يضع الشطر الأول من الدور 32 للنسخة 59 من منافسة كأس الجزائر، 16 تذكرة في المزاد، ولو أن المؤكد أن فريقا على الأقل من الرابطة المحترفة سيضطر إلى حزم الحقائب وتوديع المنافسة مبكرا، عشية غد الجمعة، على اعتبار أن عملية القرعة وضعت الاتحاد السوفي ونجم بن عكنون وجها لوجه، في الوقت الذي ستضطر 4 أندية أخرى من «النخبة»، لتدشين المنافسة خارج الديار، بالنزول في ضيافة فرق من «الهواة»، لكن نكهة المنافسة تبقي عنصر المفاجأة واردا، لأن «السيدة المدللة» تضع «الصغار» أمام فرصة الخروج من دائرة الظل.
الإقصاء «الأوتوماتيكي» لفريق من الرابطة المحترفة، سيكون في مباراة من تنشيط ضيفين جديدين على قسم «الكبار»، وتكتسي الطابع الثأري، لأن الاتحاد السوفي كان قد حقق انتصارا وحيدا في مرحلة الذهاب من البطولة، كان خارج الديار، على حساب نجم بن عكنون، قبل أن ينهار «السوافة» كلية، بتلقي 12 هزيمة متتالية، بينما سجل النجم استفاقة نسبية، تجلت في خروجه من المركزين الأخيرين في سلم الترتيب، ولو أن معطيات لقاء الكأس تختلف، و»الأعشاش» سيعملون على استغلال ورقتي الأرض والجمهور، بحثا عن تأهل يضمدون به جراح «البطولة»، ومحاولة شحن البطاريات تحسبا للنصف الثاني من المشوار.
أما رائد ترتيب بطولة الرابطة المحترفة، مولودية الجزائر فسيحط الرحال بميلة، لملاقاة نادي التلاغمة، في موقعة غير متكافئة على الورق، بالنظر إلى «الفورمة» العالية التي أظهرتها المولودية، لأنها لم تنهزم منذ الجولة الثانية بقسنطينة، ومع ذلك فإن «التلاغمية» سيسعون لتأدية مقابلة في المستوى، واستنساخ «سيناريو» 2019، لما بلغوا الدور 16، وواجهوا مولودية وهران.
من جهة أخرى، سيضطر بطل النسخة الماضية فريق جمعية الشلف، إلى القيام بدورية نحو بريكة، أين سيستهل رحلة الدفاع عن لقبه بملاقاة الأمل المحلي، في لقاء تاريخي لأهل الدار، رغم أن موازين القوى فيه غير متكافئة، لأن «الفرسان الحمر» عانوا كثيرا في بطولة ما بين الجهات هذا الموسم، الأمر الذي من شأنه أن يعبد طريق «الشلفاوة» نحو الدور القادم، والمعطيات ذاتها تنطبق على مهمة وفاق سطيف بخنشلة، لأن مواجهة نجم تازوقاغت تمنح الأفضلية على الورق للوفاق، ومع ذلك فإن أبناء «المحمل» يراهنون على تقديم مقابلة «تاريخية».
على صعيد آخر، فإن نادي بارادو والذي يعد خامس فريق من الرابطة المحترفة سيدافع عن حظوظه خارج الديار أمسية غد الجمعة، تبدو مهمته أصعب، لأن الرحلة إلى ورقلة ليست محمودة العواقب، ولو أن «الباك» متعود على حسن التفاوض بعيدا عن قواعده، بالنظر إلى الانتصارات الخمسة، التي حصدها في مرحلة الذهاب من البطولة، لكن عقدة الإقصاء مبكرا لاحقت «الأكاديمية»، التي سبقت لها قبل 7 سنوات، وأن ودعت المنافسة من ورقلة، على يد مولودية الرويسات.
باقي المباريات، ستكون بين أندية من الهواة على اختلاف مستويات نشاطها، لكن «الصغار» سيرفعون شعار التحدي، بحثا عن انجازات تسمح لها بسرقة الأضواء، كما هو الحال بالنسبة لأصغر فريق في هذا الدور، جيل سيدي سالم، الناشط في الجهوي الثاني لرابطة عنابة، والذي سيقوم برحلة طويلة وشاقة إلى بلعباس، لملاقاة شباب بن باديس، بذكريات سنة 2010، لما تأهل الجيل إلى الدورة 16، رغم تباين المعطيات، في الوقت الذي سيكون فيه الملعب السطايفي، من الجهوي الأول لقسنطينة، على موعد مع مقابلة مفتوحة على كل الاحتمالات، لأن اتحاد عنابة استعاد عافيته، ومهمة «الصاص» تبدو في غاية الصعوبة.
إلى ذلك، فإن جمعية الخروب تحوز على أفضلية العوامل الكلاسيكية، سعيا لتكرار مشوار الموسم الفارط، والرحلة ستنطلق بمواجهة شباب الحناية، في حين سيكون رائد ترتيب المجموعة الشرقية لقسم ما بين الجهات، اتحاد الشاوية، أمام امتحان التأكيد، عندما يستضيف شبيبة تيارت، بذكريات الماضي، ومعطيات ترجح كفة أبناء «سيدي رغيس»، الذين كانوا الموسم المنصرم قد بلغوا أدوارا متقدمة، لأن «الزرقاء» تعاني هذا الموسم، بينما تصب كل الحسابات الأولية في رصيد شبيبة جيجل لكسب الرهان، والتأهل إلى الدور المقبل، لأن «النمرة» ستستقبل مولودية أولاد يعيش من الجهوي، وورقة الأرض تمنح دوما الأفضلية للشبيبة، التي لم تنهزم منذ بداية الموسم.
ص / فرطـاس
