انتشر مؤخرا فيديو يظهر جنودا إسرائيلين يتحدثون العبرية وهم يهللون ويضحكون بينما يقومون بتفجير أحد المباني داخل غزة. ويقول أحدهم في الفيديو "هذا حتى لا يبقى مكان لهم ليعودوا إليه".

أثار الفيديو بالطبع غضب كثيرين في العالم العربي، خاصة في ظل تهجير سكان القطاع من منازلهم، ودفعهم نحو الحدود المصرية، وما يتم تداوله من اتهامات لإسرائيل بتعمد تدمير البنية التحتية في غزة.

تواصلنا مع الجيش الإسرائيلي وقال إنه يحقق فيما وصفه بأفعال حالات فردية.

ما حقيقة الفيديو؟

بي بي سي لتقصي الحقائق تحققت من صحة الفيديو ومن كونه يعود للأحداث الجارية في غزة وليس قديما. كما تم التأكد من ترجمة ما يقال في الفيديو بالعبرية.

نٌشر هذا الفيديو للمرة الأولى على حساب فيسبوك منسوبٍ لجندي إسرائيلي يدعى أورين شموئيل، في منشور شمل مقاطع فيديو أخرى يوم 23 يناير/كانون الثاني الماضي.

هذا الجندي كان ضمن كتيبة لواء غولاني التي شاركت في الحرب الجارية داخل غزة حتى تم سحبها من داخل القطاع في 21 ديسمبر/كانون الأول بحسب بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي والذي نص على "أن الجيش الإسرائيلي يمنح قواته الخاصة 'فترة راحة' في منتصف الحرب".

في فيديو أخر نٌشر في نفس المنشور مع الفيديو الأول، يمكن رؤية لحظة استقبال الكتيبة لخبر إنهاء مهمتها داخل غزة.

بسبب تدمير أغلب المعالم في المنطقة التي تم تصوير الفيديو فيها لم نتمكن من تحديد مكانه داخل غزة، ولكن نعلم أن كتيبة غولاني كانت قد تعرضت لكمين خلال وجودها في حي الشجاعية شرقي القطاع، والذي أسفر عن مقتل عدد من الضباط والجنود باللواء، بحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي.

يُعد لواء غولاني من أول الألوية التي انضمت إلى الجيش الإسرائيلي، في فبراير عام 1948، لذلك يحمل أيضا اسم "اللواء 1"، وينتمي إلى سلاح المشاة، وهو من قوات النخبة في الجيش. وكانت مهمة هذا اللواء الرئيسية تتمثل في التمركز على الحدود السورية الإسرائيلية، في الوديان والتلال في الجليل الأدنى. وشارك "غولاني" في حرب غزة الحالية منذ اليوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إٍسرائيل تحقق

تواصلنا مع الجيش الإسرائيلي للتعليق، وجاء الرد بإن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحقق في أفعال حالات فردية، تحيد عما هو متوقع من جنود الجيش الإسرائيلي. وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة ضد الجنود المشاركين في هذه الأفعال.

وأضاف أن عقيدة الجيش الإسرائيلي لا تهدف إلى إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية إلا للضرورة العسكرية ووفقاً للقانون الدولي.

توجد آلية للتحقيق تابعة لهيئة الأركان تنظر الشكاوى الواردة بانتهاكات وممارسات عناصر الجيش الإسرائيلي.

ولكن لم يشمل التعليق ردا مباشرا على محتوى الفيديو المتداول.