جنازة المعارض الروسي أليكسي نافالني تقام الجمعة في موسكو

وكتب فريق نافالني عبر منصات التواصل الاجتماعي "ستقام جنازة أليكسي في كنيسة... في مارينو في الأول من آذار/مارس عند الساعة 14,00 (11,00 ت غ)".

وأوضح أن المعارض الراحل سيوارى الثرى في مقبرة بوريسوف القريبة من الكنيسة، في جنوب شرق العاصمة الروسية.

ومن المفترض أن تقام المراسم الدينية وفقاً للطقوس الأرثوذكسية تحت القباب السوداء المزينة بالصلبان الذهبية لهذه الكنيسة الصغيرة الواقعة على بعد أقل من 20 كيلومتراً من الكرملين.

وقال إيفان جدانوف، المقرب من نافالني، إن الدفن سيتم بعد ذلك في الساعة الرابعة عصراً في المقبرة القريبة.

وأكدت يوليا نافالنايا، أرملة المعارض، موعد الجنازة في كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، مبدية خشيتها من حصول توقيفات الجمعة.

واضافت أمام النواب "ستقام الجنازة بعد غد ولا أعرف بعد ما إذا كانت ستقام بشكل سلمي أو ستقوم الشرطة بتوقيف من يأتون لوداع زوجي".

ومن المتوقع أن تحشد الجنازة أنصار خصم فلاديمير بوتين بأعداد كبيرة، وبالتالي ستشكل حرجاً للرئيس الروسي الذي يستعد لإعادة انتخابه في الاقتراع المقرر إجراؤه بعد أقل من ثلاثة أسابيع (بين 15 و17 آذار/مارس).

ولذلك فمن المرجح أن تتواجد الشرطة بأعداد كبيرة حول الكنيسة والمقبرة.

ومنذ أن تمّ تسليم جثّة نافالني لوالدته السبت، كان فريق المعارض يبحث عن مكان لتنظيم "وداع علني" لكن "تم رفض" أي طلب، وتضغط السلطات، وفقاً له، على المسؤولين عن المواقع المقترحة.

وأوضح جدانوف على تلغرام "في كل مكان، قوبل طلبنا بالرفض. وفي بعض الأماكن، قالوا لنا إن ذلك ممنوع"، منتقدا موقف "الكرملين و(سيرغي) سوبيانين" رئيس بلدية موسكو، المقرب من بوتين.

صمت بوتين

في السنوات التي تلت 2010، وقبل أن تستهدفه الآلة القمعية بالكامل، اكتسب نافالني مؤيدين بأعداد ضخمة، خاصة في العاصمة الروسية، ليصبح بذلك المعارض الأول للكرملين.

وفي عام 2013، نال 30% من الأصوات تقريباً أمام منافسه سوبيانين في الانتخابات البلدية في موسكو.

وتلا ذلك حملة ترهيب وأحكاماً بالسجن لفترات قصيرة، ثم تعرض في عام 2020 للتسميم الذي اتُهم بوتين بالمسؤولية عنه، على الرغم من نفي رئيس البلاد.

عاد نافالني إلى روسيا في مطلع 2021 بعد تلقيه العلاج وتم اعتقاله على الفور بأمر من السلطات، وتوفي بينما كان يمضي حكماً بالسجن في القطب الشمالي لمدة 19 عاماً بتهمة "التطرف".

وأدى الهجوم على أوكرانيا الذي بدأ قبل عامين إلى تسريع وتيرة القمع ضد أي صوت ينتقد الكرملين.

ولم يعلق بوتين، من جانبه، والذي من المقرر أن يلقي خطابه السنوي للأمة الخميس، على وفاة أبرز منتقديه.

لا تزال ظروف هذه الوفاة مجهولة. تحدّثت السلطات الروسية عن "وفاة طبيعية" لنافالني بعدما فقد الوعي إثر تمشيه في السجن المعروف باسم "الذئب القطبي".

لكن فريقه شكك في هذه الرواية واطلق اتّهامات للسلطات بأنها قتلت نافالني الذي أمضى ثلاث سنوات في السجن في ظروف قاسية للغاية.