كل سنة يأخذ ملف الصحراء صدارة القضايا الوطنية للمملكة المغربية، ويتقدم على جميع الملفات كيفما كانت نوعيتها وحساسيتها، لكونه يرتبط بالوحدة الترابية للمغرب. وازداد عمق اهتمام المغرب بهذا الموضوع بعد الاعتراف التاريخي الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح عدد من الدول الإفريقية والعربية والدولية قنصليات لها في كل من العيون والداخلة.
ورغم المضايقات التي تعرضت لها المملكة في الأشهر الماضية بعد استهداف مدينتي السمارة وأوسرد من طرف البوليساريو، يعمل المغرب بحزم على تنمية المناطق الصحراوية وذلك عن طريق مشاريع استثمارية كبرى تنخرط فيها مختلف الدول، إضافة إلى منح المغرب لدول الساحل تأشيرة الانفتاح على الواجهة الأطلسية.
في هذا السياق، قال عبد الصمد بلكبير، المحلل السياسي، إن “ملف الصحراء انتهى على المستوى الموضوعي والاستراتيجي، يبقى فقط البعد الإجرائي والتكتيكي، لأن مسألة تشكيل دولة صغيرة في شمال وغرب إفريقيا هو مخطط أمريكي، ولم تكن فيه إسبانيا سوى أداة لتحريك الموضوع”.
وأضاف عبد الصمد بلكبير، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “السياسات العالمية بما فيها سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت تتغير خصوصا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بسبب النهوض الروسي الصيني، والتغيرات التي وقعت على عملة الدولار وغيرها من العوامل السياسية”.
“في التاريخ المعاصر للمنطقة، اعتراف ترامب بمغربية الصحراء يبقى نقطة الضوء في العلاقات الثنائية، والأمر ليس محاباة للمغرب وإنما تغير إستراتيجية العمل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وبالمقابل قدم المغرب خدمات عديدة لأمريكا في ظل التحالف الجديد”، يقول المتحدث.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “المغرب دخل إلى العالم الإفريقي عن طريق الدبلوماسية الدينية والأبناك والسلع التي تحتاجها إفريقيا وخاصة المواد الفلاحية، وهذا يخدم الولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفا أن “المغرب أصبح موضوع اهتمام من طرف عديد من الدول من بينها روسيا والصين”.
وتابع المتحدث عينه أن “نفوذ المغرب في إفريقيا سيزداد عمقا في السنوات القادمة، لذلك فملف الصحراء سيعرف عدة انتصارات من مختلف الدول”، مؤكدا على أن “المغرب سيتقدم في مواقفه تجاه القضية الوطنية الأولى”.