رياض شروانة يسلط الضوء على سيرة الدكتور عبد السلام بن باديس: الطبيـب الشهيـد الذي قـدم خدمـات كبـيرة للثـورة


أكّد الباحث في التاريخ، الدكتور شروانة رياض، في مداخلة له بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، أن طبيب العيون عبد السلام لخضر ابن باديس،  كان من بين أوائل الملتحقين بالثورة بمدينة قسنطينة وقدم خدمات كبيرة لها وللجزائريين، حتى أنه أصيب بمرض خطير أثناء مشاركته في مكافحة وباء بولاية باتنة، ليسقط شهيدا بخط موريس حين حاول عبور الحدود من أجل العلاج بتونس.
وقدم الأستاذ رياض شروانة بدار الثقافة مالك حداد، بمناسبة الاحتفالات الولائية باليوم الوطني للشهيد، مداخلة بعنوان «شهداء قسنطينة الشهيد عبد السلام بن لخضر بن باديس أنموذجا»،  حيث يعد التدخل ورقة مستوحاة من كتاب مشترك، مع الباحث علاوة عمارة تحت عنوان «من جامعة بن باديس إلى سوركيس، شهادات ودراسات عن الشهيد عبد السلام لخضر ابن باديس»، وهو مؤلف  من إصدارات وزارة المجاهدين بمناسبة ستينية الاستقلال،  ومن تقديم المجاهدة والوزيرة السابقة زهور ونيسي.
وقال المتدخل، بأنه يأمل أن تكون للمؤلف طبعة تجارية، لأن هذه المادة العلمية التاريخية، مثلما قال، نادرة جدا وفقيرة بحثيا، فهي تخص دور المثقف والأطباء في الثورة التحريرية ، مشيرا إلى أن الملف العلمي للشهيد عبد السلام لخضر بن باديس قد  وقع ضمن 31 وثيقة في الأرشيف الوطني الفرنسي ، إذ مسحت مسار العلمي للشهيد ابتداء من دراسته الابتدائية من 1932 إلى غاية 1938 بقسنطينة ثم الثانوية بمؤسسة رضا حوحو أين تحصل على شهادة البكالوريا عام 1941 .
 وورد في المداخلة، أن الشهيد انتقل بين كليتين بجامعة الجزائر وهما الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وكذا الصيدلة والطب، ليتحصل على شهادتين ثم استفاد من منحة لجامعة باريس روني ديكار  ودرس بكلية الطب بين سنتي 1945 و 1952 ، و تربص بعيادة نيكول شارل بتونس بين سنتي 1952 و 1954 ،ثم عاد إلى جامعة باريس لمناقشة أطروحة الدكتوراه وكانت أطروحة في غاية الأهمية في تخصص نادر جدا وهو قرنية العين، حيث كان، وفق الدكتور شروانة، أحد ثلاثة أحسن أطباء متخصصين في مجالهم ، فقد مثلت أطروحته مرجعا مهما في هذا التخصص.
وعشية اندلاع الثورة، عاد الشهيد إلى قسنطينة، أين فتح عيادة طبية في شارع  جورج كليمنسو بالعمارة المقابلة للمدرسة بجوار مقهى النجمة، و والتي كانت بمثابة نادي للثورة الجزائرية، ومن ثمة التحق عبد السلام لخضر بن باديس بالتنظيم الثوري بشكل سري إلى غاية 1956.
وعرج الباحث، إلى تفاصيل الكشف عن النشاط النضالي للشهيد عبد السلام باديس، حيث قال إن فرنسا شنت عملية عسكرية ضخمة يوم 31 جانفي 1957، تسمى القولف على الناحية الثانية التي كان يقودها لخضر بن طوبال، إذ كانت نتائجها مصادرة لوثائق الثورة الجزائرية المحفوظة حاليا بأرشيف وزارة الدفاع الفرنسية ، حيث كان  هذا الأرشيف مفتوحا ثم تم غلقه، لكن لحسن الحظ تم استغلاله قبل غلقه، كما ذكر ، أن العملية طالت كتاب الولاية الخامسة  ومن بينهم أخ للشهيد العربي ين مهيدي، وتم أيضا مصادرة الآلة الراقنة ، التي كانت تستخدمها قيادة الشمال القسنطيني .
ومن بين المراسلات التي وقعت في أيدي الاستعمار، وفق المتدخل، مراسلات بين عبان رمضان بتاريخ 21 ديسبمر 1956 وقائد الولاية الثانية عمار بن طوبال، أين زكى فيها عبان طلب الدكتور بن باديس، ليلتحق بالولاية الثانية كطبيب وكانت كلمة السر « أتيتك من طرف بوزيد الصيدلي» وفرنسا عمدت إلى إرسال عميل لها واقترب من الشهيد بتاريخ 4 فيفري 1957 ، إذ تقمص دور عنصر من عناصر جبهة التحرير وقدم له كلمة السر ثم دار حوار بينهما لتقوم السلطات الاستعمارية بتوقيف الشهيد في السابعة مساء ببيت والده السيد مولود بن باديس وهو أخ للعلامة عبد الحميد بن باديس، أين تم تفتيش المنزل ثم اقتياده إلى عيادته في العاشرة ليلا ليتم نقله بقرار من محافظ قسنطينة بتاريخ 6 فيفري بعد مروره عبر عدة محطات ومعتقلات، إلى معتقل الجرف.وأصدرت الإدارة الاستعمارية، قرارا بالعفو في حق الشهيد بمناسبة العيد الوطني الفرنسي بتاريخ 18 جويلية وفي يوم 19 جويلية من ذات السنة، يصدر قرار آخر من المؤسسة العسكرية يقضي بإلغاء العفو الصادر عن السلطات المدنية وتم إعادته إلى معتقل الجرف، ولما كان يعاني من آلام في الأسنان فقد طلب لعدة مرات نقله للعلاج ، وهو ما كان له بعد إلحاح كبير منه، ليستغل بعدها الفرصة ويفر من مقر العيادة يوم 10 أكتوبر 1958 تاركا خلفه معطفه.
وذكر المتدخل، بأن أحد شهداء الولاية الأولى، قد سقط شهيدا وعثرت فرنسا في جيبه على وثيقة ورد فيها «أن الولاية مسرورة بأن الحكيم بن باديس قد التحق بها في تلك الفترة الحرجة من الثورة»،  ثم تأكد بأنه بعدها أنه التحق كنائب لمسؤول القطاع الصحي بالولاية التاريخية الثانية الدكتور عثامنة ، والكثير من الشهادات، وفق الباحث شروانة، تؤكد تقديم الشهيد خدمات كبيرة للثورة والجزائريين لعل أهمها مشاركته بقوة  في مكافحة وباء نادر ظهر بولاية باتنة، حتى أنه وجراء هذا الوباء أصيب بمرض خطير، وطلب بعدها من جبهة التحرير الترخيص له  بالتوجه إلى تونس من أجل العلاج، لكنه وهو  يحاول تجاوز خط موريس سقط شهيدا بمنطقة سوركيس بتاريخ 13 جوان 1960 ، قبل أن يدعو المتحدث، إلى أن يقام لهذا الشهيد يوم وطني خاص مع كتابة الإسم الكامل له على مستوى مستشفى قسنطينة، لأن الكثيرين يظنون بأنه يحمل اسم العلامة عم الشهيد.                              لقمان/ق

تاريخ الخبر: 2024-02-19 00:24:38
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية