الولايات المتحدة وبريطانيا تشنان ضربات على الحوثيين في اليمن


إعلان

وأوردت وسائل إعلام أميركيّة أنّ الضربات شاركت فيها طائرات مقاتلة واستُعملت فيها صواريخ توماهوك.

وأفاد مصدر حوثي وشهود بأنّ ضربات أصابت عددا من المدن في اليمن الذي يسيطر الحوثيّون على مساحات واسعة من أراضيه.

وأشارت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيّين إلى أنّ الضربات طالت "قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس".

وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أنّهم يريدون "استعادة الاستقرار في البحر الأحمر"، في أعقاب الضربات الأميركيّة والبريطانيّة التي استهدفت ليل الخميس الجمعة المتمرّدين الحوثيّين في اليمن.

وفي بيان مشترك، قالت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبيّة والمملكة المتّحدة، إنّ "هدفنا يبقى متمثّلا في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".

وقال بايدن في بيان "اليوم، بتوجيه منّي، نفّذت القوّات العسكريّة الأميركيّة - بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا - ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون لتعريض حرّية الملاحة للخطر في أحد الممرّات المائيّة الأكثر حيويّة في العالم".

ووصف الضربات بأنّها "ردّ مباشر" على هجمات "غير مسبوقة" شنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر شملت "استخدام صواريخ بالستيّة مضادّة للسفن للمرّة الأولى في التاريخ".

وأشار إلى ما مجموعه "27 هجوما" أثّرت على "أكثر من 50 دولة"، و"أجبرت أكثر من 2000 سفينة" على تغيير مسارها لتجنب المنطقة.

وأضاف الرئيس الأميركي أنّ "هذه الهجمات عرّضت موظّفين أميركيّين وبحّارة مدنيّين وشركاءنا للخطر، كما هددت التجارة وحرية الملاحة".

وتابع بايدن "هذه الضربات المُحدّدة الأهداف هي رسالة واضحة مفادها أنّ الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على طواقمنا أو يسمحوا لجهات مُعادية بتعريض حرّية الملاحة للخطر في أحد أهم الطرق التجاريّة في العالم".

وأكّد "لن نتردّد في إصدار أمر باتّخاذ مزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفّق الحرّ للتجارة الدوليّة حسب الضرورة".

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس أنّ الضربات الأميركيّة والبريطانيّة ضدّ الحوثيّين في اليمن استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتيّة لمسيّرات وصواريخ، في مسعى لإضعاف قدرتهم على مهاجمة السفن التجاريّة في البحر الأحمر.

وقال أوستن في بيان إنّ "هذه العمليّة تستهدف تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيّين على تعريض البحّارة للخطر وتهديد التجارة الدوليّة في أحد أهمّ الممرّات البحريّة في العالم".

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الضربات التي وُجّهت للحوثيّين في اليمن "ضروريّة" و"متناسبة".

وأضاف سوناك في بيان "رغم التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربية بريطانيّة وأميركيّة"، مضيفا "هذا لا يمكن أن يستمرّ (...) لذا اتّخذنا إجراءات محدودة وضروريّة ومتناسبة دفاعا عن النفس".

وأعربت السعودية عن "قلق بالغ" فجر الجمعة في أعقاب الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع عدة في اليمن، داعية إلى "ضبط النفس" ومشددة في الوقت نفسه على "أهمية الاستقرار" في منطقة البحر الأحمر.

وقالت الخارجية السعودية في بيان "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية". وأضافت "تؤكد المملكة على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع"، داعية إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد".

الحوثيون يتوعّدون

شنّ الحوثيّون عددا متزايدا من الهجمات في الممرّ البحري الدولي الرئيس منذ اندلاع الحرب في غزّة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

لكنّ الضربات الغربيّة تهدّد بتحويل الوضع المتوتّر أصلا في الشرق الأوسط إلى نزاع أوسع نطاقا يضع الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها الإقليميّين.

ويقول الحوثيّون إنّ هجماتهم تستهدف سفنا إسرائيليّة أو على صلة بالدولة العبريّة، وشنّوا سلسلة هجمات على إسرائيل بطائرات مسيّرة وصواريخ، وذلك "نصرةً" للفلسطينيّين.

وإثر الضربات التي شُنّت ليل الخميس، توعّد نائب وزير الخارجيّة في حكومة الحوثيّين حسين العزي بالردّ، قائلا "تعرّضت بلادنا لهجوم عدوانيّ واسع من سفن وغوّاصات وطائرات حربيّة أميركيّة وبريطانيّة (...) يتعيّن على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظاً".

وقبل ساعات على هذه الضربات، أكّد زعيم المتمرّدين عبد الملك الحوثي أنّ أيّ هجوم أميركي "لن يكون أبداً من دون ردّ".

تسيطر الجماعة على جزء كبير من اليمن منذ اندلاع الحرب الأهليّة عام 2014، وهم جزء ممّا يُسمّى "محور المقاومة" المدعوم من إيران والمناهض لإسرائيل.

"عواقب"

كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد أصدروا تحذيرات للحوثيين لوقف الهجمات على السفن، رغم تعبير واشنطن عن مخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية.

وشكلت واشنطن تحالفا دوليا في كانون الأول/ديسمبر - أطلِق عليه اسم "عملية حارس الازدهار" - لحماية الملاحة البحريّة في المنطقة التي يتدفق من خلالها 12% من التجارة العالمية.

ثم حذرت 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة الحوثيين في 3 كانون الثاني/يناير من "عواقب" ما لم يوقفوا فورا الهجمات على السفن التجارية.

لكن في وقت متأخر الثلاثاء، شنّ الحوثيون ما وصفته لندن بأنّه الهجوم الأكبر حتّى الآن للمتمرّدين اليمنيّين، حيث أسقطت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة 18 طائرة مسيّرة وثلاثة صواريخ.

وأثار ذلك تحذيرات من بريطانيا، في حين حضّ مجلس الأمن الدولي الأربعاء أيضا على الوقف الفوريّ للهجمات.

ويبدو أنّ النقطة التي أفاضت الكأس بالنسبة إلى الحلفاء الغربيّين جاءت في وقت مبكر الخميس، عندما قال الجيش الأميركي إنّ الحوثيّين أطلقوا صاروخا بالستيا مضادا للسفن على ممرّ شحن في خليج عدن.

وأكّد الجيش الأميركي أنّ ذلك هو الهجوم البحري السابع والعشرون في البحر الأحمر منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتسبّبت الهجمات المكثّفة في تحويل شركات الشحن مسار سفنها للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، ما أثار مخاوف من تضرّر الاقتصاد العالمي.

وعزّزت الولايات المتحدة حضورها العسكري في المنطقة مباشرةً بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، محذّرةً إيران وحلفائها من تصعيد الوضع.

كانت إدارة بايدن في البداية حذرةً في ردّها لأنّها تسعى إلى الحفاظ على السلام الهشّ في اليمن، حيث تسبّبت الحرب الأهليّة المستمرّة منذ عقد، والحملة العسكريّة للتحالف الذي تقوده السعودية، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانيّة في العالم في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربيّة.

تاريخ الخبر: 2024-01-12 03:07:05
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 86%
الأهمية: 92%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية