ط.غ
“ضرورة الاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها ومواردها الطبيعية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى ضرورة احترام مبدأ حسن الجوار والسعي إلى تسوية النزاعات والأزمات القائمة في العالم على أسس سلمية وتفاوضية بعيدا على لغة السلاح والتصعيد العسكري”، مقتطف ورد في البيان المشترك الصادر عن الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي، الذي احتضنه المغرب على مستوى وزراء الخارجية.
مبادئ أكدها سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي على هامش الندوة الصحافية التي عقدها مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، حيث شدد على التزام موسكو بالقانون الدولي وبالشرعية الأممية في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية على غرار النزاع حول الصحراء المغربية، والذي جدد دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية مستدامة لهذا الصراع، مؤكدا تشبث الحكومة الروسية بهذا الموقف الذي يعد مبدئيا في سياستها الخارجية.
وحول تداعيات الموقف الروسي من ملف الصحراء المغربية، خاصة وأن موسكو وعتبر حليفا استراتيجيا بالنسبة للجزائر أكبر الطرح الانفصالي لجبهة البزليساريو، يرى محمد طلحة أستاذ العلاقات الدولية، بأن الممكلة من الدول التي تدافع بحزم وباستمرار عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سلامة وسيادة أرضيها ووحدتها الترابية؛ ذلك أن المغرب بدوره مُعرض ويعاني من محاولات التدخل في شؤونه السيادية من طرف مجموعة من الدول على رأسها الجارة الجزائر.
وأكد المحلل السياسي في حديثه ل”الأيام24” بأن المصالح الاقتصادية تفوق كل اعتبار لدى سياسة الكريملين، وتعزيز الأخير للعلاقات مع الجزائر لن يغيب الفرص الواعدة التي يقدمها المغرب في القارة الإفريقية. مشددا على أن السياسية الروسية تتميز بالذكاء، حيث لم ترمِ كل بيضها في سلة واحدة.
واعتبر أن الرباط تعلم جيدا الطموح الروسي في القارة الإفريقية، ما دعاها إلى نهج سياسة متنوعة حيال الشركاء الدوليين؛ الأمر الذي يجعل السياسة المغربية الروسية متقاربة إلى حد كبير، موضحا بأن موسكو ترى المغرب شركا استراتيجيا ومهما، وبوابة مثالية للدخول إلى القارة الإفريقية”.
وقال إن موسكو تعول كثيرا على المغرب للحفاظ على مصالحها بالقارة الإفريقية. لذلك، سعت إلى الإبقاء على موقف إيجابي في قضية الصحراء. مشيرا إلى أن عامل الاستقرار الروسي بالمنطقة يجب أن يمر أيضا عبر علاقات ودية مع المغرب، وليس فقط الجزائر.
