تحذيرات متزايدة من عملية إسرائيلية في رفح ونتانياهو يتعهد بـ"ممر آمن"


إعلان

ويحتشد 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان القطاع المحاصر، في رفح قرب الحدود مع مصر. وهم في غالبيّتهم العظمى فرّوا من العنف في شمال القطاع ووسطه عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) قبل أكثر من أربعة أشهر.

وباتت رفح محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة، خصوصا بعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع أنه أمر الجيش بالتحضير لعملية فيها.

وقال نتانياهو في مقابلة ضمن برنامج "هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس" عبر قناة "إيه بي سي نيوز" تُبثّ الأحد ونُشرت مقتطفات منها مساء السبت "النصر في متناول اليد. سنفعل ذلك. سنسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابية، وعلى رفح، وهي المعقل الأخير" للحركة.

وتابع "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك"، متحدثا عن وجود مناطق في شمال رفح "تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين".

وفي ردّ على الانتقادات الدولية الواسعة والتحذيرات من شنّ عملية كهذه، قال نتانياهو إن "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".

وكانت الحركة حذّرت السبت من "كارثة" في رفح بحال شنّت إسرائيل عملية برية.

وقالت "نحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال اجتياح محافظة رفح"، مضيفة "نحمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة".

كما صدرت مواقف عدة في السياق التحذيري ذاته، أبرزها على الصعيد الدولي من الولايات المتحدة الحليفة لإسرائيل، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إضافة الى دول عربية تتقدمها السعودية والأردن وقطر.

وصدرت آخر المواقف ليل السبت عن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وكتب بوريل عبر منصة إكس "أكرر تحذير العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق الوصف وتوترات خطيرة مع مصر".

وأضاف أن "استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن ووقف الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب وقوع مذبحة".

وكان مكتب نتانياهو أكد الجمعة أنه أمر الجيش بـ"تقديم خطّة لإجلاء السكّان والقضاء على كتائب" حماس في رفح.

- "أمر منطقي؟" -

ورغم بقائها في منأى من العمليات العسكرية المباشرة، لم تسلم رفح من القصف الإسرائيلي الذي أدى لتدمير العديد من مبانيها على مدى الأيام.

تحرك لأقارب رهائن إسرائيليين في غزة في 10 شباط/فبراير 2024 في تل أبيب © أحمد غرابلي / ا ف ب

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس عن سقوط 94 قتيلا جراء القصف الإسرائيلي ليل السبت الأحد على مناطق مختلفة في قطاع غزة، بما فيها رفح.

وكانت الوزارة أكدت السبت مقتل 25 شخصا على الأقل جراء القصف الإسرائيلي على رفح. وقتل خمسة من عناصر الشرطة في هجومين إسرائيليين منفصلين، حسب مصادر أمنية فلسطينية، فيما قالت القوات الإسرائيلية إن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين من الحركة الفلسطينية قتلا في أحدهما.

وتجمّع العشرات في رفح قرب حطام سيارة دمّرها قصف إسرائيلي، وقال السكان إنها كانت تنقل عنصرين من الشرطة.

وقال محمد صيدم لفرانس برس "لم نعد قادرين. عندنا أطفال، عندنا نساء... قالوا رفح أمان. لا أمان في رفح، عن أي أمان يتحدثون؟ كل مكان يتم ضربه".

وأضاف "نريد للحرب أن تنتهي".

اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا محتجزين في غزّة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب نتانياهو.

وتردّ إسرائيل مذّاك بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28064 شخصًا، غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس.

وأثار التلويح بعملية عسكرية وشيكة في رفح، قلق بعض الإسرائيليين من تأثير ذلك على الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني.

وقال عيناف بيريتس (34 عاما) لفرانس برس في تل أبيب "لا يمكنني القول ما اذا كانت العملية ستهدّد حياة الرهائن، لكنها بالتأكيد لن تؤدي الى تحسين وضعهم".

بدورها، قالت أورلي زينغر (55 عاما) "كيف يمكن التفكير أن تهجير 1,4 مليون شخص من رفح هو أمر منطقي؟ هذا عبثي. لا أعتقد أنه أمر قابل للتحقيق. من المحزن أن نرى الى أي مدى وصلنا".

ونزل إسرائيليون الى شوارع تل أبيب ليل السبت للمطالبة بتأمين الإفراج عن الرهائن واستقالة نتانياهو.

وأتاحت هدنة لأسبوع أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، الافراج عن أكثر من مئة رهينة لقاء إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وتتواصل الجهود الدبلوماسيّة للتوصّل إلى هدنة جديدة تتيح تبادل الرهائن والمعتقلين وزيادة المساعدات.

واستضافت القاهرة هذا الأسبوع محادثات جديدة بقيادة مصر وقطر، اختُتمت الجمعة. وأورد موقع أكسيوس أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يزور مصر الأسبوع المقبل لاستكمال البحث في هذه المسألة.

اتهام جديد للأونروا

على صعيد آخر، أعلنت إسرائيل السبت اكتشاف نفق في مدينة غزة قالت إن حماس حفرته تحت مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

صورة ملتقطة خلال جولة مع الجيش الإسرائيلي في الثامن من شباط/فبراير 2024، تظهر ما يقول إنه نفق تابع لحماس أسفل مقر لوكالة الأونروا © جاك غيز / ا ف ب

وقال الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) إن العمليات في المدينة الشمالية أدت إلى اكتشاف "فتحة نفق" قرب مدرسة تديرها الوكالة التابعة للأمم المتحدة، وأن مساره "يمر تحت المبنى المستخدم كمقر رئيسي لوكالة الأونروا في القطاع".

وأكد المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني أنه تم إخلاء المبنى في 12 تشرين الأول/أكتوبر، داعيا إلى إجراء تحقيق مستقل في الادعاء الإسرائيلي.

وأضاف "لم نستخدم هذا المجمع منذ تركناه ولا علم لنا بأي نشاط قد يكون حدث هناك"، موضحا أن المرة الأخيرة التي فحصت فيها الوكالة المجمع كانت في أيلول/سبتمبر 2023، مشددا على أن "السلطات الإسرائيلية لم تبلغ الأونروا رسميا بشأن النفق المزعوم".

من جهته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لازاريني إلى "الاستقالة فورا"، معتبرا أن "استقالته الفورية أمر حتمي".

ووجهت إسرائيل اتهامات عدة الى الوكالة في الآونة الأخيرة، أبرزها ضلوع عدد من موظفيها في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وفي أعقاب هذه الاتهامات، قامت دول عدة بتعليق مساعداتها للوكالة، ما أثار مخاوف حيال قدرتها على مواصلة توفير المساعدات الحيوية للقطاع.

وفتحت الأمم المتحدة تحقيقين منفصلين بشأن الوكالة، أحدهما في المزاعم الإسرائيلية، والآخر في مراجعة حيادها السياسي العام.

- ضربات في لبنان -

وأثارت حرب غزة مخاوف من اتّساع نطاقها الى نزاع إقليمي، خصوصًا مع التوتّرات على جبهات عدّة منها بين حزب الله اللبناني وإسرائيل عبر الحدود، وفي المناطق البحرية المقابلة لليمن مع هجمات الحوثيين دعما لغزة، وأخرى تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا عبر فصائل مدعومة من طهران.

ونجا قيادي في حماس من ضربة إسرائيلية استهدفته في لبنان السبت، طالت بلدة جدرا الساحلية وأدت الى مقتل شخصين أحدهما عنصر في حزب الله.

كما قتل مدني لبناني وأصيب تسعة آخرون في غارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية قرب مسجد في بلدة حولا.

تاريخ الخبر: 2024-02-11 09:07:56
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 88%
الأهمية: 90%

آخر الأخبار حول العالم

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية