يواجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي بدأ بجولة من الزيارات على أمل المضي قدما في وقف محتمل للحرب في قطاع غزة، وإتمام صفقة النار، والتخطيط لما بعد الحرب مع تهدئة التوترات الإقليمية، على الجبهات الثلاث تحديات كبرى، فهناك خلاف علني بين حماس وإسرائيل حول العناصر الأساسية لهدنة محتملة. ورفضت إسرائيل دعوات الولايات المتحدة لإيجاد طريق لإقامة دولة فلسطينية، ولم يظهر حلفاء إيران المسلحون في المنطقة مؤشرات تذكر على أن الضربات الأمريكية ستردهم.

وفي الوقت نفسه، بدأت حماس في غزة في الظهور من جديد في بعض المناطق الأكثر دماراً بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، وهو مؤشر على أن هدف إسرائيل المركزي المتمثل في سحق الجماعة لا يزال بعيد المنال. وتظهر لقطات فيديو من نفس المناطق دمارًا واسعًا بسبب الهجمات الإسرائيلية، حيث تضرر أو دمر كل مبنى تقريبًا.

مواصلة الهجوم

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الجيش سيواصل عملياته في شمال غزة لعدة أشهر وسيمضي قدما في هجومه الرئيسي في الجنوب، حيث يخوض قتالا عنيفا منذ أسابيع حتى تكون له «سيطرة كاملة» على القطاع.

وأضاف أن الهجوم سيصل في نهاية المطاف إلى مدينة رفح على الحدود المصرية، حيث لجأ نحو 1.5 مليون فلسطيني نازح. وقالت مصر إن الانتشار الإسرائيلي على طول الحدود سيهدد معاهدة السلام التي وقعها البلدان قبل أكثر من أربعة عقود.

إنشاء دولة

والتقى بلينكن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد وقت قصير من وصوله إلى الرياض. وقال مسؤولون إن المملكة ترفض العدوان والهجمات وتطلب خطة ذات مصداقية لإنشاء دولة فلسطينية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن بلينكن «شدد على أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة ومنع المزيد من انتشار الصراع»، وناقش هو وولي العهد «أهمية بناء منطقة أكثر تكاملا وازدهارا».

لكن أي صفقة كبرى من هذا القبيل تبدو بعيدة المنال في ظل استمرار الحرب في غزة، حيث تم نقل 113 جثة إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، وفقا لوزارة الصحة في القطاع وأضافت الوكالة أن 205 أشخاص آخرين أصيبوا.

وبهذا يرتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ نحو أربعة أشهر من الحرب إلى 27478. ولا تفرق الوزارة بين المدنيين والمقاتلين في إحصائها لكنها تقول إن معظم القتلى من النساء والأطفال.

و سوت الحرب مساحات شاسعة من القطاع الصغير بالأرض، وشردت %85 من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني ودفعت ربع السكان إلى المجاعة.



حماس تعود

وأغضب الاحتلال مقطع فيديو تم تداوله عبر الإنترنت يعد أحدث علامة على تأكيد سيطرة حماس على أجزاء من الشمال. ويقول السكان إن قوات الأمن التي تقودها حماس، والتي بلغ عددها عشرات الآلاف قبل الحرب، بدأت في الظهور مرة أخرى في بعض المناطق، حيث تركز على توزيع رواتب الموظفين المدنيين وقمع اللصوص.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه شن عمليات مستهدفة في شمال غزة خلال الأسبوع الماضي لمنع حماس من إعادة بناء قدراتها.

وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب حتى تسحق إسرائيل قدرات حماس العسكرية والحكمية.

وأشعلت الحرب التوترات في جميع أنحاء المنطقة، حيث أدت موجة من الضربات والهجمات المضادة إلى زيادة خطر نشوب صراع أوسع نطاقا.