هذا ما يفضح أي كوز مستتر – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان


 

هذا ما يفضح أي كوز مستتر
رشا عوض

شاهدت مقطع فيديو فيه رصد للمدح والتمجيد المتبادل بين قائد الجيش وقائد الدعم السريع فيما مضى!
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن ان لا تلاقيا
المهم نتمنى أن يلتقيا بإرادة حقيقية وجدية حاسمة لإيقاف هذه الحرب التي تنذر بتقسيم البلاد وايقاف المقتلة الدائرة بين ابناء الوطن الواحد والجرائم ضد الأبرياء.
اما القوى المدنية الساعية لسودان ديمقراطي مسالم وامن من شبح الحرب فعليها هي تعظيم رأسمالها السياسي والاجتماعي بوحدتها ومأسسة كياناتها، وحتى لو اختلفت وسائلها في العمل وترتيبها للاولويات فهذا لا يجعلها تفجر في خصومه بعضها، لو كانت معركتها فعلا الديمقراطية والسلام المستدام الذي يبدأ بإيقاف الحرب ولكنه لا ينتهي عندها ويحتاج إلى نضال شاق ومضني ضد اي سلطة امر واقع عسكرية ربما يفرضها توازن القوى العسكري بمباركة او بتواطؤ دولي واقليمي تحت اكراهات الراهن او ما يستجد من اكراهات مستقبلا! ،
نبذل قصارانا لربط السلام بالتحول الديمقراطي وفق تأسيس جديد للدولة السودانية يجعل هذه الحرب اخر حروب السودان، ولكن الحروب بطبيعتها تقصي أجندة الديمقراطية وتعلي أجندة وقف القتال.
في ظرف كهذا كل من يجعل معركته الاستراتيجية ضد القوى المدنية ويتواطأ في تخوينها ويطرب لاكاذيب الكيزان ضدها ويكون عونا لهم في تسويق سرديتهم الكذوبة حول الحرب ، ويتلذذ بل ويشارك في اغتيال شخصيات اصحاب التوجه الديمقراطي الحقيقي، هو اما مغفل نافع وإما كوز مستتر! كوز ولو نبتت في جبهته كتلة من اللحم مكتوب عليها الماركسية او مكتوب عليها أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.
وكما قلت سابقا، ان من يرى ان دعم الجيش هو الخيار الاخف ضررا من الناحية الوطنية فهذا رأي يمكن التعاطي معه في إطار تعدد الاراء المشروع ، ولكن غير المفهوم ابدا هو التماهي التام مع خطاب الدعاية الحربية الكيزانية والاستبسال في معركة نفي علاقة الكيزان العضوية بالحرب وعدم الاكتفاء بذلك بل تجاوزه إلى تسفيه من يتحدث عن هذه العلاقة المفضوحة!
أضف الى ذلك اتباع الكيزان في كل جحر ضب خرب دخلوه ابتداء من لبانة قحت قحت قحت القحاطة سبب الحرب والاطاري سبب الحرب مرورا بأن كل من قال لا للحرب هو حليف مستتر للميشيا وخائن وعميل وصولا إلى الطامة الكبرى وهي الدعوة إلى تسليح الشعب تحت خطابات التحريض القبلي والاصطفاف الجهوي وانخراط مثقفين في هستيريا شعبوية كاملة الدسم!!
اما ترديد حجة حق المواطنين في الدفاع عن انفسهم ضد السلب والنهب في هذا السياق فلا تصمد! اذ لا احد يغالط في حق الدفاع عن النفس ضد اللصوص والمجرمين والمواطنون في كثير من المدن والقرى مارسوا هذا الحق دون تحريض من احد وطاردوا المجرمين وقتلوا بعضهم، ولكن ما يسمى بالمقاومة الشعبية هو مشروع لان يكون المواطن المدني طرفا في قتال الدعم السريع تحت قيادة الكيزان لان قياداتهم قالت ان المقاومة الشعبية ستكون مستقلة عن الجيش بل واعتمدت تعبئتهم للمقاومة الشعبية على خطابات تخون قيادة الجيش وتعلن فشله في المعركة وبيعه للقضية!
والغريب أن هؤلاء “المثقفين النافعين” زعموا أن انحيازهم للجيش هدفه القضاء على المليشيا حفاظا على مؤسسة الدولة التي تحتكر العنف عبر جيشها النظامي! هاهم الان ينخرطون في تسويق توجه نهايته المنطقية تحويل البلاد إلى مرتع لعشرات المليشيات وعشرات النسخ من كتيبة البراء ابن مالك ! بل واستدعاء مليشيات الإسلام السياسي من مشارق الأرض ومغاربها فما هي مصلحة اي مثقف ديمقراطي يساري في واقع كهذا؟ واين مكان الحجة الرئيسية لدعم الجيش من الإعراب في هذا الاطار؟
يظل الحق ابلجا، والباطل لجلجا مهما ارتدى من البراقع

تاريخ الخبر: 2024-01-10 12:24:01
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية