ميلاد يسوع ميلاد النور الذي أنار لنا الحياة والخلود
ميلاد يسوع ميلاد النور الذي أنار لنا الحياة والخلود
* تعاقبت الأجيال الطويلة المظلمة والسماء تحتفظ بصمتها حيال الأرض فلا رسالة ولا إعلان للناس, والبشرية أشبه بغريق هوي إلي خضم المحيط يصارع أمواجا عاتية ويبعث بصرخات مدوية ولا يري إلا غمرا ينادي غمرا من هول ميادين الهلاك فلم يكن أمامه أمل إلا حين لاح أمامه فلك النجاة مقتربا مسرعا نحوه والفلك كان المسيح.
* ففي القديم رنم داود ارتفعي أيتها الأبواب الدهريات ليدخل ملك المجد, كان داود متكلما عن ملك المسيح الأزلي الأبدي ومتنبئا عن تجسده, وطيلة العهد القديم كان إسرائيل ينتظر مجيء المسيا ملكا عليها هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطية الرب الاله كرسي داود ابيه (لوقا1:32).
* وجاء يسوع إلي عالمنا وولد في بيت لحم وتحققت جميع النبوءات فميلاده كان الحدث الفريد الذي لم يحدث من قبل ولم يأت نظيره فيما بعد, إنه الحدث الوحيد الذي دون سواه يخلص الشعب, انه الحدث الذي اذهل الملائكة وحير سكان الأرض من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب (إشعياء 53:1) إنه ميلاد النور الذي أنار لنا الحياة والخلود والتي ترنمت به الأجيال ورتلت له الدهور.
* فملايين الأطفال يولدون منذ فجر التاريخ, لم نر طفلا عند ميلاده توقف التاريخ سوي مولود بيت لحم, إلي أن جاء ملء الزمان ووقف التاريخ عند مولود بيت لحم الذي بميلاده شطر التاريخ إلي نصفين ما قبل الميلاد ومابعد الميلاد وهو الوحيد المولود من عذراء لم تعرف رجلا وليس من زرع بشر, مولود غير مخلوق مثل آدم وحواء الوحيد المعصوم من الخطية من منكم يبكتني علي خطية يوحنا (8:46) فبمجيء يسوع إلي عالمنا تحققت جميع النبوءات وكانت الاحتفالات بمولده.
ـ احتفلت بميلادة الملائكة الذين ظهروا كجمهور في جند سماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة (لوقا 2:13).
ـ واحتفل بميلاده جماعة من الرعاة هؤلاء الذين كانوا يحرسون حراسات الليل علي رعيتهم فظهر لهم ملاك الرب وقال لهم ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب (لوقا 2:10).
ـ واحتفل بميلاده ايضا المجوس وهم يمثلون الأمم الذين اشتركوا في الاحتفال بميلاده وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا (متي 22:11).
ـ واشترك في الاحتفال أيضا النجم الذي ظهر للمجوس في المشرق هذا الذي قادهم في الطريق وقف حيث كان الصبي وهو الذي يمثل اشتراك الطبيعة في الاحتفال بمولد السيد له المجد.
ـ ولا شك أن مريم العذراء ويوسف النجار احتالا بمولد المسيح في صمت وهدوء وفي فقر في مذود بقر إذ لم يكن لهم موضع في المنزل (لوقا 2:7) وكانت في أرض غربة زمن الاكتتاب,
* كان ميلادا متضعا والشعب الذي جاء يسوع منه لم يحتفل به إلي خاصته جاء وخاصته لم تقبله النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه يوحنا (1:5, 11).
* وهيرودس ملك اليهود خاف واضطرب إذ ظن أن المسيح سيكون منافسا له فدبر مؤامرة لقتله واضطربت جميع أورشليم معه بدلا من أن تفرح (متي2:3).
* كان ميلاد يسوع المسيح له كل المجد بركة للعالم ولم يشعر العالم بالبركة وقتها وبدأنا نحس هذه البركة فيما بعد حينما قدم هذا المولود الخلاص للعالم كله فستلد ابنا وتدعواسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (متي 1:21).
كان مولده ميلادا لعصر الحب الذي أحب الله فيه العالم حتي المنتهي حتي بذل ابنه الوحيد عنا.
يا رئيس السلام وملك السلام احلل بسلامك علي عالمنا المضطرب وليسود السلام كل شعوب العالم.