في خطوة أثارت استغراب متتبعي ملف الصحراء الذي بات يحتل مكانة مهمة داخل رفوف الهيئات والمؤسسات الدولية، راسلت جبهة البوليساريو الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أجل الضغط على المغرب لوقف ما سمته بـ”الحرب” عليها.
وتأتي هذه الرسالة بعد 40 شهرا من إعلان الجبهة الانفصالية الانسحاب من إتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة خلال سنة 1991 بشكل أحادي، بعد الصراع المسلح الذي احتدم بين القوات المسلحة الملكية وعناصر البوليساريو على مستوى منطقة الكركرات.
ورغم توصيف البوليساريو هذه التوترات المفتعلة في المنطقة الجنوبية بـ”الحرب”، لازالت الأمم المتحدة تعتبر ما يقع بـ “أعمال عدائية منخفضة الحدة”، دون الإشارة لوجود أي حركة حربية في المنطقة المتنازع عليها.
تعليقا على هذا الموضوع، قال مسعود رمضان رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، إنه “لا بد من الرجوع إلى الوراء لفهم حقيقة ما يقع في منطقة الصحراء، فالبوليساريو، منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين المغرب وهي تحاول خرقه في كل مناسبة، وتهدد المغرب وأيضا المنتظم الدولي باشعال المنطقة”.
وأضاف رمضان، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “البوليساريو في سنة 2020 ضاق عليها الخناق حيث عاشت عزلة دبلوماسية، نظراً للانتصارات الدبلوماسية سواء في القارة الإفريقية أو الأمريكية، إذ أصبح نزاع الصحراء يعتبر من الدرجة الثالثة داخل المنتظم الدولي”.
وأردف أيضا أن “البوليساريو اخترقت من جانب واحد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم تدوينه سنة 1991، إذ كانت تصدر بيانات يومية وصل عددها إلى حوالي 1000، رغم توغلها في أعمال مخالفة للقانون الدولي كالهجرة غير الشرعية وأيضا تجنيد الأطفال”.
وأشار رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن “ميليشيات البوليساريو تفككت بشكل كبير وأصبحت على شكل عصابات إجرامية، وأن الحرب الوهمية صنعتها هذه الجماعة وهي التي أرادت الانسحاب من الاتفاق بشكل أحادي وليس المغرب”.
