تقلبات عديدة عرفها المشهد التربوي داخل المغرب في العقد الأخير، أرخت بظلالها على قيمة ومكانة الامتحانات الإشهادية وعلى رأسها البكالوريا، التي عرفت تحولات كبيرة أثرت بشكل ملحوظ على قيمتها الرمزية ودلالتها، بداية بظاهرة تسريب أسئلة الامتحانات ومرورا بالتعليم عن بعد ووصولا إلى أزمة التعليم الأخيرة التي استفحلت بسبب إضرابات الأساتذة الرافضين للنظام الأساسي الجديد.
كل هذه التفاصيل لا يمكن الحديث عنها دون ذكر آثارها السلبية على بريق شهادة البكالوريا، في موقع يرى فيه مراقبون تربويون أن الإضرابات التعليمية الأخيرة والتي شلت حوالي 90 في المائة من المدارس العمومية، ستؤثر بالملموس على قيمة الامتحانات الإشهادية خصوصاً البكالوريا التي عرفت مخاضا عسيرا في السنوات الماضية.
تعليقا على هذا الموضوع، قال بوشعيب الباز، مستشار تربوي، إن “الأزمة التي عاشها المغرب ستؤثر على الدروس البيداغوجية وأيضا على الوعاء الزمني للمقرر بالإضافة إلى القدرات المعرفية للتلاميذ”، مشيراً إلى أن “التلاميذ الذين تمكنوا من الحصول على البكالوريا في هذه الظروف الحالية ستكون جودة المعارف الخاصة هم ضعيفة مقارنة مع باقي التلاميذ”.
وأضاف الباز، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “هذا التقصير المعرفي الذي حصل في هذه السنة له أبعاد سلبية ستؤثر على الجيل الحالي بكامله، هذا من الجانب الاجتماعي، أما من الجانب النفسي فقد يصابون تلاميذ المدرسة العمومية بالإحباط بسبب غياب الأساتذة وأيضا ضيق الوقت الدراسي، نظرا لأن الدورة الأولى عرفت إضرابات وطنية واحتجاجات قوية شلت الأقسام الدراسية”.
وتابع المتحدث عينه أن “الأزمات التي تمر على دول العالم الثالث صحية، لأنه سيستفيد منها هذا الجيل، وتشجع على التعليم الذاتي، وهذا الأمر يتعلق بالتعليم العمومي فقط، في حين أن التعليم الخصوصي عرف هذا الموسم استقرارا على المستوى البيداغوجي لأن القطاع لم يعرف إضرابات نهائيا”.
