أين قادة الزمن الجميل؟
أين قادة الزمن الجميل؟
العالم يئن ويتوجع ويتألم ويتأوه ويصرخ ويشكو ويثور علي الأمراض المختلفة التي تضربه, أمراض جسيمة ونفسية وبيئية وروحية بالإضافة إلي الكراهية المنتشرة في كل مكان, والتعصب الأعمي الذي يربط بين الناس بدلا من الحب والتراحم والغيرة والتسامح الذي يجب أن يكون حالا في هذه الآونة من السنة, حروب في كل مكان, وإرهاب أسود يضرب العالم وقتل ودمار وهدم, هدم لكل القيم الروحية والدينية وإلغاء لكلمة أو مفهوم الأخلاق.. غريب أن يصل العالم إلي المربع الأول من القرن الحادي والعشرين وقد وصلت أخلاقه وعلاقاته ببعضه إلي هذه الدرجة المنحطة والوضيعة, الكل يشتم الكل يحتقر الكل , الحروب ليست حروبا كما كنا نعرفها وإنما محاولات هدم وإبادة والقضاء علي الإنسان, الإنسان الذ هو أفضل شيء في الوجود, وهو الأمل في بقاء العالم والحب والسلام, لكننا نجد الإنسان وقد تحول إلي حيوان حتي في كراهيته وحربه هو لا يحارب لكنه يدمر يقضي علي نفسه بنفسه.. ماذا جري في العالم هل يستطيع الإنسان تفسير هذه الحرب المدمرة التي تمنع الطعام والشراب والعلاج عن الآخرين؟
ماذا يهدف الإنسان, وقد تملكه الشر والشيطان وأخذ يضرب المستشفيات وهي مليئة بالمرضي وفي حجرة العمليات؟ هل يمكن أن يفسر لي أحد هذا الذي يحدث من ضرب المستشفيات وبها مرضي من كبار السن والأطفال والإنسان والنساء اللائي هن رحمة للدنيا وحب لها. الغريب انتشار التعصب الأعمي وزيادة الكراهية بدلا من علاج هذه الحرب المدمرة التي ستقضي علي الإنسان نفسه. عجيب أن تتزعم الدول الكبري ـ التي تعتبر نفسها الدول الكبري التي المفروض أن تكون متحضرة ومتعلمة تنشر الحب والسلام والأمان بين البشر, وهي بدلا من ذلك تساعد في الحروب وبدلا من أن تنشر السلام وتقضي علي الحروب وتؤمن بحقوق الإنسان الأساسية والضرورية فه تساعد في الحرب بل وترسل للدول المحاربة أسلحة ومحاربين وعتاد وأسلحة حتي تشعل الحرب أكثر ويولع العالم كله حتي آخره.. إنها مسخرة ومأساة بعض قادة العالم الذين تحولوا إلي شياطين قتلة لا يعرفون الرحمة ولا احترام إنسانية الإنسان.
إن العالم يحتاج قادة جددا يعرفون قيمة الإنسان الحقيقية يعرفون أن الإنسان هو أفضل شيء في الوجود, ثم عندما نعرف الإنسان فإن الإنسان هو أفضل شيء في الوجود وهو قيمة في حد نفسه.. الإنسان هو الإنسان.. لا فرق بين الإنسان الأبيض والإنسان الأسود أو الإنسان الأصفر والإنسان الأحمر الإنسان هو الإنسان قيمته في ذاته. خلقه الله علي أحسن صورة, لكن قادة العالم تصوروا أنهم يملكون العالم, وأنهم آلهته ومن حقهم أن يتحكموا فيه يمنعوا الطعام والشراب واللباس والهوا والحياة عمن يريدون وهذه جريمة وخطية كبيرة لن يسمح الله الخالق العظيم بأن يفعلوا ذلك, فقد تجبروا وتعظموا ونسوا أنفسهم وظنوا أنهم آلهة وهم مجرد ناس بسطاء ليس لهم حول ولا قوة, قادة العالم ليسوا إلا بعضا من الناس جميعا. لا يتفوقون علي غيرهم وإنما هم قد وصلوا إلي جنون العظمة الذي سيقضي عليهم وسيجعلهم يعتبرون العالم ملكهم لكن هذا لم يحدث ولن يحدث.
قادة العالم إن لم يرجعوا ويعتبروا أنفسهم مجرد ناس عاديين ويفوقوا من أوهامهم وعظمتهم سيقضون علي أنفسهم أو وأخيرآ.. سيتلقون درسا إنسانيا كبيرا رائعا ليعودوا ويعترفوا بأنهم مجرد ناس عاديين ككل البشر. لقد كفر معظم قادة العالم بحقوق الإنسان التي اعترف بها الإنسان واصبحوا يعتبرون أنفسهم أفضل وأهم وأقوي وملوك العالم وهذا وهم حقيقي يعيشون فيه.. بل الحقيقي أنه مرض نفسي يتحكم فيهم سيعودون يوما إلي رشدهم وإنسانيتهم.
أريد أفكر قادة العالم الكبار بأن هناك قادة للعالم كانوا أفضل منهم وأقدر منهم. هل تذكرون الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن الرئيس 16 لأمريكا 1859 ـ 1865 إن هذه الشخصية يجب أن يذكرها كل عالم القيادات في العالم, ولد فقيرا وعاش لكنه أخلاقه وتدينه كان السبب في تمتعه بالأخلاق والحب والتدين وقد تلقي التعليم من صغره كذلك كانت أمه متدينة محبة للرب, لكن الموت خطفها صغيرة وابنها في التاسعة من عمره, كان من حظ الطفل وأبيه أن وجد الطفل أما ثانية يمكن أن تربيه مع أبنائها الآخرين. وكانت ملحمة من الحب بين أبراهام وزوجة أبيه التي اعتبرته فعلا طفلها وأحبته واهتمت به وشجعته علي الدراسة والقراءة كان طفلنا أيضا متدينا محبا للعلم يقرأ الإنجيل ويذهب للكنيسة تقدم طفلنا وحصل علي شهادة في الحقوق, فقد كان يهتم بالعدالة والعدل بين الناس.
استطاعت الزوجة الجديدة أن تقدم لأبنائها وأبناء زوجها كل الحب والعناية واستطاع أبراهام أن ينجح في الانتخابات ويكون رئيسا للولايات المتحدة. كان من الطبيعي أن ينجح بعد ترشيح نفسه عن الحزب الجمهوري, فقد عرف عنه نزاهته ووطنيته وإيمانه بالله, والتف الناس حوله وأحبوه. لم تتغير شخصية الرئيس بعد الانتخاب بل كان بسيطا متواضعا يبتسم للناس يرحب بهم. كانت أول زيارة قام بها هي زيارة لزوجة أبيه السيدة سارة بوش التي ساهمت في تربيته وجعلته أهلا لهذا المنصب ليتناول العشاء معها ويشكرها علي ما قدمته له, وقد اضطر إلي ركوب قطار البضاعة. كان لنكولن أول من نادي بحرية الصحافة لأنها خير ضمان لحرية الأمة, وهو أول من وضع المبادئ الأساسية السامية في الدستور الأمريكي, وهو الرجل الشجاع الذي حارب الرق وألغاه علي الرغم من الصعوبات الكثيرة التي قابلها من أجل ذلك. وفي ذلك قال:
إن إباحة الرق أمر ينافي أبسط المبادئ الإنسانية وهو كفر بالله وبتعاليم الكتاب المقدس, فقد ولد الناس أحرارا فكيف تجعلونهم أرقاء؟
أقول أين أنتم ياقادة اليوم من قادة الزمن الجميل الذين كانوا يؤمنون بالحرية والحب والجمال وبالإنسانية..؟..