كثيرون ربطوا إحجام المملكة الإسبانية عن مشاركتها العسكرية في مناورات “الأسد الإفريقي 2024″، إلى علاقاتها المتوترة بينها وبين الجزائر، وتخوفها من تفاقم الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين بسبب دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، نظراً لتموقع هذا “الحدث السنوي العسكري” على الحدود التي تربط المغرب بجارته الشرقية، لكن البحث فيما وراء هذا القرار الإسباني العسكري يؤكد أن مرده هو توتر العلاقات الإسبانية الأمريكية العسكرية بسبب إرادة واشنطن تحويل العملية العسكرية “أتلانتا” من “بحر عدن” إلى “البحر الأحمر” لمواجهة الحوثيين.
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال الشرقاوي الروداني، الخبير الأمني والاستراتيجي: “لا أعتقد أن عدم مشاركة إسبانيا في مناورات الأسد الإفريقي راجع إلى صراعها مع الرباط، وإنما بسبب العلاقات العسكرية السياسية بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف الروداني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “أصل المشكل هو تحويل عملية “أتلانتا” وهي عملية عسكرية أوروبية من بحر عدن الذي يقع في المحيط الهندي إلى البحر الأحمر لمواجهة الحوثيين”، موردا أن “إسبانيا أبدت تحفظات كبيرة وقاومت قرارا أوروبيا كان يتماشي مع استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر”.
وتابع المتحدث عينه أن “إسبانيا تريد تبني سياسة الدفاع المشترك، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد انخراط دول الإتحاد الأوروبي في هذه العملية على مستوى البحر الأحمر لمواجهة الحوثيين، غير أن مدريد ترفض هذا الأمر عن طريق الفيتو”.
وزاد: “العلاقات الإسبانية الأمريكية متشنجة لعدة اعتبارات. الاعتبار الأول أن الهندسة العسكرية لأمريكا اليوم تريد إعادة تمركز القواعد المهمة في إسبانيا فوق أراضي أخرى، وبالتالي فإن مناورات الأسد الإفريقي تعتبرها إسبانيا تمارس فوق أرضية استراتيجية”.
وأشار الخبير الأمني والاستراتيجي إلى أنه “فيما يخص تدبير ملف الهجرة بين المغرب وإسبانيا، هناك آليات مشتركة بين الطرفين تتفاعل بشكل يومي مع الأحداث التي تقع على حدود البلدين، ولابد من إقرار على أن العلاقات بين الدولتين تدخل في إطار العلاقات الاستراتيجية”، مؤكدا أن الطرفان يستعدان لزيارة عمل كبيرة ستعرف حضور بيدرو سانشيز إلى المملكة المغربية”، موضحا أنه “ستكون ثورة في العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط عن طريق توقيع اتفاقيات كثيرة تعود بالنفع على الطرفين”.