بعد حسم المملكة المغربية رهان الدول المشاركة في المبادرة الملكية الأطلسية، التي تهدف إلى “فك العزلة عن دول الساحل الافريقي، واستفادتها من الموانئ المغربية على شريط المحيط الأطلسي خاصة المتواجدة في الصحراء المغربية”، زيادة إلى انخراط الجارة الجنوبية موريتانيا في مشروع فتح معبر جديد يربط هذه الدول بميناء الداخلة.
ومن أجل تنزيل المبادرة الملكية على أرض الواقع، بدأت القوات المسلحة الملكية، خلال الأيام القليلة الماضية، في المرحلة الأولى من مخطط يستهدف إنهاء وضع المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني بشكل تام ونهائي، على اعتبار أن هذه المناطق العازلة تشكل حوالي 20 في المائة من مساحة الصحراء المغربية، وفق معطيات غير رسمية.
وتأتي هذه العملية النوعية الأولى، بعدما أخبرت المملكة المغربية “المينورسو” بهذه العملية، حسب تقارير صحفية، بعد أيام من استقبال المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، الفريق أول محمد بريظ، بمقر القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة “المينورسو” ألكسندر إيفانكو، الذي كان مرفوقا بالجنرال فخرول أحسان، قائد قوات المينورسو وبوفد هام.
هذه الخطوات العسكرية الميدانية الأولية، تستهدف بالدرجة الأولى، وفق مراقبين، إخلاء المنطقة من عناصر مليشيات “البوليساريو” ومن عصابات الجريمة المنظمة بشكل نهائي، لبدء تشييد جدار أمني جديد على مسافة صفر من الحدود الموريتانية.
تعليقا على هذا الموضوع، قال محمد الطيار، الخبير الأمني، إن “إلغاء قوات المسلحة الملكية أجزاء مهمة من المنطقة العازلة في اتجاه الحدود الشمالية الموريتانية يأتي في سياق العديد من التطورات التي شهدتها قضية الصحراء المغربية”.
وأضاف الطيار، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “هذا الإجراء جاء في ظل مخرجات قرارات مجلس الأمن، خاصة الأخيرة، وإعلان الجزائر عن رفضها لمضمون هذه القرارات، حيث أصبح من الضروري أن يحسم المغرب هذا الملف بشكل عاجل على المستوى السياسي والميداني، بعد أن وضعت الجزائر، مساعي الأمم المتحدة لفك النزاع المفتعل، أمام الطريق المسدود”.
وتابع المتحدث عينه أن هذا “الإجراء يدخل في إطار خطة استراتيجية متكاملة الأركان اعتمدها المغرب لإنهاء وضع المنطقة العازلة بشكل قانوني، وبالنسبة لهذه العملية العسكرية الميدانية سبق وأن مهد لها الجيش المغربي بسيطرة سلاح الجو الكاملة على سماء المنطقة العازلة”.
وأشار الخبير الأمني إلى أن هذه “الخطوة الأولى، جاءت أيضا لتنزيل المبادرة الملكية الأطلسية التي تروم فك العزلة عن دول الساحل ومحاربة الهشاشة والفقر فيها وفتح مجالات التنمية أمام شعوبها، باستفادتها من الموانىء ومن الطرق البرية والسككية المغربية “.
وأردف أيضا أن “المغرب سبق وأن أبلغ الأمم المتحدة أنه سيزيل المنطقة العازلة بشكل كامل ضمن مراحل”.
وخلص الطيار حديثه قائلا: “المرحلة الأولى ستبدأ من “أغوينيت” إلى “ميجك” و“بئر تيخسيت” قرب تيفارتي، وصولا إلى “بير لحلو”، حيت سيتم إقامة جدار أمني جديد ملاصق للحدود الموريتانية، وأن هذا الجدار سيكون مزودا بتكنولوجيا جد متطورة وبمستشعرات شديدة الحساسية، مع ألغام مانعة لتسلل الأفراد و المعدات”.
