لا يمكن اعتبار الزيارة الدبلوماسية الرفيعة التي قادها رئيس وزراء النيجر، علي مهمان لامين زين، مناسبة عادية، نظرا لثقل الوفد الدبلوماسي الذي حل بالمملكة المغربية قبل 48 ساعة تقريبا، والمكون من شخصيات عالية المستوى، يتقدمها وزير الدولة المكلف بالدفاع الوطني، ساليفو مودي، ووزير الخارجية، بكاري ياو سانغاري.
ورغم عدم وضوح الرؤية الحقيقية لهذه “الزيارة المميزة” والتي تدل ملامحها الأولى من خلال الشخصيات التي ضمتها على “تعدد أبعادها الاستراتيجية”، تبقى “المبادرة الملكية الأطلسية” أهم العوارض الذي ستتناولها الرباط ونيامي في ظل السياق الحالي الموسوم بالتوترات الإقليمية، خاصة بعد الصراع الحاصل بين دول الساحل والجمهورية الجزائرية، والذي تعتبر النيجر عنصرا حاضرا فيه.
ويبقى ملف الصحراء الذي يعتبر من المواضيع المهمة بالنسبة للمملكة المغربية في علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين من النقاط البارزة وفق بعض المراقبين، علما أن هذا الملف يعرف “تطورات متسارعة” نظرا لتزايد عدد الدول الإفريقية والعالمية على دعمه والاعتراف بشرعيته.
تعليقا على هذا الموضوع، قال عز الدين خمريش، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، إن “زيارة وفد النيجر إلى المغرب تأتي في إطار العلاقات الدبلوماسية التي تجمع المملكة المغربية بالدول الإفريقية، خاصة أن النيجر تعيش تحاولات سياسية عميقة”، مشيراً إلى أن “الزيارة جاءت لترسيخ جسور التواصل والاستفادة من التجربة المغربية”.
وأضاف خمريش، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “هذه الزيارة تدخل في إطار ترتيب بعض الأولويات المتعلقة بالمبادرة الملكية الأطلسية، وأيضا وضع خطط واستراتيجيات لتنفيذ هذه المبادرة التي تروم تطوير من مستوى دول الساحل الأربعة، انطلاقا من مشاركة النيجر باعتبارها فاعلا أساسيا في منطقة شمال إفريقيا”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “الزيارة تأخذ أبعاد سياسية وإقليمية ودبلوماسية مختلفة، وأن هذا الوفد أتى من أجل الاستفادة من التجارب المغربية السابقة، خاصة على مستوى التحول الديمقراطي وأيضا ترسيخ مبادئ المؤسسات الدستورية”، مؤكدا على أنه من “النقاط الأساسية التي ستحظى بنوع من الاهتمام وهي المبادرة الملكية الأطلسية نظرا للموقع الاستراتيجي للنيجر”.
وتابع المتحدث عينه أن “موقف النيجر يعد من المواقف الداعمة والثابتة تجاه قضية الصحراء المغربية، إذ ستعزز من خلال هذه الزيارة الدبلوماسية مواقفها في ظل الظروف والمتغيرات الجيوستراتيجية التي تشهدها المنطقة”.
