فرضت الأزمة الدبلوماسية التي حدثت بين المغرب وفرنسا نفسها بشكل قوي في سجل “الأحداث الساخنة” خلال سنة 2023، حيث مرت عبر مراحل مختلفة أبرزها انتقال باريس إلى استهداف مصالح المغرب بشكل غير مباشر، وخلق مناورات هدفها التشويش على المصالح الداخلية والخارجية للمغرب.
وفي الاجتماع الأخير لمجلس الأمن، بدأت ملامح انفراج العلاقات بين البلدين تتضح، بعد تصويت فرنسا لصالح القرار 2703، الذي أصدره مجلس الأمن الدولي، والذي يقضي بتمديد ولاية بعثة “المينورسو” لمدة عام إضافي، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول مصير العلاقات بين البلدين في السنة الجديدة.
في هذا الصدد، قال عز الدين خمريش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “العلاقات المغربية الفرنسية مرت بمجموعة من الأزمات باختلاف وجهات النظر، خاصة في ملف الصحراء، لكن بعد انعقاد مجلس الأمن بخصوص تمديد بعثة المينورسو تغير موقف فرنسا بشكل مثير للانتباه”.
وأضاف عز الدين خمريش، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “العلاقات الثنائية في سنة 2023 أصيبت بظاهرة المد والجزر، بعد قيام البلدين بتبادل رسائل مشفرة، وإحداث أزمة دبلوماسية”، مؤكدا أن “فرنسا والمغرب تجمعهما علاقات ثابتة على مر التاريخ”.
وتابع المتحدث عينه أن “فرنسا تعتبر قوة فاعلة داخل مجلس الأمن، لذلك يجب أن تكون العلاقات بين البلدين متميزة ومثمرة، لكن يجب عليها بالمقابل أن تغير مواقفها تجاه القضية الوطنية المغربية، على اعتبار أن المغرب أصبح فاعلا أساسيا وقوة دولية، خاصة على المستوى الإفريقي”.
