الدار/ فردوس الزعيم
في قلب الهند، توجد تحفة فنية تعكس مزيجًا ساحرًا من الثقافات والتاريخ، هي “تاج محل”. يعتبر هذا النصب التذكاري والمعلم الأثري الفريد تحفة هندسية مدهشة، يجمع بين المعمار المغولي والإسلامي والهندي والفارسي، وتجسد قصة حب لا تنسى.
في القرن السابع عشر الميلادي، أمر الإمبراطور المغولي شاه جهان ببناء “تاج محل” كضريح لزوجته الأميرة “ممتاز محل”. يُعَدُّ هذا الضريح رمزًا للحب والوفاء، حيث يتجسد فيه التلاقي الجميل للثقافات والتقاليد المتنوعة.
يتميز تاج محل بتصميمه الرائع الذي يجمع بين الفن المعماري الإسلامي والمغولي والهندي والفارسي، مما يجعله تحفة فريدة من نوعها. يقع في مدينة أغرة، التي كانت في السابق عاصمة إمبراطورية المغول الإسلامية، وهي اليوم عاصمة ولاية أوتار برادش في الهند.
يحمل اسم “تاج محل” الكثير من الأسرار والقصص. يرجح بعض المؤرخين أن اسمه مأخوذ من اسم الأميرة “ممتاز محل”، بينما يعتقد آخرون أنه ربما كان لقبًا أطلقه سكان مدينة أغرة على الإمبراطورة. في كل الأحوال، تم بناء تاج محل ليخلد ذكرى هذه الحكاية الرومانسية.
في فترة القرن السابع عشر الميلادي، أصبح شهاب الدين محمد خرام إمبراطورًا للمغول في الهند. خطب الأميرة محل ممتاز في عام 1607، ولكن الزواج لم يكن ممكنًا حتى عام 1612. عندما تولى العرش، اختارها إمبراطورة وأطلق عليها لقب “مليكة جهان” أي “ملكة العالم”، وكانت مستشارة موثوقة ورفيقة وفية في جميع رحلاته وحملاته.
بعد وفاتها في عام 1631، أصيب الإمبراطور بالحزن العميق، حيث قرر الانعزال لفترة. وعندما خرج من عزلته، أصدر أمرًا بنقل جثمان زوجته إلى مدينة أغرة وبناء تاج محل كتحفة معمارية تخلد ذكراها. يعكس تصميم القصر الجميل هذا الحب الحقيقي والفريد الذي اجتمعت فيه مختلف الثقافات والأذواق.
وفي عام 1983، أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تاج محل إلى قائمة التراث العالمي، معترفة بقيمته الفنية والتاريخية التي تتجسد في هذه الروائع المعمارية. رغم تأثر بعض أجزاء الضريح بالتلوث، فقد شُرِعَت جهود ترميم في التسعينات للحفاظ على هذه التحفة الفنية، وتجنب تأثيرات التلوث البيئي.
