يوم حداد في إيران غداة تفجيرين أوقعا 84 قتيلا


إعلان

وبعد أن أفاد الإعلام الرسمي الإيراني عن مقتل 103 أشخاص في التفجيرين اللذين وقعا في محافظة كرمان في جنوب البلاد، ذكرت السلطات اليوم أن حصيلة القتلى هي 84.

وأعلن رئيس جهاز الطوارئ جعفر ميعاد فر الخميس عبر التلفزيون الرسمي مقتل 84 شخصا وسقوط 284 جريحا، مشيرا الى أنه كانت هناك "صعوبات في التعرّف على الجثث والأشلاء"، ما تسبّب بإحصاء بعض القتلى "مرات عدة".

وأعلنت السلطات الخميس "يوم حداد وطني" بعد الاعتداء الأكثر حصدا للأرواح في البلاد منذ العام 1978، عندما أدّى حريق متعمد إلى مقتل 377 شخصا على الأقل في دور سينما في عبادان، بحسب أرشيف وكالة فرانس برس.

ووصف المسؤولون الإرهابيون الاعتداء الذي لم تتبن أي جهة بعد المسؤولية عنه، ب"الإرهابي".

وندّدت دول عدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية بالتفجيرين.

ووجّه مسؤولون إيرانيون اللوم في الاعتداء إلى إسرائيل والولايات المتحدة، من دون اتهامها مباشرة.

وكتب محمد جمشيدي، مستشار كبير للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، الأربعاء على حسابه على منصّة إكس (تويتر سابقاً) "تقول واشنطن إنّ الولايات المتحدة وإسرائيل ليس لهما أيّ دور في الهجوم الإرهابي في كرمان بإيران (...) لا يخطئنّ أحد. مسؤولية هذه الجريمة تقع على النظامين الأميركي والصهيوني، والإرهاب مجرّد أداة".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت إن "الولايات المتحدة ليست ضالعة في أي حال من الاحوال (في التفجيرين)، وأي قول يعاكس ذلك هو أمر سخيف"، مضيفا "لا سبب لدينا للاعتقاد أن اسرائيل ضالعة في هذا الانفجار".

وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته أن التفجيرين "أشبه بهجوم إرهابي يحمل بصمات تنظيم الدولة الإسلامية".

"رد قاس"

وتتهم إيران بانتظام إسرائيل والولايات المتحدة بافتعال الفتنة في إيران.

وشهدت إيران في الماضي اعتداءات دامية تبنتها مجموعات سنية معارضة أو جهاديون. كما اتهمت الجمهورية الإسلامية إسرائيل باستهداف منشآت إيرانية أو شخصيات سياسية أو تعمل في المجال النووي الإيراني.

وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي بـ"ردّ قاس" على الاعتداء.

وقال خامنئي في بيان "الاعداء الأشرار والمجرمون للأمة الإيرانية تسببوا مجددا بكارثة وأسقطوا عددا كبيرا من السكان الأعزاء في كرمان شهداء"، مؤكدا أن "هذه الكارثة ستلقى ردا قاسيا بإذن الله".

ووقع الانفجار الأول على بعد 700 متر من ضريح سليماني، والثاني على بعد كيلومتر واحد، بحسب مصادر إيرانية.

وأعلن القائد الحالي لفيلق القدس إسماعيل قاآني أن حشد كرمان "تعرض لهجوم من أشخاص متعطشين للدماء ممولين من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني".

وأشار إلى عمليتي اغتيال نفذتا اخيرا، "غارة في بيروت على نائب زعيم حماس صالح عاروري ومقتل قيادي بارز في الحرس الثوري رضي موسوي قرب دمشق الشهر الماضي.

وقال إن "مقتل عاروري وأمثال رضي موسوي وجريمة كرمان كلها تثبت مدى يأس العدو".

ودانت حركة حماس "الهجوم الإجرامي" و"كافة الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين وتسعى لزعزعة الاستقرار والأمن في الجمهورية الإسلامية، خدمةً لأجندة الكيان الصهيوني ومخططاته الخبيثة التي تستهدف أمن ومصالح شعوب المنطقة".

وعبّرت سوريا عن "تضامنها الكامل في مواجهة الهجمات الإرهابية والمؤامرات المشينة" التي تستهدف حليفها الإيراني.

وندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتفجيرين "الصادمين بوحشيتهما"، فيما دان الأردن "الهجوم الإرهابي".

ونقلت قناة "سي سي تي في" عن الرئيس الصيني شي جيبينغ قوله في رسالة تعزية "باسم الصين حكومة وشعبا أود أن أتقدّم بأحر التعازي بالضحايا وتعاطفنا مع الجرحى وعائلاتهم".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، تعليقا على الانفجارين، إن بلاده "ترفض كل أشكال الإرهاب".

كما دان الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والسعودية الهجوم.

ودعت السلطات الإيرانية الى احتجاجات شعبية حاشدة غدا الجمعة بعد صلاة الجمعة. كما سيشيع غدا ضحايا التفجيرين.

ووقع التفجيران بينما كانت حشود تحيي ذكرى مقتل سليماني بضربة جوية أميركية فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 بعيد خروجه من مطار بغداد. وقضى معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

وكان سليماني في حينه قائدا لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبرز القادة العسكريين للجمهورية الإسلامية، وصاحب دور محوري في رسم استراتيجيتها في الشرق الأوسط على مدى أعوام طويلة.

ويعزى الى سليماني الدور الأكبر في إرساء "محور المقاومة"، وهي التسمية التي تطلق على الأطراف الحليفة لطهران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، والحوثيين في اليمن، إضافة الى بعض الفصائل العراقية.

وكان سليماني يحظى بمكانة رفيعة بين العديد من الإيرانيين وشارك الملايين منهم في تشييعه مطلع العام 2020 خلال مراسم تنقلت بين محافظات عدة وصولا الى مواراته الثرى في مسقطه كرمان.

وينسب الى سليماني دور كبير في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا خلال العقد المنصرم.

وأشاد به المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بعد أيام على مقتله بالقول "قتلوا شخصًا كان القائد الأكثر قوّة في الحرب على الإرهاب (...) بعملية غادرة وجبانة وقد اعترفوا بها، فأي خزي وعار أكبر من ذلك لهم!".

وجاء التفجيران في ظل أوضاع إقليمية شديدة التوتر منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وغداة مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في ضربة منسوبة الى إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

تاريخ الخبر: 2024-01-04 15:08:38
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 77%
الأهمية: 95%

آخر الأخبار حول العالم

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية