تعتبر البطالة إلى جانب الفقر والعنف الأسري والأزمات النفسية، سببا بارزا في استفحال ظاهرة الانتحار. ويعاني المغرب، على غرار باقي الدول العربية، التي لا يوجد بينها استثناء لتصبح القاعدة هي الاستثناء ذاته من هذه الظاهرة.
وسجل المغرب في مرات عدة حالة انتحار شباب أو محاولة انتحار بطرق مختلفة، سواء عن طريق شرب مواد سامة أو السقوط من أعلى نقطة، في حين يمكن اعتبار الهجرة السرية انتحارا لكن موقوف التنفيذ إلى حين اختفاء القارب.
في هذا الصدد، قال علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، إن “وضعية البطالة وخاصة على الشباب المغربي لديها تأثيرات على الصحة النفسية”، مؤكدا على أن “شعور بالعجز والافتقار له انعكاسات صحية خطيرة جداً، وربما قد يؤدي ذلك إلى حالة الانتحار”.
وأضاف علي لطفي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “البطالة لها انعكاسات صحية ونفسية وجسدية كبيرة جدا، وتؤثر على مستقبل الشباب في ظل غياب بوادر الفرج”، مشيراً أن “الشباب يتجه غالبا إلى الهجرة السرية أو يستمرون في المعاناة والضغط النفسي الذي يتولد عن هذه الأزمات الإجتماعية والنفسية”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “نسبة الانتحار تعرف ارتفاعا في المغرب، وأن من بين أسباب الظاهرة الإنتحارية إرتفاع نسبة البطالة إلى جانب أسباب أخرى، لذلك يجب على الحكومة إحداث مناصب الشغل لتفادي مثل هذه الظواهر الاجتماعية الخطيرة”.