مع أزمة ارتفاع أسعار البصل المستورد في الأسواق المحلية، رفع مزارعون وملاك حيازات زراعية في واحة الأحساء أخيرًا، معدل زراعة البصل الحساوي في مواقعهم الزراعية، إلى أقصى مساحة ممكنة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشتلات إلى 10 ريالات للشتلة الواحدة بدلا من ريالين العام الماضي، مؤكدين لـ«الوطن» أنه رغم ازدياد مساحة زراعته في الفترة الحالية، يبقى الإنتاج محدودًا مقارنة بحجم الطلب الكبير في السوق المحلي، علاوة على زراعته لموسم واحد فقط، لافتين إلى أن هناك محاولات جادة لجعل زراعته موسمين، وطموح المزارعين إلى وصول المنتج إلى الاعتماد عليه وتسويقه كأمن غذائي، متوقعين أن يشهد الموسم الحالي غزارة في إنتاج البصل الحساوي.

3 أطنان

أبان المهندس والخبير الزراعي علي الحسن، أن الموسم الزراعي للبصل «الأخضر» في الأحساء، يبدأ في سبتمبر من كل عام في الأراضي الرملية، ويحصد أخضر في شهر ديسمبر، وفي أكتوبر يبدأ حصاد البصل المجفف للبذور بعد استمرارها في المشتل لمدة شهرين، ومن ثم نقله إلى الأرض الدائمة في يناير، ويستمر لمدة 6 أشهر، وغالبًا تتم زراعة البصل الحساوي بذات الموقع المخصص لزراعة العيش الحساوي، موضحًا أن ضاحية زراعة البصل التي تقدر بـ 1000 متر مربع تنتج 3 أطنان من البصل (مع عناية المزارع)، مشيرًا إلى أن سعره يبدأ من 15 ريالا (أول الموسم في يونيو ويوليو) إلى 50 ريالا (في أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) للسلة الواحدة سعة (10 إلى 12 كيلوجراما)، مؤكدًا أن البصل الأخضر يستهدف في الفترة الشتوية.

الاكتفاء الذاتي

أضاف الحسن، أن الاعتماد على المستورد سبب رئيسي وراء حدوث مثل تلك الأزمات في ارتفاع الأسعار ونقص الكميات، والخسائر المتتالية لمزارعي البصل المحليين في المملكة، وعزوفهم عن زراعته بتقليص المساحات والكميات، حتى يتمكن المزارع من تغطية تكاليفه، لافتًا إلى أن المزارعين المحليين، يمتلكون القدرة على العمل والتوسع في زراعة البصل، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي لهذا المنتج الأساسي، مؤكدًا عودة الأسعار قريبًا، وأن هناك استغلال من التجار لهذا النقص، والتحكم في زيادة الأسعار، مبينًا أن هذه الأزمة فيها إرشاد للمزارعين في الاستفادة منها، والتوجه إلى زراعة البصل بشكل كبير في المواسم المقبلة، مضيفًا أن مثل تلك الأزمات، تتكرر سنويًا، بجانب محصول الطماطم.

إغراق السوق

أوضح الناشط الزراعي عبدالله العامر أن عودة الأسعار إلى طبيعتها مرتبطة بضخ كميات كبيرة من المحصول في السوق المحلي، موضحًا أن زراعة البصل «شتوية» في الأحساء، ومحصول البصل الحساوي، وهناك دعوات بين المزارعين نحو التوجه لزيادة والتوسع في زراعة البصل لمواجهة الطلب المتزايد عليه، مع مراعاة التوقيت المناسب لحصاده وإدخاله في الأسواق، وعدم الاستعجال في تسويقه لعمل توازن بين العرض والطلب، والحفاظ على الأسعار، واستخدام تقنيات متطورة لتخزينه وحفظه لأطول فترة زمنية ممكنة، ومن غير الصحيح إغراق السوق بكميات كبيرة في دفعة واحدة، فتلك من شأنها إحداث مشكلة تسويقية، وتدني الأسعار، وعزوف المزارعين في زراعته مستقبلًا، مع ابتكار طرق حديثة لتعبئة المحصول لمواكبة التسويق العالمي بدلًا من الطريقة التقليدية في «السلة».

ضوابط لزيادة زراعة البصل

- مراعاة التوقيت المناسب لحصاده

- عدم التعجل في التسويق لتوازن العرض والطلب

- استخدام تقنيات متطورة لتخزينه

- ابتكار طرق حديثة لتعبئة المحصول

- مواكبة التسويق العالمي بدلًا من الطريقة التقليدية