من هو ضالع في "الأعمال الإجرامية".

وأضاف نائب مفوض الشرطة، ماثيو تويست، في بيان أن "التوتر الاجتماعي" شهد تصاعدا بسبب "أسبوع من النقاش المتشنج عن الاحتجاجات والتعامل الأمني معها".

حرب غزة: مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء المملكة المتحدة

وجاء هذا بعد تصريحات وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان، عن المظاهرات قبل نهاية الأسبوع.

وتقدر الشرطة أن 300 ألف متظاهر مؤيد للفلسطينيين شارك في مسيرة السبت، ولكن المنظمين يقولون إن عددهم بلغ 800 ألف متظاهر. ولاحظت فرق بي بي سي الصحفية في الميدان أن المظاهرة كانت سلمية إلى درجة كبيرة.

وقبل أن تندلع اشتباكات في حدود العاشرة صباحا، عندما حاولت الشرطة منع تقدم مجموعات تحمل علم سانت جورج، في طريقها نحو النصب التذكاري للحرب العالمية.

وقالت الشرطة إن أفرادها واجهوا أعمال عنف من قبل المشاركين في المظاهرة المضادة.

واقتحم عناصر المجموعات حاجز الشرطة، وهم يهتفون "انجلترا حتى الموت"، وبعضهم صرخ "هيا بنا إليهم".

ولكن الشرطة قالت إن الجميع وقفوا "باحترام" دقيقتي صمت أمام النصب التذكاري، إحياء ليوم توقف الحرب العالمية الثانية.

وقاد الملك تشارلز الثالث، الأحد، احتفالات يوم الذكرى - الذي يتذكر فيه الشعب البريطاني ضحايا الحرب العالمية الأولى - في النصب التذكاري، رفقة قدماء المحاربين وأفراد من العائلة المالكة والسياسيين.

ونشرت شرطة لندن مقاطع فيديو على موقع أكس، تظهر فيها اشتباكات أخرى مع عناصر من المظاهرة المضادة وهم يدفعون أفراد الشرطة ويهتفون "لستم من الانجليز، لستم من الانجليز، لم تعودوا من الانجليز".

وقالت الشرطة إن مجموعة وصلت إلى الحي الصيني "واجهت الشرطة ورشقت أفرادها بالمفرقعات".

وذكرت الشرطة أنها اعتقلت أكثر من 80 شخصا من المظاهرة المضادة "حاولوا الالتحاق بالمسيرة الرئيسية"، من أجل "منع وقوع مواجهات". واعتقلت 10 أشخاص آخرين بسبب حيازة أسلحة هجومية، وأعمال الشغب وحيازة مخدرات.

وأوضحت الشرطة أن الكثيرين من المشاركين في المظاهرة المضادة لهم علاقة بشغب ملاعب كرة القدم، وبعضهم أدينوا بمخالفة القانون في قضايا تتعلق بالعنف في كرة القدم.

وحظيت بي بي سي خلال المسيرة بترخيص نادر من الشرطة للإطلاع على غرفة المراقبة جنوبي لندن، وفيها آلاف الكاميرات.

وسُمعت في المسيرة المؤيدة للفلسطينيين هتافات مثل "فلسطين حرة"، و"أوقفوا الحرب الآن". وبدأ المتظاهرون تجمعهم في منطقة هايد بارك في لندن.

وتوجهت المسيرة التي قادتها منظمة "حملة التضامن مع فلسطين" إلى مقر سفارة الولايات المتحدة.

وقال أحد المتظاهرين لبي بي سي: "نريد وقف إطلاق النار، فالناس يعانون والأطفال يموتون تحت الأنقاض. ويبدو أنه لا أحد يبالي بهم".

وانتقد رئيس الورزاء لقوله إن توقيت المسيرة فيه "إهانة" لأنه يتزامن مع ذكرى يوم توقف الحرب، وأضاف المتظاهر: "الإهانة هي السماح بقتل الأطفال".

وقال متظاهر آخر: "أعتقد أنه اليوم المناسب تماما للمسيرة، لأن هذا هو المعنى الحقيقى لذكرى توقف الحرب. إنه نداء لوقف إطلاق النار، ونداء لوقف الحرب".

وتظهر مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وزير الدولة لشؤون التنمية الاقتصادية والإسكان والمجتمعات في بريطانيا مايكل غوف، يدخل محطة فيكتوريا في لندن في حماية الشرطة، بينما متظاهرون يحملون علم فلسطين يصرخون في وجهه: "عار عليك".

وجاء في بيان سوناك: "أندد بمشاهد العنف غير المقبولة أبداً، التي تسببت فيها جماعة "رابطة الدفاع عن انجلترا"، والتنظيمات المرتبطة بها، وأنصار حماس الذين شاركوا في المسيرة الوطنية من أجل فلسطين".

"إن التصرفات المشينة التي بدرت من أقلية من الناس، تسيء إلى من قرروا التعبير عن آرائهم بطريقة سلمية".

وقال إن الاشتباكات "تسيء بطريقة فجة" إلى شرف "قواتنا المسلحة"، مضيفا أن الأمر ينسحب أيضا على "أشرار رابطة الدفاع عن انجلترا وهم يهاجمون الشرطة ويقتحمون النصب التذكاري، وكذلك الذين رددوا شعارات معادية للسامية، ورفعوا لافتات مؤيدة لحماس في احتجاجات اليوم".

أما السياسيون في حزب العمال المعارض فقد انتقدوا تصريحات وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان عن الاحتجاجات والتعامل الأمني معها.

وكتب السير كير ستارمر في صحيفة صاندي تليغراف يقول إن بريفرمان "تهين منصبها" بهذه التصريحات.

وقال إن القليل من الشخصيات العامة فعلوا ما فعلته وزيرة الداخلية في الفترة الأخيرة "بإثارة الفرقة والبغضاء بين البريطانيين، وتحريض بعضهم على بعض، وزرع بذور الكراهية بينهم".

وطالب عمدة لندن، صديق خان، في مقال بصحيفة صاندي ميرور بريفرمان بالاستقالة أو بإقالتها، وأشاد على حسابه بموقع أكس بعمل شرطة لندن.

وقال نائب مفوض الشرطة إن مئات المشاركين في المظاهرة المضادة "خرجوا بنية المواجهة ونية العنف".

وأشاد في بيان بعمل أفراد الشرطة "الذين عرضوا أنفسهم للأذى"، من أجل "منع أي أحد من الوصول إلى النصب التذكاري، الذي بقى محميا طوال الوقت".