تقدمة العذراء مريـم للهيكل


تحتفل الكنيسة الكاثوليكية يوم ٢١ نوفمبر من كل عام ، بعيد تقدمة مريم العذراء للهيكل .

تقدمة مريم العذراء للهيكل وحياتها وأعمالها يدفعوننا إلى التأمل في قداستها ووداعتها وبساطتها منذ نعومة أظافرها.

اليوم العذراء التي هي مقدمة مسرة الله ، وابتداء الكرازة بخلاص البشر، قد ظهرت في هيكل الله علانيةً ، وسبقت مبشرة للجميع بالمسيح . فلنهتف نحوها بصوت عظيم قائلين : ” إفرحي يا كمال تدبير الخالق ” .

ان يواكيم وحنّة ، والدي مريـم العذراء هذه الإبنة الممتلئة نعمة ( لوقا ١ : ٢٨ )، التي رزقهما الله إياها ، اصطحباها إلى الهيكل عند إتمامها ثلاث سنوات ، لتتربى وتخدم وتتعلم فيه منذ صغرها ، ليتمٌموا نذراً كانا قد كرّساه لله كي يُرزقا بالبنين والبنات ، بعد أن كانا عاقرين وساهرين على عيش الشريعة ، ووصايا الله وتعاليمهِ بحسب إرادته وعمل الفضيلة ، ورافعين الصلاة والدعاء ليكون لهم لذرية .

حملها والديها وقدّماها للرب عن يد زكريّا الكاهن ، لتسكن قريباً من هيكل أورشليم . وهذه التقدمة كانت أفضل التقادم وأقدسها ، منذ بُنيَ الهيكل ، لأنّها تقدمة ابنة تفوق بقداستها وجمال نفسها وجسدها سائر الملائكة والقديسين والبشر، بل هي أفضل من الهيكل الحجري ، لأنها هيكل الله الحيّ ( قورنتس الثانية ٦ : ١٦ ) ، حلّ فيه الروح القدس ( لوقا ١ : ٣٥ ) بجميع مواهبه الإلهية . وكان ابن الله مزمعاً أن يحلّ في احشائها ويتخذ من جسدها جسداً بشريّاً كاملاً ” والكلمة صار بَشَراً ” ( يوحنا ١ : ١٤ ) .

قضت مريم طفولتها وحياتها في زوايا الهيكل وهي تصلي وتتأمل وتطالع الكتب المقدسة وتعمل الأشغال اليدوية . مكرسةً ذاتها لله ، حتى بلغت الخامسة عشر من عمرها ، ثمَّ عادت إلى الناصرة وخطبت القديس يوسف البتول ، حيث قبلت سرّ البشارة ( لوقا ١ : ٢٦ – ٣٨ ) ، فأخذها يوسف خطيبها إلى بيتِهِ ، بعد أن ظهر له الملاك ( متى ١ : ٢٤ ) .

يعلّمنا هذا العيد بتواضع قلب مريم العذراء الطاهر منذ صغرها، وتقديم ذاتها وحياتها لله بكل حب وطاعة وتضحية لمشيئته وإرادته . كما ويُذكرن بنعم الله الوافرة التي يمنحنا إياها، وهو الذي يستمع لطلباتنا وصلاتنا واحتياجاتنا، ويُجيب عليها ويمنحنا إياها ، فقط إذا آمنّا بمقدرته العجائبية في تحقيق تضرعاتنا وإستجاباتها.

لقد مدح القديسان امبروسيوس وايرونيموس العذراء مريـم ، مدحوا : ” إحتشامها ورصانتها وصمتها العميق المقدس ، ومواظبتها على الصلاة والخلوة ، ومحبّتها لرفيقاتها العذارى اللواتي كانت تحضُّهنَّ على الفضيلة وعمل الخير ” .

لهذا العيد أهمية كبرى في كنائسنا وعائلاتنا وانشطتنا الرسوليّة ومدارسنا ، لما فيه من الفائدة والعبرة والموعظة ، فإنه يبيّن لنا المثل الأعلى للإيمان والتقوى في شخص البارين يواكيم وحنة ، ويعطينا درساً ممتعاً ومفيداً لنعرف كيف نهذّب اولادنا ونربيهم تربية مسيحية صالحة على الفضيلة والتقوى وخوف الله ومحبة القريب . وان لنا في مثال العذراء مريم أكبر درساً وموعظة للصلاة والتأمل والطهارة والعفاف والمحبّة والخدمة والتضحية والإتكال على الله والثقة به .

تربية اولادنا يجب ان تقوم على الايمان والتقوى ، وأن نبُثَّ فيهم خوف الله ومحبته ، ومحبة القريب وخدمتهِ ، لإن محبة الله ومخافته أساس كل عمل صالح في الإنسان .

تاريخ الخبر: 2023-11-26 09:21:16
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

محمد التويمي رئيسا لمقاطعة مرس السلطان الفداء خلفا لبودريقة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:30
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المغربي آدم أزنو يوقع أول عقد احترافي مع بايرن ميونيخ الألماني

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:00
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

التقدم والاشتراكية يشجب القرارات التأديبية في حق طلبة الطب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:09
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

المغربي آدم أزنو يوقع أول عقد احترافي مع بايرن ميونيخ الألماني

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:25:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

محمد التويمي رئيسا لمقاطعة مرس السلطان الفداء خلفا لبودريقة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:29
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

التقدم والاشتراكية يشجب القرارات التأديبية في حق طلبة الطب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 15:26:03
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية