ووري الثرى بعد ظهر يومه الأحد، جثمان الصحافي حمزة النجل الأكبر لمراسل شبكة “الجزيرة” وائل الدحدوح، الذي استشهد جراء غارة إسرائيلية استهدفته داخل سيارة كانت تقل صحافيين في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وعقب تشييع جثمان فلذة كبده، قال وائل الدحدوح: “لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا شيء أصعب من آلام الفقد، وعندما تتجرع هذه الآلام مرة تلو مرة تكون الأمور أصعب وأشد.. ولكن ماذا عسانا أن نقول، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وأضاف الأب المكلوم: “هذا هو خيارنا وقدرنا، ويجب أن نرضى به مهما كان، فنحن أملنا أن يرضى الله عنا وأن يكتبنا مع الصابرين، هذا هو خيار كل الناس في هذه الأرض. كما تشاهدون الناس أفواج أفواج تودع أحبابها وفلذات أكبادها في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة”.
واستطرد: “نسأل الله أن يربط على قلوبنا وعلى قلوب كل الناس وأن يمدنا بأسباب الصبر والقوة حتى نستطيع المواصلة”.
وأردف الدحدوح: “لحمزة ولكل الشهداء نقول بأننا على العهد، فهذه طريق اخترناها طواعية وأعطيناها كثيرا وسقيناها بالدماء، ونحن ماضون. صحيح الإنسان يحزن ويتألم، فحمزة لم يكن بضعة مني وإنما كان كلّي وروح الروح وكل شيء”.
وتابع: “هذه هي دموع الحزن والفراق التي تفرقنا عن أعدائنا، فنحن مشبعون بالإنسانية وهم مشبعون بالقتل والحقد، ولذا نحن نبكي ونسكب الدموع ولكنها دموع الإنسانية، دموع الكرم والشهامة، وليست دموع الجزع والخوف والاستكانة”.
