إلى أين تتجه ح.ر.ب إسرائيل في غ.ز.ة؟


الدار/ تحليل

من الواضح بناء على تصريحات المسؤولين الأميركيين أن معركة غزة التي تخوضها إسرائيل بشراسة ضد حركة حماس ويروح ضحيتها الآلاف من المدنيين الفلسطينيين هي معركة واشنطن أيضا التي ألقت بثقلها العسكري والاستشاري والمالي منذ اليوم الأول من هذه العملية العسكرية الرهيبة. لقد وفرت إدارة بايدن المستشارين العسكريين وجسور التموين العسكري الجوية وخطوط التمويل التي قدمها نواب الكونغريس بسخاء، وقبل هذا وذاك وفرت مظلة سياسية ودبلوماسية قوية للغاية من أجل صد الانتقادات التي توجه إلى إسرائيل من المنتظم الدولي لا سيما بعد جرائم الحرب التي ارتكبتها.

لكن على ما يبدو فإن التعثر الذي حصده الجيش الإسرائيلي في عملية تحقيق أهدافه المسطرة على الأرض في غزة وعلى رأسها القضاء على قيادة حماس، يضع الولايات المتحدة الأميركية في موقف حرج للغاية. فهي تدرك أن هذه الحرب هي أيضا خط مواجهة ساخن مع إيران التي تدعم المقاومة في غزة وتساندها عبر مشاركات الجماعات المسلحة في لبنان واليمن والعراق وسوريا. بعبارة أخرى لقد بدأت الحرب الإقليمية التي كان الجميع يتخوف منها لكن في مستوياتها الأولية. ولهذا فإن واشنطن لا تريد أبدا أن تصل إلى قناعة مخيفة وهي أن إسرائيل فشلت في اجتثاث حركة حماس والفصائل الفلسطينية وقررت الاستسلام لهم والتفاوض من أجل وقف الحرب.

يمكن أن نقول بعبارة أخرى أن المرحلة الثانية من العدوان الإسرائيلي على غزة تحولت إلى ما يشبه حربا أميركية بالوكالة. لا تقاتل تل أبيب من أجل تحقيق أمنها الاستراتيجي والانتقام لقتلاها واسترجاع أسراها من أنفاق حماس فقط، بل تقاتل أيضا لحفظ ماء وجه الولايات المتحدة التي تدرك أن هزيمة إسرائيل في غزة ستعني مستقبلا مواجهة مفتوحة مع كل الفصائل والتنظيمات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة، والتي بدأت أصلا على هامش هذه الحرب عبر توجيه ضربات وخوض بعض المناوشات ضد القوات الأميركية في المناطق لا سيما في العراق وسوريا. وهذا ما يفسر استمرار الولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من فداحة النزيف الإنساني في غزة، في البحث عن كل السبل لتحصين إسرائيل ضد المتابعة الدولية.

لا يزال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يصرح باستمرار أنه ليس لدى الإدارة الأميركية أي دليل على أن إسرائيل تستهدف المدنيين الفلسطينيين أو الصحافيين أو المستشفيات. بل يؤكد مرارا وتكرارا أنه لم يحن بعد الوقت المناسب لإعلان وقف نهائي لإطلاق النار. ماذا يعني ذلك؟ إنه يؤكد الإرادة الأميركية القوية التي تحكم القرار في واشنطن الهادفة إلى تحقيق غاية مركزية وهي القضاء فعلا على الفصائل الفلسطينية في غزة، ومنعها من تحقيق أي نصر ولو رمزي لأنه سيُحسب في النهاية لصالح إيران. وهذا قد يؤدي إلى دخول المنطقة بأكملها في المستقبل في مرحلة جديدة من الصراع بين الطرفين على نحو قد يضرب المصالح الأميركية كلها في مقتل.

ولكن ماذا لو كان التلميذ فاشلا؟ ماذا لو عجزت إسرائيل عن القضاء على حماس وتصفية قياداتها وقدراتها العسكرية؟ هذه هي المشكلة التي تؤرق اليوم الإدارة الأميركية، التي على ما يبدو بالغت في تقدير قدرات تل أبيب في المواجهة البرية مع المقاتلين الفلسطينيين، وأساءت تقدير صمود المقاومة الفلسطينية، وهي تتابع اليوم بقلق شديد الضربات القاصمة التي توجهها حركة حماس وباقي الفصائل للجنود الإسرائيليين على الميدان، والخسائر الفادحة التي طالت على وجه التحديد المركبات والآليات العسكرية الإسرائيلية التي تتوغل في المنطقة. في هذه اللحظة من الفشل الميداني للجيش الإسرائيلي إذاً من غير المستبعد أن ترفع واشنطن من درجة تورطها في هذه المواجهة بالمشاركة عبر فرق من نخبة الجيش الأميركي التي تمتلك خبرات عسكرية واسعة في ميادين القتال في العراق وسوريا وأفغانستان. وإلى أن يُتخذ هذا القرار فإن إدارة بايدن ستعيش في الأسابيع القليلة المقبلة أوقاتا عصيبة بين ضغوط الرأي العام الداخلي والدولي والخوف من هزيمة بالوكالة أمام إيران.

تاريخ الخبر: 2023-12-05 09:26:11
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية