بدعم متجدد من الولايات المتحدة، وعلى الرغم من تزايد القلق الدولي، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلية أحد آخر المستشفيات العاملة في شمال غزة وقصفت الجنوب بغارات جوية أسفرت عن مقتل 28 فلسطينيًا على الأقل، معلنه بذلك تقدمها واستمرارها في هجومها العنيف.

وأدت الحرب الجوية والبرية، التي شنتها في 7 أكتوبر، إلى مقتل ما يقرب من 20 ألف فلسطيني وهدمت جزءًا كبيرًا من شمال غزة

وينتظر حصول هدنة جديدة لتبادل الأسرى، وذلك لإسكات المظاهرات ضد إسرائيل.

حماية العدوان

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه «ليس هنا لإملاء جداول زمنية أو شروط». وأشارت تصريحاته إلى أن الولايات المتحدة ستواصل حماية إسرائيل من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار أثناء انعقاد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لإجراء تصويت آخر، وسيستمر في تقديم المساعدات العسكرية الحيوية لواحدة من أكثر الحملات العسكرية دموية في القرن الحادي والعشرين.

ضربات مختلفة

وأسفرت غارة على منزل في رفح كان يلجأ إليه النازحون عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا، من بينهم صبي يبلغ من العمر عامين وشقيقته المولودة حديثًا، وأدت غارة أخرى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وتعرضت رفح، الواقعة في الجزء الجنوبي من غزة حيث طلبت إسرائيل من الفلسطينيين أن يبحثوا عن مأوى، للقصف مرارا وتكرارا في الأيام الأخيرة، حيث قصفت إسرائيل ما تقول إنها أهداف للمسلحين في جميع أنحاء القطاع، مما أدى في كثير من الأحيان إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

وأعلن الجيش أنه قتل ممولًا بارزًا لحركة حماس في غارة جوية على رفح، دون تحديد متى حدث ذلك أو ما إذا كان آخرون قد قتلوا أو جرحوا.

وفي هذه الأثناء، اندلعت معارك ضارية أيضًا في شمال غزة، والتي تحولت إلى أرض قاحلة بعد سبعة أسابيع من اقتحام الدبابات والقوات الإسرائيلية للمكان.

وأدى القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين إلى مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب منير البرش، مسؤول كبير في وزارة الصحة.

وفي وسط غزة، قُتل ما لا يقل عن 15 شخصًا في غارات ليلية، وفقًا لسجلات المستشفى.



مداهمة المستشفى

وداهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المستشفى الأهلي في مدينة غزة،ودمرت جدارا عند مدخله الأمامي واعتقلت معظم العاملين فيه.

وكانت المنشأة مسرحًا لانفجار في وقت مبكر من الحرب أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين.

وقال دون بيندر، قس كاتدرائية سانت جورج الأنجليكانية، التي تدير المستشفى، إن الغارة لم تترك سوى طبيبين وأربع ممرضات واثنين من عمال النظافة لرعاية أكثر من 100 مريض مصاب بجروح خطيرة، دون مياه جارية أو كهرباء.

وكتب في منشور على فيسبوك: «لقد كانت رحمة كبيرة لعديد من الجرحى في مدينة غزة أننا تمكنا من إبقاء المستشفى الأهلي الأنجليكاني مفتوحًا لفترة طويلة». «لقد انتهى ذلك اليوم».

وقال إن دبابة إسرائيلية كانت متوقفة على الأنقاض عند مدخل المستشفى، ومنعت أي شخص من الدخول أو الخروج.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي. وداهمت القوات مستشفيات أخرى في أنحاء غزة، متهمة حماس باستخدامها لأغراض عسكرية. وقد نفى العاملون بالمستشفى هذه المزاعم واتهموا إسرائيل بتعريض المدنيين المصابين بأمراض خطيرة والجرحى للخطر.



هدنة جديدة

وأرجأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الثلاثاء التصويت على قرار برعاية عربية يدعو إلى وقف الأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق يساعد. وقال دبلوماسيون، إن المفاوضات تجري لإجبار الولايات المتحدة على الامتناع عن التصويت أو التصويت بـ«نعم» على القرار بعد أن استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد دعوة سابقة لوقف إطلاق النار.

وانضمت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا -وهم من أقرب حلفاء إسرائيل- إلى الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي إسرائيل، دعا المتظاهرون إلى إجراء مفاوضات مع حماس لتسهيل إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى الحركة.