رسمت دراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ملامح مشهد التعليم العالي الأمريكي خلال عام 2023، والتي تمثلت في استمرار انخفاض نسبة الملتحقين بالتعليم العالي بعد جائحة كورونا، وانخفاض أعمار الطلاب الذين يدرسون إلكترونيًا وبدوام جزئي، وانخفاض ثقة الأفراد في التعليم العالي بشكل سريع، فضلاً عن استمرار نمو أعداد الأمريكيين الحاصلين على كليات دون أوراق اعتماد.

وجاءت تفاصيل الدراسة كالآتي: 

استمرار انخفاض نسبة الملتحقين بالتعليم العالي بعد جائحة كورونا

لا يزال التعليم العالي الأمريكي يواجه تحديات انخفاض نسبة الملتحقين على كل المستويات تقريباً، ولا يزال يسعى للعودة إلى معدلات ما قبل الجائحة، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، ورغم أن معدلات ربيع 2023 أظهرت إشارات إيجابية على زيادة معدلات الالتحاق بالمرحلة الجامعية، فإن القطاع لا يزال يواجه التحدي المتمثل في العودة إلى مستويات التحاق ما قبل الجائحة.

انخفاض أعمار الطلاب الذين يدسرون إلكترونياً وبدوام جزئي

توفر البرامج الإلكترونية وبرامج الدوام الجزئي المرونة التي يحتاجها الطلاب للتنقل في حياتهم المزدحمة، والتوفيق بين متطلبات العمل والأسرة والدراسة، كما أنها غالبا ما تكون أكثر فعالية من حيث التكلفة، هذا وانخفض متوسط أعمار الطلاب الجامعيين الذين يدرسون بدوام جزئي بنسبة 3.46% منذ ربيع 2019، مع انخفاض إضافي بنسبة 0.79% في عام 2022 وحده، وتشير هذه التغيرات إلى أن الطلاب الأصغر تسناً يتبنون الآن أساليب التدريس بدوام جزئي، وحتى طلاب ما بعد البكالوريوس الذين يواصلون تعليمهم الإضافي، أصبحوا أيضاً أصغر سناً، فقد انخفض متوسط أعمارهم بنسبة 5.78% منذ ربيع 2019، تلاه انخفاض آخر بنسبة 2.95% في عام 2022.

إن مؤسسة التعليم العالي، التي كانت تحظى بثقة كبيرة في المجتمع الأمريكي، تواجه الآن أزمة ثقة، وفي غضون ثمان سنوات فقط، انخفض عدد الأشخاص الذين أعربوا عن ثقتهم القوية في التعليم العالي إلى 36%، وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2023 كان لدى 17% من الأمريكيين قدر كبير من الثقة في مؤسسات التعليم العالي، بانخفاض قدره 11% عن عام 2015.

استمرار نمو أعداد الأمريكيين الحاصلين على كليات دون أوراق اعتماد

وعلى الرغم من ارتفاع أعدادهم واستثمارهم بشكل كبير في تعليمهم، فإنهم يواجهون تحدياً كبيراً، فهذه المجموعة هي الوحيدة التي من المتوقع أن تشهد انخفاضاً في فرص العمل بنسبة 2.22% خلال العقد المقبل، ومن المرجع أن ترتفع الوظائف التي تتطلب درجة الماجستير بنسة 11.2%، وتشير هذه الأرقام إلى أن الأفراد الذين لم يكملوا تعليمهم يواجهون تحديات في سوق العمل.