من أجل فلسطين حرة .. المشاعر الغاضبة تجتاح أمريكا وأوروبا (2)
من أجل فلسطين حرة .. المشاعر الغاضبة تجتاح أمريكا وأوروبا (2)
من الواضح للكافة أنه مهما تم تمديد الهدنة علي قطاع غزة أوحتي تم الاتفاق علي فترات هدنة مستقبلية بهدف إيصال مهمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين المنكوبين جراء حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل, فإن نية آلة الحرب الإسرائيلية -بمباركة أمريكية- أن تستمر في حرب الإبادة حتي النهاية… وتتواتر الأنباء غير المؤكدة أن أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي, نصح إسرائيل بالتعجيل بإتمام خطتها الشيطانية في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن وبلا ضجيج إعلامي, لأن المشاعر الغاضبة التي تجتاح أمريكا وتابعيها الأوروبيين إزاء ما يحيق بالفلسطينيين العزل والذي يكاد يوصف بأشرس حرب إبادة عرفها التاريخ المعاصر, تتنامي وتضغط علي الحكومات لاتخاذ مواقف سياسية ضد استمرار هذا العبث… الأمر الذي يؤكد أنه أيا كان سيناريو إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية فإنه بالقطع سوف يفضي إلي مشاعر ومواقف حانقة علي إسرائيل ستدفع ثمنها غاليا, علاوة علي مشاعر ومواقف متعاطفة ومؤازرة لفلسطين ستعمل عبر سنوات مقبلة علي الدفع في اتجاه حل الدولتين والإسهام في إعادة تعمير ما دمرته هذه الحرب الشرسة.
أواصل اليوم رحلة توثيق مشاهد حية مما يصدر عن مؤسسات سياسية واجتماعات جماهيرية وشخصيات دولية, تؤكد جميعها الرفض القاطع لما ترتكبه إسرائيل في حق الفلسطينيين, بعضها يفضح الجذور التي قامت عليها الحركة الصهيونية, وبعضها يدين الدعم الأعمي للحكومات لجرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين, ويربط بينها جميعا المطالبة بحتمية الاعتراف بالحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني في دولة آمنة مستقرة طبقا للأعراف والقوانين الدولية.
** جورج جالوي العضو السابق في البرلمان البريطاني (1987-2015) عبر أربع فترات متقطعة, وهو سياسي وإذاعي وكاتب وزعيم حزب العاملين البريطاني الذي تأسس عام 2019 (Workers Party Of Britain) نشرت له جريدة جيروساليم بوست الإسرائيلية تصريحا ورد في مقال دانييل كينارد يقول فيه: من يصدق تقارير إسرائيل حول ما حدث في 7 أكتوبر يعتبر مجرم حرب.. فلم تحدث حوادث اغتصاب لمواطنات إسرائيليات, كما تبين أن ادعاء إسرائيل بمقتل 40 طفلا إسرائيليا غير صحيح, والحقيقة هي مقتل طفل واحد فقط بواسطة مجهولين لأنه لم يقدم أي دليل علي مقتله بيد الفلسطينيين (11 نوفمبر2023).
وفي حديث لجورج جالوي بتاريخ 29 أكتوبر 2023 بعنوان الإرهاب في العصر الحديث نبع من الصهاينة الذين يؤمنون بأن الله في جانبهم قال: بنيامين نتنياهو ينحدر من فرع جابوتنسكي الصهيوني الذي ليس له أي انتماء ديني ولم يدع أتباعه غير ذلك علي الإطلاق, فهو يمثل حركة وطنية متطرفة ذات توجهات فاشية كانت منتشرة في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا, واستقطبت تلك الحركة من أقطاب إسرائيل فيما بعد مناحم بيجين وإسحق شامير اللذين ينسب لهما الضلوع في قتل الجنود البريطانيين والعاملين المدنيين في فندق الملك داوود, بالإضافة إلي عمليات الإعدام التي جرت حول يافا, كما ينتمي لهما قتلة الكونت برنادوت من السويد, الذي كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة في فلسطين في ذلك الحين… وبعدها أصبح مناحم بيجين رئيسا لوزراء إسرائيل. قتلوا أيضا اللورد موين عضو البرلمان البريطاني بعد أن أخفقوا عدة مرات في محاولة اغتيال وينستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني نفسه, كما حاول طيار تابع لهم الهجوم بطائرته من طراز سبيتفاير علي مقر وزارة الخارجية البريطانية في لندن.
خلاصة كل ذلك أن ما من شك في أن إرهاب العصر الحديث تأسس علي يد جماعة جابوتنسكي بقيادة الثلاثة بيجين/ شامير ومن بعدهما نتنياهو الذين يعدون أقطاب السياسة الصهيونية.
الأمر الآخر الذي يجب معرفته أن كل ذلك لم تكن له خلفية دينية, فالمشروع الصهيوني الذي تم تأسيسه بقيادة ثيودور هرتزل وجميع أتباعه كان ملحدا ولا دين له… والغريب أنه بينما جمعتهم فكرة عدم وجود الله, إلا أنهم آمنوا بأن الله وعد اليهود بأرض فلسطين التي كانت تظهر علي جميع الخرائط السائدة في ذلك الحين, وكل الوثائق وحقوق الملكية الخاصة بكل شبر في تلك الأرض كانت تحمل اسم فلسطين, وجميع سكانها سواء كانوا يهودا أو مسيحيين أو مسلمين كانوا مواطنين فلسطينيين, وحتي وقت قريب كان يمكنكم مشاهدة اسم فلسطين مصكوكا علي أغطية بالوعات الصرف في الشوارع وعلي صناديق البريد محاطا بالشعار الملكي البريطاني. وهنا أحيلكم علي ما يقوله نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل, بغية تبرير سياساته ضد الفلسطينيين يجب أن تذكروا ما فعله العماليق بكم ولا يسرد نتنياهو المرجع كاملا, وها أنا أسرده لكم كاملا.. حيث جاء الآتي في الكتاب المقدس -العهد القديم- سفر صموئيل الأول- أصحاح 15 والآية رقم 3: فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة, طفلا ورضيعا, بقرا وغنما, جملا وحمارا… هكذا إليكم ما ينفذه نتنياهو استخداما لأموالكم وبتأييد حكوماتكم لقتل كل الرجال والسيدات والأطفال والرضع والغنم والجمال والحمير في قطاع غزة… هل تقتنعون بذلك؟
** أيرلندة تطرد سفير إسرائيل من اجتماع حاشد: نقلا عن خطاب النائبة في البرلمان الأيرلندي ماري لومكدونالد زعيمة حزب شين فين المعارض: الليلة نرحب بالسفير الفلسطيني (تصفيق).. الشعب الفلسطيني له حق في وطن بعد أن تحملت أجيال منه السلب والاحتيال والقمع والفصل العنصري وانتهاكات حقوق الإنسان بمعايير تصفع الإنسانية.. الليلة ينهمر الجحيم علي غزة.. غزة التي باتت مقبرة الأطفال, حيث تحصد حياة طفل كل عشر دقائق, وتدعي إسرائيل أنها تتحرك دفاعا عن النفس… قصف المدنيين والعقاب الجماعي وذبح الأطفال بالآلاف ليس دفاعا عن النفس (تصفيق).. هذه ليست ردود فعل مبررة علي ما هو مروع من هجوم حماس في 7 أكتوبر.. العالم يري التصرفات الإسرائيلية علي حقيقتها, إنها جرائم حرب همجية وبغيضة وجبانة (تصفيق).. هذه لحظة حساب للعالم وللقادة وللاتحاد الأوروبي, أين اختيار الالتزام بحقوق الإنسان والسلام والديمقراطية؟.. أين حماية القانون الدولي لكل طفل يقتل في غزة؟.. لكل سكان غزة؟.. لكل أم تحمل جسد طفلها المقتول بدم بارد؟.. لا يمكن السماح لإسرائيل بارتكاب هذه الفظائع دون عقاب.. لهذا السبب يجب علي الحكومة الأيرلندية أن تتخذ المبادرة بإحالة إسرائيل إلي المحكمة الجنائية الدولية علاوة علي إعادة السفير الإسرائيلي لديها إلي وطنه (تصفيق حاد).. عندما تعطي المفوضية الأوروبية تفويضا مطلقا لإسرائيل لذبح الفلسطينيين نحن نقول: لا أبدا, أنتم لا تتحدثون نيابة عنا (تصفيق).. إن العالم يدعو إلي وقف فوري لإطلاق النار, وقد جاءت أقوي الأصوات في هذا الصدد من الطائفة اليهودية داعية للسلام العادل والحياة الآمنة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين كرد فعل للرعب وللصدمة الجماعية التي لحقت بهم جراء ما يحدث, وباسم الإنسانية نقول: لن نسمح بأن يحدث ذلك مرة أخري أبدا.. لا للفلسطينيين ولا لأي شعب آخر (تصفيق).. يجب علي إسرائيل أن توقف مذبحتها في غزة, ويجب علي حماس إطلاق سراح جميع الرهائن, ويجب الدعوة إلي وقف إطلاق النار لفتح الطريق لعملية السلام والحرية للفلسطينيين وسيادة القانون الدولي… لذا الليلة أيرلندة تقول بصوت عال: يجب وقف إطلاق النار الآن (تصفيق حاد).
** يقول أفرام نوعام تشومسكي, أستاذ أمريكي وناشط سياسي ومفكر (94 سنة) تحت عنوان النكبة: إسرائيل تستخدم طائرات هجومية متطورة وسفنا بحرية لقصف مخيمات اللاجئين والمدارس والأحياء السكنية والمساجد والعشوائيات, للهجوم علي مدنيين عزل لا قوات جوية لهم ولا دفاعات ولا أسلحة ثقيلة ولا قوات مسلحة ولا عتاد ولا ذخيرة ولا قيادة عسكرية أو جيش.. وتقول إسرائيل إن هذه حرب.. إنها ليست حربا.. إنها جريمة قتل مع سبق الإصرار.