عمدت الدبلوماسية الجزائرية إلى تأجيل الزيارة التي كان من المتوقع أن يقوم بها وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، أمس الاثنين إلى الجزائر، وذلك قبل 12 ساعة فقط من موعدها المحدد.
تأجيل الزيارة الدبلوماسية بين البلدين إلى أجل غير مسمى، أثارت نقاشا واسعا حول الأسباب الحقيقية التي دفعت الجزائر إلى اتخاذ هذا القرار، رغم أن مدريد وضعت جميع الترتيبات اللازمة لتدشين العلاقات الثنائية التي امتدت أزمتها لأزيد من سنتين.
هذا التأجيل غير المنتظر، وفق بعض المراقبين، جاء بسبب “تشبث الجارة الشمالية إسبانيا بموقفها تجاه الصحراء المغربية”، والذي اتخذته في الثلث الأول من سنة 2022، في حين أظهرت هذه الخطوة مدى ارتباك الدبلوماسية الجزائرية في إتخاذ قراراتها الحاسمة مع شركائها الاستراتيجيين.
في هذا الإطار، يرى محمد الروين، باحث مغربي في جامعة مدريد المستقلة، وخبير في شؤون العالم الإيبيري والعلاقات الإسبانية-العربية، أن “ما حصل أول أمس الأحد بتعليق زيارة وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس إلى الجزائر، ينبغي وضعه في سياقه الحقيقي، وأن أهم متغير في هذا الإطار هو الموقف الإسباني من مغربية الصحراء ودعمه لمبادرة الحكم الذاتي”، مشيراً إلى أن هذا “الأمر قد أغضب الجزائر لأنه صدر من دولة ذات سيادة وباعتبارها مستعمر سابق للدولتين”.
وأضاف الروين، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “تعليق الزيارة التي كانت مقررة بين الدولتين أظهرت بشكل واضح ارتباك الدبلوماسية الجزائرية، التي تريد بعث رسالة إلى إسبانيا مفادها أن هناك شروط لم تتحقق في العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن هذا الموقف أغضب أيضا الخارجية الإسبانية، حتى رئيسها لم يخبر وسائل الإعلام عن موعد الزيارة المقبلة”.
وأشار المحلل السياسي المختص في الشؤون الإسبانية إلى أنه “كانت هناك ترتيبات مسبقة لهذه الزيادة على جميع الأصعدة، غير أن هذه الرسائل التي تحاول الجزائر إيصالها إلى مدريد تمارس بطريقة خاطئة، وأن وزير الخارجية الجزائري هو الذي طلب هذه الخطوة ورحبت بها الدبلوماسية الإسبانية”.
وتابع المتحدث عينه أن “إسبانيا التقطت الإشارة الجزائرية وستتعامل برازنة مع هذه الأزمة في انتظار ما سيحصل في المستقبل القريب بين الدولتين”.
