معرض وردة المنطقة العازلة للفنانة سعاد مردم بك بالزمالك


أفتتح مساء يوم الأربعاء الماضى بجاليرى بيكاسو بالزمالك معرض وردة المنطقة العازلة للفنانة سعاد مردم بك.
المعرض يضم أربعين عملا فنيا ، كعادتها فى اختيار عنوان معرضها موحى بالدلالات الفنية يأتى عنوان معرض وردة المنطقة العازلة ومنطقة العزل او فى سياق آخر الأرض المحرمة هى منطقة تقع فى محل نزاع بين طرفين متحاربين تركاها دون أن تخضع لسيطرة احدهما.
وقد ارتبط ذلك المصطلح بالحرب العالمية الأولى وقد كانوا يطلقون وردة الأرض المحرمة على ممرضات الصليب الأحمر فى الخطوط الأمامية للحرب، ممن كن يعرضن حياتهن للخطر بالمرور لمنطقة العزل لمساعدة المصابين.
فتكريما لدورهن فى الحرب العالمية الأولى تم إهداء كلمات أغنية وردة الأرض المحرمة، التى كتبت باللغتين الفرنسية والإنجليزية لهن تتحول الأغنية فى شجاعة الممرضات اللاتى خاطرن بحياتهن لحماية حياة الآخرين ،وفى أحد المقاطع تذكر كلمات إحدى مقاطع الأغنية أنه على الرغم من ان تلك الوردة رويت بالدمع فإنها ستظل لسنوات طويلة فى حدائق الذاكرة فهى الوردة الحمراء الوحيدة التى عرفها الجنود ،وهى من عمل الخير،فوسط لعنات الحرب تقف ممرضة الصليب الأحمر لتصبح وردة المنطقة المحرمة،تزداد الحياة قسوة وتتصاعد وزيرة الصراعات فى شتى أنحاء العالم حتى ليبحث الإنسان عن ملاذ آمن عن محبة تضمد جروحه ،عن وردة تزهر فى الأرض القاحلة لترشده كيف يمكن البدء من جديد.

ولعل حال التناقض التى يطرحها الأسم بين رقة الوردة وجمالها وعبيرها الفواح والأرض المحرمة بما تثيره من دلالات ،لها علاقة بالموت والحرب والألم هو ذاته،تقول الفنانة بينما ارسم ارى النقيضين يتجسدان امام يعنى الحرب والدمار والأرض،وكذلك الوردة بجمالها ورقتها فالوردة هى رمز فينوس ورمز الحب والجمال والحب واذا كانت الحروب مستمرة منذ الأزل،فإن الحب كذلك موجود منذ بدء الخليقة ولن ينتهى.
تبدو اللوحات محملة بالجمال والشجن اللذين يتضفران معا فى مزيج بديع فى واحدة من لوحات معرضها،يقف الغراب فوق السياج العازل بينما يحمل الوردة بمنقاره، وتبدو الطائرة وهى تغادر فى أقصى اللوحة لتطرح تساؤلا حول ما إذا كان الغراب يقف فى وداعها أم أن الإنسان كان هو السبب فى ذلك الدمار، بينما تحمل كل الكائنات الحية الأخرى المحبة ويبدو ان الوردة هى البطل فى اللوحات،إذ تنفرد ببطولة اللوحة الرئيسية بالمعرض،تنمو على المسطح ولسان حالها يقول إن الحياة ستستمر وإن الوردة برقتها قادرة على هزيمة القبح وتجاوز الألم ،تنمو الوردة كذلك على أجساد أبطال وشخوص مؤكدة على فعل الحياة والجمال.
وفى وسط ما يشهده العالم حاليا تهفو ارواحنا للسكينة والسلام وفى عمق الألم يبحث الفنان عن ملاذ فى فنه،لذا ترتبط فترات الصراع والحروب فى العالم بالفن والأدب ويأتى معرض وردة المنطقة العازلة كنتاج لتلك القتامة التى تفرض وجودها على العالم فما ان ينتهى صراع حتى يبدأ آخر،فالأرض أصبحت مشبعة بدماء الأبرياء ومع ذلك فلا سبيل للنجاة سوى الحب ،بصيص من النور يسكن روح الفنانة أملا فى أن تعبر الوردة السياج الحديدى وأن يحل السلام من جديد.
تنمو الورود فى أعمال معرض وردة المناطق العازلة لتهديها الفنانة لكل أولئك المكلومين الذين يملأ انينهم العالم.
ويستمر المعرض حتى ١٠ يناير.

تاريخ الخبر: 2023-12-23 21:21:50
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية