ارتفاع الأسعار.. مشكلة كل بيت
ارتفاع الأسعار.. مشكلة كل بيت
إنها ليست مشكلة خاصة, وإنما هي مشكلة كل بيت, تعاني منها كل أسرة, في أنحاء العالم.. وهي ارتفاع أسعار الاحتياجات الضرورية, التي لا يمكن للإنسان أن يستغني عنها, لم تعد المشكلة فقط ارتفاع سعر اللحوم, حتي وصل الكيلو أكثر من جنيه كامل, إنما ارتفاع ثمن الخضراوات, علي اختلاف أنواعها, وارتفاع ثمن الطماطم الذي وصل بالكيلو إلي ثلاين قرشا, وارتفاع ثمن البصل كذلك…
وأصبحت المشكلة أمام الأم.. كيف توازن ميزانيتها بحيث تستطيع أن تقدم لأفراد الأسرة وجبات غنية بالفيتامينات الغذائية ومعقولة التكاليف, حتي الأغذية البديلة للحوم, مثل ا لسمك والبيض والعدس والفول, أصبحت مكلفة والوجبة التي تطهي من الخضار فقط دون اللحوم تكلف نصف جنيه كامل!
والمشكلة تحتاج إلي مواجهة سريعة, فإن الدولة تتكلف عبئا كبيرا من أجل أن يظل رغيف الخبز بنصف قرش فقط وهي في حالة حرب تستعد فيها من أجل مواجهة شاملة, ومعركة ضارية مع العدو, ومن حقها أن توفر كل ما يلزم من أجل المعركة, ومن واجب كل مواطن أن يتحمل نصيبه من أجل تحرير الأرض.
ولذلك يجب أن يلتقي المواطن والدولة في منتصف الطريق, وهناك واجب علي الدولة وواجب علي كل أسرة.
ولنبدأ بواجب الأسرة, فقد تعودت الأسرة المصرية أن تشتري المأكولات بالذات بكميات أكثر مما تستهلكه فعلا.
وفي الخارج تشتري الأسرة ما تحتاج إليه فقط, رغيف واحد, عدد قطع اللحم بعدد أفراد الأسرة, نوع واحد من الطعام يقدم علي المائدة مع قليل من الزبدة والفاكهة, أما عندنا فلابد أن تمتلئ المائدة بالأصناف والمشهيات من مخللات وسلطة وحوادق, إلي جانب الحلو, الكميات نفسها أكثر من حاجة الجسم الحقيقية, والنتيجة زيادة في الوزن, وإرهاق للجهاز الهضمي والكبد والأمعاء, ومجموعة من الأمراض تحتاج لعلاجها لعمل رجيم خاص, والاكتفاء بالأطعمة المسلوقة, إلي جانب قطع الخبز الجاف.. ولذلك لابد من أن تغير الأسرة المصرية من عاداتها الغذائية لأن الظروف تحتم هذا التغيير, ويمكن لربة البيت أن تعرف بالتحديد مقدار ما تحتاج إليه الأسرة وتكتفي بشرائه, ويجب أن تعود الأطفال علي تناول الكميات اللازمة فقط دون حشر لأمعائهم.
ويجب أن تدبر ميزانيتها بحيث تلائم بين وجبة مكلفة ووجبة معقولة التكاليف.
أما الدولة فهي مطالبة بأن توفر للأفراد الاحتياجات الضرورية مهما كانت الأعباء.. أما الكماليات فيمكن الاستغناء عنها تماما, خاصة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.. بدلا من استيراد العطور الغالية التي يصل ثمن الزجاجة منها إلي أكثر من خمسة عشر جنيها, نستورد القمح والدواء, وبدلا من استيراد الملابس الداخلية التي يصل ثمن القطعة منها إلي عدة جنيهات, نستورد اللحوم التي تكفي استهلاك الأفراد.. وبدلا من استيراد باروكات الشعر للرجال والنساء بكميات هائلة, نستورد ما يحتاج إليه الشعب من ضرورات أساسية.
إن الاقتصاد الموجه ضرورة ملحة لتوفير احتياجات الجماهير, وبدلا من المحلات التي تملأ شوارع القاهرة بالبضائع المستوردة, والتي ترضي قلة قليلة من مستويات معينة, توجه رؤوس الأموال هذه لخدمة أفراد الشعب الذين يعانون حقا من الغلاء .
ولتكن هناك عقوبة رادعة للذين يصطادون في الماء العكر, ويخلقون سوقا سوداء, وينتهزون الفرص ليسرقوا من قوت الشعب, ويحولوا النقص في مادة ما إلي أزمة طاحنة, وليتحمل القادرون والذين يكدسون النقود في الخارج أو في البنوك والمشروعات الاستغلالية, نصيبهم من أعباء المعركة, ليخلق الضغط علي الفرد الذي يجاهد من أجل أن يعيش حياة غير ذليلة.