مع توقعات بتراجع هطول الأمطار الناجم عن واحدة من أكثر العواصف الممطرة في تاريخ جنوب كاليفورنيا، استمر خبراء الأرصاد في التحذير من أن الفيضانات لا تزال محتملة، وأن الأراضي المبللة تزيد من خطر حدوث انهيارات أرضية مميتة.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن العاصفة البطيئة الحركة التي توقفت فوق المنطقة، وتسببت في هطول كميات قياسية من الأمطار على أجزاء من لوس أنجلوس، قد تستمر. ومن المتوقع أن تؤدي الأمطار المتفرقة وبعض العواصف الرعدية المحتملة إلى هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة، لكن لا يزال هناك خطر من أن تشهد العديد من الأماكن أمطارًا غزيرة فترة قصيرة، تتسبب في سقوط أمطار يتراوح منسوبها بين 1.3 و3 سنتيمترات في ساعة واحدة.

وكانت هذه العاصفة الثانية التي يغذيها نهر جوي، وتضرب الولاية على مدى أيام. تأهب شديد

وبينما نصحت السلطات الناس بالبقاء في حالة تأهب قصوى، ظلت معظم مناطق جنوب كاليفورنيا تحت مراقبة الفيضانات. وقالت خدمة الأرصاد الجوية إن الجداول والأنهار الممتلئة والسريعة الحركة «تزيد من خطر الغرق، والحاجة إلى عمليات إنقاذ سريعة بالمياه»،

حيث اجتاحت العاصفة شمال كاليفورنيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص سحقتهم الأشجار المتساقطة، ثم استمرت في الجنوب.

وغمرت الأمطار مدينة لوس أنجلوس، ما أدى إلى تساقط الطين والصخور على سفوح التلال التي تنتشر فيها منازل بملايين الدولارات، بينما تدافع الناس الذين يعيشون في مخيمات المشردين في أجزاء كثيرة من المدينة بحثًا عن الأمان.

وقال مسؤولو المدينة إنه بالقرب من هوليوود هيلز حملت مياه الفيضانات الطين والصخور والأشياء المنزلية إلى أسفل التل عبر إستوديو سيتي، وتم إجلاء ستة عشر شخصًا، ووضع علامات حمراء على العديد من المنازل.

الأرض المبللة

وحذر أرييل كوهين، خبير الأرصاد الجوية المسؤول عن مكتب خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في لوس أنجلوس، من أن الخطر لم ينته على الرغم من الانخفاض المتوقع في هطول الأمطار.

وقال في مؤتمر صحفي: «الأرض مبللة ومفرطة التشبع. لن يستغرق الأمر الكثير من الأمطار لحدوث المزيد من الانهيارات الأرضية والطينية والصخرية وتدفقات الحطام الأخرى».

وقالت إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس إن 1000 من رجال الإطفاء تعاملوا مع أكثر من 300 انهيار طيني، بالإضافة إلى ورود أكثر من 100 تقرير عن فيضانات وإنقاذ سائقي السيارات الذين تقطعت بهم السبل في المركبات على الطرق المغمورة بالمياه.

وأضافت الملاجئ أسرة للمشردين في المدينة، البالغ عددهم نحو 75000 شخص.

سبب العاصفة

العاصفة التي ضربت كاليفورنيا هذا الأسبوع يغذيها نهر جوي، وهو عمود من الرطوبة امتد عبر المحيط الهادئ بالقرب من هاواي.

وجاء مصطلح «النهر الجوي» من بحث نشره في التسعينيات العالمان يونغ تشو وريجينالد إي نيويل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وغالبًا ما يشار إلى الأنهار الجوية باسم ARs.



ما هو النهر الجوي؟

عبارة عن نطاقات طويلة وضيقة نسبيًا من بخار الماء الذي يتشكل فوق المحيط، ويتدفق عبر السماء.

ينقل الكثير من الرطوبة من المناطق الاستوائية إلى خطوط العرض الشمالية.

يحدث على مستوى العالم، ولكنه ذو أهمية خاصة على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

يتسبب في هطول ما بين 30 و50 % من الأمطار السنوية.

يعد حيويا لإمدادات المياه، ولكن يمكن أن يسبب أيضًا عواصف تنتج فيضانات وانهيارات طينية.

يتكون عادة من الرياح المرتبطة بالأعاصير.

العديد من الأحداث النهرية الجوية ضعيفة، ولكن تلك القوية يمكنها نقل كميات غير عادية من الرطوبة.

أظهرت الدراسات أن الأنهار الجوية تستطيع حمل ما بين 7 و15 ضعف متوسط ​​كمية المياه التي يصرفها نهر المسيسيبي يوميًا.