وتطالب هذه النائبة التي ترأس قائمة الائتلاف المعارض للرئيس ألكسندر فوتشيتش الذي أُعلن حزبه القومي اليميني الفائز الأكبر في عملية الاقتراع، بإلغاء االانتخابات، وبدأت إضراباً عن الطعام الإثنين مع ستة برلمانيين آخرين.
وقال حزبها السبت إن صحّتها "في خطر"، وإنّها مضطرة لتلقي حقن يومية.
لكن مارينيكا تيبيتش ترفض التخلّي عن معركتها.
وتقول المرأة البالغة من العمر 49 عاماً "أحاول أن لا أفكّر في الأمر (الموت). لا أعتبره تضحية، بل نضال ووسيلة للحفاظ على نفسي على قيد الحياة"، مشيرة إلى السرير المؤقت الذي تمكّنت من تجهيزه لنفسها على أحد مقاعد البرلمان في بلغراد.
وتضيف "الأطباء يحاولون إبقائي بوضع جيد لأطول فترة ممكنة، لأنّه ليس لدي أي نية للاستسلام حتى يتمّ إسقاط هذه الانتخابات المزوّرة وحتى يعترفوا بوجود تزوير انتخابي، وطالما لم يتم الدفاع عن إرادة الشعب".
وتتابع "تفاجأ الأطباء بأنني لم أعاني من أيّ نوبات مرتبطة بالطعام والجوع، لكنني أعتقد أن الأمر كلّه يجري هنا"، مشيرة إلى رأسها.
وتقول تيبيتش "يجب القيام بذلك ببساطة لرفع مستوى الوعي في صربيا وفي الخارج".
وأثارت الانتخابات الكثير من الانتقادات بعدما ندّد فريق مراقبين دوليين، يضمّ ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بسلسلة من "المخالفات"، بما في ذلك "شراء أصوات" و"حشو صناديق اقتراع".
وتظاهر مئات الأشخاص يومياً أمام اللجنة الانتخابية الصربية، بينما توالت الإدانات الدولية.
ووصفت ألمانيا التزوير المفترض بأنّه "غير مقبول" بالنسبة لدولة تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما دعت واشنطن بلغراد إلى معالجة "مخاوف" مراقبي الانتخابات، وقال الاتحاد الأوروبي إنّ "العملية الانتخابية في صربيا تتطلّب تحسينات ملموسة ومزيداً من الإصلاحات".
"مهاجرون انتخابيون"
على الرغم من سيل الانتقادات، لم يتزعزع الرئيس الصربي. وقال في خطاب متلفز الأحد "أريد أن أطلب من جميع المضربين عن الطعام ألا يفعلوا ذلك. يمكنهم تنظيم تظاهرات كلّ يوم، أنا معتاد على التظاهرات".
من جهته، أعلن مكتب المدعي العام في صربيا السبت أنّه طلب من الشرطة التحقيق في العديد من المخالفات المفترضة لتحديد ما إذا كانت هناك أدلّة كافية لتوجيه اتهامات رسمية.
وقال مكتب المدعي العام في بلغراد في بيان إنه تم الإبلاغ عن العديد من المخالفات المفترضة، بما في ذلك حالات "فساد انتخابي" و"شراء أصوات".
كذلك، أفادت الشرطة الصربية الأحد عن تقديم 344 شكوى في المجمل يوم الاقتراع، مشيرة إلى أنّ المحقّقين وجدوا في 18 حالة، مؤشرات على "أعمال إجرامية".
غير أنّ المراقبين الدوليين لفتوا أيضاً إلى معلومات عن "ناخبين يعيشون في الخارج تم إحضارهم بالحافلات من قبل الحزب الحاكم للتصويت في بلغراد".
وفي هذا السياق، تقول تيبيتش إنّ صاحب فكرة "إحضار الناخبين" هو الرئيس ألكسندر فوتشيتش.
وتضيف "أعتقد أنّ صربيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشهد ظاهرة مهاجرين انتخابيين".
ورفض الرئيس هذه الاتهامات، مؤكداً أنه "سيدافع عن إرادة الشعب التي عبّر عنها عبر صناديق الاقتراع".
© 2023 AFP