كتب- محمد صفوت:

سلطت صحيفة "نيوروك تايمز" الأمريكية الضوء على عدد الشهداء المدنيين في غزة جراء القصف الإسرائيلي في أقل من شهرين، مقارنةً بحروب أخرى، والحجم الهائل للغارات وطبيعة الأسلحة المستخدمة من قبل إسرائيل، وحجم المباني المُدمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي

وتوصلت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها إلى أن أرقام الضحايا الواردة من غزة تُظهر أن وتيرة الضحايا خلال الحملة الإسرائيلية ليس لها إلا سوابق قليلة في هذا القرن.

ضعف عدد القتلى خلال عامين في أوكرانيا

أوضحت "نيويورك تايمز" أن إسرائيل اعتبرت مقتل المدنيين في قطاع غزة لا مفر منه من الصراع.

وقالت الصحيفة، إنه في أقل من شهرين، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من ضعف عدد النساء والأطفال في غزة مقارنة بأوكرانيا بعد عامين من الحرب.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين عن ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 16 ألفا وفيما تجاوز عدد المصابين 35 ألفا.

أجرت "نيويورك تايمز" مراجعة للصراعات الماضية بما فيها الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان، وعقدت لقاءات مع خبراء.

توضح الصحيفة، أنه على الرغم من أن أعداد القتلى في زمن الحرب ليست دقيقة، فإن الخبراء يقولون إنه حتى القراءة المحافظة لأعداد الضحايا الواردة من غزة تظهر أن وتيرة القتل خلال الحملة الإسرائيلية ليس لها سوابق، فالناس يُقتلون في غزة بسرعة أكبر حتى في أكثر اللحظات دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، والتي عرضتها لانتقادات من منظمات حقوقية.

استخدام مفرط للأسلحة

يقول خبراء إن استخدام إسرائيل المفرط للأسلحة كبير جدًا في المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك القنابل الأمريكية الصنع التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي يمكن أن تسوي برجًا سكنيًا بالأرض، واعتبروا استخدام تلك الأسلحة أمرًا مثيرًا للدهشة.

وقال مارك جارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة باكس الهولندية ومحلل استخبارات كبير سابق في البنتاجون: "هذا يفوق أي شيء رأيته في حياتي المهنية".

تشير الصحيفة، إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين اعتقدوا في كثير من الأحيان أن القنبلة الأكثر شيوعًا التي تزن 500 رطل كانت كبيرة جدًا بالنسبة إلى معظم الأهداف عند قتال تنظيم داعش في المناطق الحضرية مثل الموصل في العراق والرقة في سوريا.

غزة صغيرة ومكتظة بالسكان

يشير الجيش الإسرائيلي إلى أن غزة صغيرة وكثيفة، يعيش فيها مدنيون بجوار مقاتلي حماس الذين يعتمدون على شبكات الأنفاق لحماية أنفسهم وأسلحتهم، ما يضع السكان مباشرة في خط النار.

ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يستخدم أصغر الذخائر المتاحة، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية مع الحد الأدنى من التأثير على المدنيين.

واعترف جيش الاحتلال بمقتل أطفال ونساء وكبار السن في غزة، لكنه قال إن عدد القتلى المعلن في غزة لا يمكن الوثوق به لأن المنطقة تديرها حماس. ولم يقدم الجيش إحصاء خاصا به.

وتيرة القتل مرتفعة في غزة

مع ذلك، يقول الباحثون إن وتيرة الوفيات المبلغ عنها في غزة خلال القصف الإسرائيلي كانت مرتفعة بشكل استثنائي.

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من ضعف عدد النساء والأطفال في غزة مقارنة بأوكرانيا بعد عامين تقريبًا من الهجمات الروسية، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

كما تم الإبلاغ عن مقتل عدد أكبر من النساء والأطفال في غزة في أقل من شهرين مقارنة بحوالي 7700 مدني تم توثيق مقتلهم على يد القوات الأمريكية وحلفائها الدوليين في العام الأول بأكمله من غزو العراق في عام 2003.

ويدعي المسؤولون الإسرائيليون أن حملتهم تركز على البنية التحتية العسكرية في غزة والتي غالبًا ما يتم بناؤها بالقرب من المنازل والمؤسسات المدنية أو يتم دفنها في الأنفاق.

خلصت الصحيفة الأمريكية، إلى أن تحليلات صور الأقمار الصناعية تؤكد أن أكثر من 60 ألف مبنى تضررت أو دمرت في قطاع غزة، بما في ذلك نحو نصف المباني في الشمال. وقالت "نيويورك تايمز" إن النساء والأطفال يشكلون نحو 70% من جميع الشهداء في غزة.