السلطة الابوية بين الواقع و القانون


السلطة الابوية ميزة يمنحها القانون للأب تعطى له الحق و الصلاحية فى إصدار أوامر و توجيهات لأسرته و أبناءه القاصرين ، و التدخل القانونى لهم سواء كانت ولاية على النفس أو الأموال , فهو يتحكم فى شخص الغير وإدارة أموال الغير و بالمقابل يفرض عليه واجب حماية أسرته ، و تعليم و تربية أولاده و تنشئتهم تنشئة إجتماعية سوية كى تمكنهم من الإعتماد على الذات ،و بالتبعية يعتمد المجتمع عليهم .

ولايحق للأب إستغلال تلك السلطة الأبوية لتحقيق مصالحه الشخصية و إخضاع أفراد عائلته لمزاجه الذكورى بل هو ملتزم بأن يستعملها لصالح الاسرة .
والجدير بالذكر ان تلك الميزة التى منحها القانون للأب لا تخضع للتقدير الشخصى المنفرد لان أداء ممارستها تخضع لمبدأ رقابة القضاء. فالقضاء يراقب الأب عن مدى حسن أداء تلك السلطة الممنوحه له من منظور واجب الرعاية وواجب الرقابة ، فالاب الذي أهمل صغيره اهمالاً أدى به إلى التشرد أو إنحراف سلوكه إنما يرتكب جريمة يستحق عليها العقاب بموجب قانون الطفل و قد يرتب على هذا الإهمال أو التعسف إلى إنتزاع هذه السلطة منه أو تقييدها بقرار قضائي إذا إقتضت مصلحة الصغير أو مصلحة المجتمع.
فإن ارتكب ولده الصغير خطئاً سبب ضرر بالغير فان الأب يكون مسؤول عن تعويض ذلك الضرر الذي أحدثه صغيره بالغير .
و نجد أن القانون عندما منح الاب السلطة الابوية لم يتعامل معه بإعتباره السيد المطلق في أسرته و لكن جعل منها سلطة مؤقتة لا سلطة أبدية
و تنتهي السلطة الابوية إنتهاءاً طبيعياً ببلوغ الصغير سن الرشد و لكن قد تمتد فى حالة مرض الإبن أو الإبنة و إصابتهم بالعجز .
ويمكننا أن نرى أن الأب الذي يملك زمام السلطة الأبوية الأسرية في النظام الاجتماعي لم يمنحه القانون هذه السلطة لكونه ذكر أو نصرة للجنس الذكورى و إنما منحها للأب لكونه الطرف الأقدر على حماية الأسرة و رعاية مصالحها
ولكن فى بعض الحالات نجد أنها تحمل وجها من التسلط التربوى والعنف لتصبح جزءمن منظومة يمارس فيها الترويض والقهر لا الرعاية، فبدل أن تمنحهم الأمان والثقة فى النفس تأخذهم في دوامة وصراع غير متناهية و خصوصا فى حالة أنفصال أو طلاق الأبوين
فقد يساهم بشكل أو بأخر فى تشويه الذات وقتل الروح الابداعية للصغار وأحيانا تصطدم بطموح الفتيات وتحكمه في سلوك أبنته ودراستها وعملها و مستقبلها المهني مما يجعل منها فتاة بائسة و يعرضها لمعاناة كبيرة يعود سلبا على الصحة النفسية والجسدية لبناته .
ورغم أن الأب يعد محور الأسرة و الحلقة الأقوى في بناء شخصية الأبناء ألا أنه أحيانا نجده يستخدم أبناءه لاذلال الأم فى حالة الطلاق
ولعل أبرز مثال على ذلك “الولاية التعليمية” رغم انه حق أصيل للطفل أنه يتعلم إلا أننا نجد بعض الآباء يرفضون مساعدة الأم فى إنجاز تلك المهمة ويقفون عقبة أمام مستقبل أبناؤهم وإدارة شؤونه التعليمية مثل تقديم أو سحب ملفه التعليمي
و نجد أن الأم تلجأ بطلب قضائى لمنحها حق الولاية التعليمية على أبنائه.
و ليست هذه الأزمة الوحيدة التي تواجه النساء في علاقتهن مع الأب و سلطته الأبوية فهى لا تستطع تسجيل أبنائها عند الولادة فى غياب الأب.
ولا تستطع اصطحاب أبنها خارج البلد بدون موافقة مكتوبة من الأب.
و ليس لها حق فتح أو التصرف في حساب بنكي لطفلها.
فالسطة الأبوية أحيانا تتحكم فى مستقبل الأبناء إن كانت تستخدم بشكل تعسفى بين الأم و الأب فى حالة الطلاق والانفصال و تظهر عواقبها أيضا فى حالة سفر الأب و يتطلب منه عمل توكيل للأم لكى تدير شئون أبنائها نتيجة غيابه .

تاريخ الخبر: 2023-12-17 15:21:16
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية