شهدت أركان مهرجان البشت الحساوي، في نسخته الثانية، الذي تنظمه حاليًا هيئة التراث، في قصر إبراهيم التاريخي وسط مدينة الهفوف بالأحساء، عرض 6 بشوت نادرة، بينها: أقدم «بشت»، إذ تجاوز عمر حياكته وصياغته أكثر من 150 عامًا، ولا يزال يحتفظ بجودته، وأغلى «بشت» في المهرجان بـ200 ألف ريال.

اختلاف محدود

أشار صائغ البشوت علي اليوسف «من دولة قطر» في أركان الجناح الدولي بالمهرجان، إلى أن مشاركته في الجناح لعرض «البشت»، المصنوع في مصانع ومعامل دولة قطر، مشيرا إلى أن هناك اختلافا محدودا بين الصياغتين للبشت الحساوي والقطري، وذلك في نقوش الزري، إذ لا يتجاوز عرض الزري في البشت القطري عن 1.5 بوصة، بينما البشت الحساوي أكبر من ذلك، وقد يصل إلى 2.5 بوصة، وهناك تقارب في الأسعار بينهما، وتتفاوت أسعار البشوت في قطر تبعًا لجودة «الزري» المستخدم في الصياغة، الزري الألماني والفرنسي، هما الأكثر ارتفاعًا في الأسعار، مؤكدًا أن من يمتهنون صياغة البشوت في قطر، هم قطريون، وينحدرون من أصول وعوائل «أحسائية»، وهناك تعاون كبير بين معامل صياغة البشوت في قطر والأحساء، وتبادل الخبرات والزيارات واللقاءات، وشراء الخامات الأولية لصناعة البشوت.

أبان تاجر وصائغ البشوت في الأحساء أنور الأمير «مشرف ركن نوادر البشوت»، أن صياغة «البشوت»، ورثها أبًا عن جدٍ، وأن أسرته تعمل في هذه الحرفة منذ أكثر من 200 عام، وتحتفظ بـ4 بشوت «أحسائية» متميزة، وتعتبر من النوادر، لدقة التفصيل والحرفية العالية، التي تطلبها العمل عليها، وكان لأجداده دور في صياغتها، والاحتفاظ بها لفترات زمنية تتجاوز الـ 100 عام، وهي: بشت المِعَلِمة الذي استلهم تطريزه من رايات «أعلام» الحرب، وتميز بنسيجه المتداخل بين الزري والصوف في حبكة متناغمة، ويحمل في طياته دلالات الشجاعة والإقدام، ويزيد عمر القطعة عن 90 عامًا، وقطعة بنسيج أحسائي عمرها أكثر من 100 عام، زينت بزري هندي «بو قطن» لأن خيطه الأصلي قطن مذهب، وهو أول زري استوردته المملكة، واستخدم هذا النوع من الزري لتعليم الحرفيين الجدد لرخص ثمنه، بعد استيراد الزري الألماني المصنوع من فضة مذهبة، والمجوخة بشت نسائي، يلبس على الكتفين، يزيد عمره عن الـ80 عامًا، تهديه سيدات الخليج والجزيرة العربية لضيوفهن تعبيرًا عن الاحتفاء بالكرم، وزينت القطعة بالكثير من الرموز والزخارف المعبرة، فزينت بالمبخر، والمرش، والدلة، حيث تحمل هذه الرموز دلالات عميقة على الكرم وحسن الضيافة والحفاوة العربية الأصيلة، وقطعة يناهز عمرها الـ 80 عامًا، اشتغل بزري ألماني «قديم»، وكان الزري معفيًا من الرسوم الجمركية، كونه يستخدم في البشوت التي تلبس في المراسم الملكية والرسمية.

200 عام بشوت عراقية

أبان الخبير في حياكة أقمشة البشوت النجفية، حسن العيساوي «من دولة العراق» في أركان الجناح الدولي بالمهرجان، أن العراق يتميز بصناعة أقمشة البشوت المصنوعة من «الوبر» الصوف (غزل وحياكة يدوي)، وهناك معامل أخرى لصناعة النسيج «صناعية» كمبيوتر، موضحًا أن السوق السعودي، يعج حاليًا بالبشوت العراقية، وهناك تصدير كميات كبيرة من البشوت العراقية «الصيفية» و«الشتوية» إلى السعودية، مشيرًا إلى أن معدل أسعار البشوت العراقية في الأسواق السعودية، على النحو التالي: بشت «الكمبيوتر» 500 ريال، وبشت اليدوي 1500 ريال، والبشت النجفي الأصيل «اليدوي» تبدأ بـ 3 آلاف ريال، وتصل إلى 10 آلاف ريال، ويحدد ارتفاع أسعار حياكة الأقمشة اليدوية «سماكة» الخيوط، كلما كانت صغيرة كان السعر أغلى.