ساد الحزن الكويت ودول الخليج والدول العربية، بعد تلقي نبأ وفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -أمير دولة الكويت- وكان اتساع وعمق المشاعر إزاء فقدان الشيخ نواف، المعروف بدبلوماسيته وصنع السلام، محسوسًا في جميع أنحاء المنطقة. ونادى مجلس الوزراء الكويتي بالشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرًا لدولة الكويت خلفًا للفقيد. وأعرب خادم الحرمين الشريفين وولي العهد عن بالغ التعازي وصادق المواساة لعائلة آل صباح الكريمة، وللشعب الكويتي الشقيق، فيما صدر التوجيه الكريم بإقامة صلاة الغائب على الفقيد في الحرمين الشريفين

مناقب حميدة

ونعى رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

وقال في بيان: إن «سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كان قائدًا حكيمًا دفع بالكويت نحو تحقيق نهضة وإنجازات رائدة عززت من مكانتها وحضورها الفاعل في محيطها العربي والإقليمي والدولي، كما كان له دور بارز في تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات».

فيما أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، عن بالغ الحزن والأسى لهذا المصاب الذي أحزن شعوب دول مجلس التعاون، والأمتين العربية والإسلامية، لما للفقيد الراحل من مناقب حميدة، وما تمتع به من حنكة عميقة، وشخصية حكيمة، وتجلد جميل، وإنسانيّة نافَ بها وسما بسموٍ بيّن لا يخفى على ذي بصر، وأجمعَ عليها العالم.

وأشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، بخصال الفقيد الذي كان أبًا عطوفا على الجميع في الكويت، بلد التضامن والدعم الإنساني، وبما حققه من إنجازات لبلاده، وقد مثل -رحمه الله- ركيزة من الركائز الأساسية للأمن والاستقرار في بلاده والمنطقة وداعمًا قويًا للعمل الإسلامي المشترك، داعيًا الله أن يديم على دولة الكويت وشعبها الأمن والاستقرار والرخاء.

وأعلن وزير شؤون مجلس الوزراء بدولة الكويت الحداد الرسمي 40 يومًا، وإغلاق الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة أيام.

أمير الكويت

ونادى مجلس الوزراء الكويتي بالشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرًا لدولة الكويت خلفًا للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - رحمه الله.

وولد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في 27 سبتمبر 1940 وهو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر الصباح الذي حكم البلاد من 1921 وحتى وفاته عام 1950، وهو أب لـ12 ابنًا.

ودرس في كلية هندن للشرطة في بريطانيا وتخرج فيها عام 1960. والتحق بوزارة الداخلية وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا للمباحث العامة آنذاك (والتي تحولت في عهده إلى «أمن الدولة») برتبة عقيد في عام 1967 حتى عام 1980.

كما كان رئيسًا فخريًا لجمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية خلال الفترة (1973 ــ 2017) وأيضًا للجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي سنة 1979 إذ كان أحد مؤسسي الجمعية.

وفي 1977 عينه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت آنذاك رئيسًا لديوانية شعراء النبط.

وعين في 13 يناير 2004 من طرف الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح نائبًا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير. وشغل المنصب حتى توليه ولاية العهد في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2020 بتزكية من الشيخ نواف الراحل.

وفي 15 نوفمبر 2021، ونظرًا لظروفه الصحية، أصدر الشيخ نواف الأحمد الصباح أمرًا أميريًا بالاستعانة بولي العهد الشيخ مشعل الأحمد لينوب عنه في ممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية.

وأثناء توليه منصب (نائب رئيس الحرس الوطني) منح (وسام قائد جوقة الشرف) من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية. وفي عام 2016، سافر الشيخ مشعل إلى الخارج وخضع لـ«عملية ناجحة».

وبات الشيخ مشعل الحاكم السابع عشر للكويت، وسيكون أمامه عام لتسمية ولي عهده.

الشيخ نواف الأحمد الصباح:

ولد الشيخ نواف الأحمد الصباح في الخامس والعشرين من يونيو عام 1937 في مدينة الكويت.

وهو الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم البلاد في الفترة ما بين عامي 1921 و1950.

له 4 أبناء وابنة، هم الشيخ أحمد النواف والشيخ فيصل النواف والشيخ عبدالله النواف والشيخ سالم النواف والشيخة شيخة النواف.

تولى العديد من المناصب المهمة.

في مارس 1978، تولى حقيبة وزارة الداخلية خلفا للأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، الذي تولى منصب ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء في بداية عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

ومنذ توليه ولاية العهد في 2006، خاض الأمير نواف معركة بارزة ضد الفساد.

ثم تولى وزير الدفاع في يناير 1988، حيث «طور العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية».