لا يبدو أن رغبة الجزائر في “فتح معبر حدودي وإطلاق أشغال طريق تندوف الجزائر الزويرات، ووضع الحجر الأساس لمنطقة للتبادل الحر” بمشاركة موريتانيا تتجه نحو رغبتها في تنمية المنطقة، بقدر ما يهمها وفق بعض المتتبعين “كسر فعالية المبادرة الملكية الأطلسية التي تعمل على تقريب دول الساحل الأربعة من الموانىء المغربية الموجودة على خط المحيط الأطلسي”.
ورغم محاولة الجزائر منافسة المشاريع الاستراتيجية للمملكة المغربية، خاصة بعد الاتفاق الثنائي مع نواكشوط على إنجاز مشروع المعبر الحدودي تندوف-الزويرات، الذي ترى من خلاله وسيلة ضغط على الرباط، يقر مراقبون سياسيون بأن هذه “المشاريع ستشهد عدة عوائق أمنية تتسم بالفعل الإرهابي” الأمر الذي يهدد نجاحها نظرا لوجود مخيمات المحتجزين المحسوبة على جبهة البوليساريو.
تفاعلا مع هذا الملف، قال تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق- جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط، إن “التعاون عبر المحيط الأطلسي ليس حكرا على دولة معينة، ولكن السؤال الذي يمكن طرحه هو ما هي الأوجه التي يريد طرف معين أن يوظفها ضد الأطراف الأخرى؟”، مشيراً إلى أن “المبادرة الملكية الأطلسية لم تكن مبادرة محدودة الآفاق وإنما متعددة الأقطاب تعم حوالي 22 دولة”.
وأضاف الحسيني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المبادرة الملكية شملت أيضا دول الساحل الإفريقي، التي ستستفيد من الموانىء المغربية وأيضا ثروات المحيط الأطلسي”، معتبرا أن هذه “المبادرة لم تكتمل إلا بمشاركة هذه الدول”.
وتابع المتحدث عينه أنه “لا ينبغي أن يكون معبر التبادل التجاري الحر الذي تريد الجزائر فتحه تضييقا على المبادرة الملكية الأطلسية، وأن الجزائر دائما تلعب هذا الدور وخير مثال أحداث معبر الكركرات”.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “مشاكل الكويرة مازالت قائمة وأن المغرب يعتبر أن التعاون بين الرباط نواكشوط يندرج في إطار حيوي، وأن العلاقات الثنائية بين البلدين تعرف تطورات سريعة وملحوظة خاصة في الآونة الأخيرة”.
وأردف أيضا أنه “قد تكون هناك نوايا سيئة من النظام العسكري الجزائري في مثل هذه المبادرات، هدفها الأساسي ليس فقط الوصول إلى المحيط الأطلسي، وإنما التضييق على حقوق المغرب المشروعة من أجل الوصول إلى قلب إفريقيا”.
وخلص الحسيني حديثه بالقول إن”موريتانيا تعتبر دولة ذات سيادة، تعرف جيداً أين توجد مصلحتها وتدرك أيضا المصلحة الحقيقية للمنطقة ككل، وأن المبادرة الملكية لم تتأثر بهذا المشروع البعيد عن طموح المملكة المغربية”.
