تحذيرات من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 7.6 درجة

التعليق على الفيديو،

اللحظة التي ضرب فيها الزلزال الساحل الياباني في مقاطعة إيشيكاوا

دعت السلطات اليابانية السكان في المناطق الساحلية إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى المناطق المرتفعة بعد أن ضرب زلزال مدمر بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر وسط اليابان الإثنين.

وتسبب الزلزال في حدوث موجات مد عالية بلغ ارتفاعها أكثر من متر، وحذرت هيئة الأرصاد اليابانية في البداية من حدوث موجات تسونامي عالية للغاية قد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، إلا أنها عدلت من هذا التحذيرلاحقاً لتقول إنها تتوقع حدوث موجات تسونامي ولكن بارتفاع قد لا يتجاوز ثلاثة أمتار.

وضربت منطقة وسط اليابان حوالي 50 هزة أرضية خلال الساعات الخمس الماضية تراوحت في قوتها بين 3.4 و 7.6 درجة. وحذرت هيئة الأرصاد اليابانية من وقوع المزيد من الهزات الأرضية الارتدادية خلال الأيام القليلة المقبلة.

وطالبت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه) عقب وقوع الزلزال بمنطقة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا قرابة الساعة 16:10 بالتوقيت المحلي (07:10 بتوقيت غرينتش) جميع السكان في المناطق الساحلية بإخلاء منازلهم فوراً والتوجه إلى المرتفعات.

وأفادت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أن أمواجا يصل ارتفاعها إلى 1,2 متر ضربت ميناء واجيما في مقاطعة إيشيكاوا بعد عشر دقائق من وقوع الزلزال.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • أحداث شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2023
  • بالصور: أول دول العالم التي تستقبل العام الجديد 2024
  • لواء احتياط إسرائيلي: "لا تصدقوا رواية الجيش عن أنفاق حماس" - في هآرتس
  • من سينتصر في الخلاف بين السعودية والإمارات؟

قصص مقترحة نهاية

وأظهرت صور بثها التلفزيون الياباني اندلاع حريق في واجيما من دون تقديم تفاصيل إضافية حتى الآن. وتلقت الإطفائية في مدينة واجيما بمقاطعة إيشيكاوا أكثر من 30 بلاغاً بانهيار بنايات بسبب الزلزال.

ونُشر مقطع فيديو على منصة إكس يظهر منازل خشب قديمة منهارة، ويسمع فيه شخص يطلب المساعدة ويقول "هذه منطقة ماتسونامي في نوتو، نحن في وضع مروع، من فضلكم تعالوا وساعدونا، مدينتي في وضع مروع".

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

بدوره، حذّر مركز الإنذار عن أمواج تسونامي في المحيط الهادئ من "احتمال حدوث أمواج تسونامي خطرة في منطقة قطرها 300 كيلومتر حول مركز الزلزال على طول ساحل اليابان".

وأعلنت حالة الإنذار في مدن في أقصى الشرق الروسي الإثنين بسبب خطر محتمل بحدوث تسونامي من دون القيام بعمليات إخلاء حتى الآن.

وقالت وزارة الحالات الطارئة الروسية عبر تلغرام "قد تطال موجات تسونامي شواطئ على ساحل ساخالين الغربي". وأوصت سلطات فلاديفوستوك الصيادين بالعودة إلى الميناء.

وسجّلت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية 21 زلزالا بقوة أدناها أربع درجات في شبه جزيرة نوتو خلال ما يزيد قليلا عن ساعة ونصف الساعة.

وانقطعت الكهرباء عن حوالى 33,500 منزل في مقاطعات إيشيكاوا وتوياما ونيغاتا، وكلها تقع على جانب بحر اليابان في جزيرة هونشو في اليابان، وفق ما أفادت السلطات المحلية.

وأغلقت طرق سريعة رئيسية الإثنين في محيط مركز الزلازل وفق ما ذكرت الشركة المشغلة للطرق، وعُلّقت رحلات قطار شينكانسن السريع بين طوكيو ومركز الزلزال في منطقة نوتو، بحسب هيئة السكك الحديد اليابانية.

وأفادت سلطة الرقابة النووية في اليابان بأنه لم يلاحظ وجود أي خلل في المحطات النووية الموجودة في المناطق المتضررة بالزلازل. وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي إنه "تأكد عدم وجود أي خلل حتى الآن في محطة شيكا للطاقة النووية في إيشيكاوا ومحطات أخرى".

صدر الصورة، KYODO VIA REUTERS

التعليق على الصورة،

بيت مدمر في واجيما بمقاطعة إيشيكاوا

لماذا تكثر الزلازل في اليابان؟

تشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ التي تشهد نشاطاً زلزالياً وبركانياً مرتفعا. وتمتد هذه المنطقة في جنوب شرق آسيا وصولاً إلى حوض المحيط الهادئ. ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإنَّ 81% من أكبر الزلازل في العالم تحدث في هذا الحزام النشيط.

لذلك تفرض السلطات في الأرخبيل معايير بناء صارمة بحيث تكون المباني عموما مقاومة للزلازل القوية، فيما السكان معتادون على هذه المواقف التي يستعدون لها بانتظام.

ما هو تسونامي؟

التعليق على الصورة،

خريطة لليابان يظهر فيها مدينة نوتو مركز الزلزال

تسونامي هي كلمة يابانية وهي تطلق في الواقع على سلسلة من الموجات التي تحدث في جسم مائي بسبب إزاحة كمية كبيرة من الماء عادة في محيط أو بحيرة شاسعة.

وقد تتسبب بعض الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والانفجارات البركانية والانفجارات تحت الماء (بما في ذلك التفجيرات والانهيارات الأرضية وانقسام الأنهار الجليدية وتأثيرات النيزك والاضطرابات الأخرى) سواء تلك التي تحدث فوق أو تحت الماء في حدوث تسونامي.

وتشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن أهم الأسباب التي تؤدي الى حدوث موجات المد العالية "تسونامي" هو حدوث زلزال تحت سطح البحر، يؤدي إلى تحركات أكبر للرواسب.

وهذه التحركات تطلق قدراً ضخماً من الطاقة المنطلقة من الصفائح البنيوية الارضية (tectonic) التي تنزلق من سكونها فجأة.

ولكن دراسة سابقة تحت عنوان "رسائل في الأرض وعلوم الكواكب" تعتقد أن الأوتاد الرسوبية التي تشق طريقها بصعوبة من الصفائح ينتج عنها موجات تسونامي.

وتطلق ضربات الزلازل القوية الطاقة المرنة المخزنة في الصفائح التكتونية، بما يدفعها للتحرك باتجاه بعضها، إذ لا تنزلق على بعضها بعضا، ولكنها تحطم وتشوه بعضها البعض.

وتختلف أمواج تسونامي عن التيارات البحرية العادية أو أمواج البحر لأن طول موجتها أطول بكثير. فبدلاً من الظهور كموجة متكسرة، قد يشبه تسونامي في البداية المد المتصاعد بسرعة. لهذا السبب غالبا ما يشار إليها باسم موجة المد والجزر، على الرغم من أن هذا المصطلح لا يفضله المجتمع العلمي لأنه قد يعطي انطباعا خاطئا بوجود علاقة سببية بين المد والجزر وأمواج تسونامي.

وتتكون موجات تسونامي عموما من سلسلة من الموجات، تتراوح مدتها من دقائق إلى ساعات، وتصل إلى ما يسمى بالحزمة الموجية، ويمكن أن يصل ارتفاع الأمواج إلى عشرات الأمتار.

وعلى الرغم من أن تأثير موجات تسونامي يقتصر على المناطق الساحلية، إلا أن قوتها التدميرية قد تكون هائلة، ويمكن أن تؤثر على أحواض المحيطات بأكملها.

لماذا التحذير من تسونامي؟

تتسبب الزلازل التي تبلغ قوتها 7 درجات أو أكثر على مقياس ريختر بحدوث موجات تسونامي. وتتعرض اليابان للزلازل مرة واحدة على الأقل كل عام ، كما أن حوالي أربعة أخماس موجات تسونامي تحدث في المحيط الهادئ، خاصة في البلدان المتاخمة لـ "حزام النار" في المحيط الهادئ مثل اليابان.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها اليابان لموجات تسونامي مدمرة، فقد تعرضت البلاد في مارس/ آذار 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، اذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت عنه موجات مد تسونامي، مما أسفر عن وقوع 18,500 بين قتيل ومفقود.

وأدت هذه الكارثة أيضا إلى وقوع حادث فوكوشيما النووي، الذي تسبب في انصهار الوقود النووي في 3 مفاعلات في محطة فوكوشيما النووية، وهو الحادث الأسوأ منذ تشيرنوبيل في العام 1986.