الأنبا بولس: سيامة كاهن جديد في إيبارشية شرق المنيا


شارك نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، مع أخيه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا فام أسقف إيبارشية، شرق المنيا وتوابعها، أول أمس الجمعة الموافق 1 مارس 2024بسيامة كاهن جديد خلال القداس الإلهي، وهو الشماس الدكتور مينا عماد حليم، باسم القس بولس، على مذبح الكنيسة المحبة للسيد المسيح، كنيسة السيدة العذراء مريم في إيبارشية شرق المنيا، وسط زغاريد والفرحة الكبير للأعداد الكبيرة التي ملأت الكنيسة ولم يكن هناك موطئ لقدم.

=الكاهن يقدم ذبيحة خلاص وفداء عنا .. والسيد المسيح هو الكاهن ورئيس الكهنة الأعظم

وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في كلمته وعظته: أولا أحب أن أشكر سيدنا المحبوب المتواضع ملاك الإيبارشية سيدنا الأنبا فام، على دعوته الكريمة، ثانيا أمس الجمعة عندما اجتمعت مع الشباب أولادكم، حاجة تفرح القلب، ربنا يسندهم ويكمل جهادنا كلنا على خير. مضيفا أن الكنيسة اليوم تعطينا فكرة مبسطة عن عمل الكهنوت، ويبدأ معملنا بولس الرسول، راسما الخطوط العريضة لعمل الكهنوت في الكنيسة، يوجد رئيس كهنة، واحد، وهو يسوع المسيح، حسبما علمنا بولس الرسول، ووظيفته أن يقدم ذبيحة ممن أجل خلاص البشر، كما كان الكاهن في العهد القديم، كان يقدم الذبيحة عن خطايا الشعب، وعن خطاياه هو أيضا. أما السيد المسيح -له المجد- أخذ ذبيحة نفسه، ليفتدي الإنسان ويعطي له حياة أبدية. لذا في القداس الإلهي، أبونا يقول “يا الله العظيم الأبدي، الذي جبل أو خلق الإنسان على غير فساد”. وكلمة “بغير فساد” قد تبدو للبعض غير واضحة، لكن في الترجمات القبطية يقصد بها “الخلود” أي أنه “يعيش إلى الأبد”، ولكن يكمل الصلاة ليقوم “الموت الذي دخل إلى العالم هدمته” بذبيحتك أنت يا رب، ولهذا جاء المسيح متجسدا ليرفع عنا الخطايا، مقدما نفسه ذبيحة من أجل خلاصنا.

أضاف نيافته أنه من المهم جدا أن كل مسيحي يعرف أن الكاهن ورئيس الكهنة الأعظم، هو ربنا يسوع المسيح، وما هي وظيفته: أي كاهن وظيفته هي أن يقدم ذبيحة. “دخل بنفسه إلى الأقداس السمائية، مقدما نفسه، ذبيحة عن حياة العالم”. ويشرح لنا معلمنا بولس الرسول موضحا أنه كان في العهد القديم كانوا يأتون بثيران خرفان ويذبحونها ذبيحة، لكي يري الله الدم فيعبر. لكن كما يقول معلمنا بولس الرسول: “دخل بدم نفسه” لكي يقدم فداء أبديا، ولذا كل كنيسة يرتفع على ها الصليب، وهو علامة الخلاص والفداء، ولهذا كهنوت ربنا يسوع المسيح، جاء كاهنا لكي “يبرر” الخطاة. وكلما وقعت في الخطية، انظر إلى ربنا يسوع المسيح والصليب، وقل “يا رب ارحمني” ليبدأ يرفع عنا هذه الخطية. وعمل الكهنوت، الذي توارثه التلاميذ عن السيد المسيح، ثم استمر توارثه، حتى أحدث كاهن، لكي يقدم عمل المسيح الخلاصي. ومعلمنا يوحنا في رسالته الثالثة، يقول إلى غايس، وكان كاهنا، يحدد له ماذا يفعل، ولكن أو أمر “افتقد الناس”، والافتقاد كنا قديما نقول مجازا “إحنا زارنا المسيح”، لأن الكاهن يقدم الممسوح من الروح القدس، لكي يقدم عمل الكهنوت، للشعب. لذا الافتقاد مهم جدا. لذا يا أحبائي ادعو أبونا الكاهن لكي يزوركم في المنزل ويفتقدكم، لكي تحل البركة في البيت.

= الكاهن كذلك يقدم “كلمة الله” حتى لا نعيش في “الضلمة” ولا نقع فريسة للأمراض الروحية

قال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، إن كان الله اعطانا الخلاص فداء أبديا إلى الأبد، الأمر لوظيفة الكاهن، هو أنه يعطي “الكلمة” حتى نتغذى بها، حتى لا نمرض، من لا يتغذى على كلمة الله، يمرض أمراضا روحيا، لا يحب الصوم أو الصلاة أو أي عمل روحي. والأنبا أنطونيوس يقول أن كل إنسان يترك الكلمة المقدسة، تجده، يعيش في “الضلمة”، لذا نقول “سراجا لرجلي كلامك، ونورا لسبيلي”، حيث يقف الكاهن على “المنجلية” ويقرأ الإنجيل المقدس، ثم يبدأ “يغذي” الشعب بكلمة الله الحية ونور الروح القدس. وسترون في الوصية التي سنقولها للأخ مينا، كن كالمربية التي تغذي أولادها. ويغذيهم من الكتاب المقدس، ويفسر الكلمة المقدسة، وعمل الكهنوت، هو عمل خلاصي، يسهر نهارا وليلا على الرعية. كما قال سيدنا يسوع المسيح، وسهر وهو في بستان جثيماني، ومن كثرة السهر، تصبب منه العرق يتصبب منه كأنه دما، دم لأجل علامة الخلاص. الكاهن أيضا يسهر على الرعية، تكون الخراف نائمة، والكاهن يسهر يصلي ليلا ونهارا، ويرفع ذبيحة الصلاة، قائلا يا رب أذكر “فلان .. وفلان المريض ..”، حيث يبرز الرعاية ويبرز يسوع المسيح من خلال عمله.


= “النفخة المقدسة” .. عمل الروح القدس .. الكهنوت والكاهن يبقي إلى الأبد .. والكاهن وسيط بين الله والإنسان

أكد نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: أن الكهنوت المقدس يقدم ذاته عبارة عن “قدوة”، وتحدث مع أولادكم أمس عن عمل القدوة، لتحل البركة، “كن قدوة ولا يستهن أحدث بحداثتك في المحبة والإيمان، وكل الأعمال .. ست نقاط، تحدثنا عنها أمس مع أولادكم عن كيف يكون الإنسان قدوة. ربنا يسوع المسيح، رئيس الكهنة هو الذي يعطي عمل الخلاص، وهو الذي يعطي أيضا ب “المسحة”، كما ترونها في سيامة الكاهن الجديد، حيث يضع سيدنا على رأس الكاهن، ليعطيه المسحة، وثم ينفخ في فمه وهو يتناول ليعطيه الروح القدس، يعطيه “نفخة الكهنوت” التي أعطانا ربنا يسوع المسيح لكهنته، ما كل هذا الجمال لكنيستنا، لذا “افتح فمي واقتبل روحك” حيث يأخذ الروح القدس فيها.

قال نيافته: نعم كل واحد فينا بداخله الروح القدس بالمعمودية، ولكن الروح القدس في سيامة الكهنوت، هو “العمل الوظيفي” حيث تم اختياره من بين وسط الشعب، واعطيك هذه المسحة لكي لتعمل وتكمل وتتمم وتظهر عملي وهو عمل الكهنوت وعمل الخلاص. والكاهن في صورته الضعيفة، هو “بني آدم غليان، ممكن يغلط، ممكن يضعف”، لكن يحمل في نفس الوقت عمل الخلاص، لذا نسميه “يشفع للشعب”، أمام المذبح في “حضن الآب”، وكذلك وأبونا “بيلف بالشورية وسط الشعب”، يدخل بها إلى قدس الأقداس “الهيكل، حيث حضن الآب”، ويقول “اتفضل يا رب هذه هي طلبات شعبك، اتفضل وبارك شعبه”.

إذن الكاهن يتمم ويكمل عمل الكهنوت الذي بدأه يسوع المسيح، من خلال الروح القدس، التي يحصل على ها في “النفخة المقدسة”، لذا نحن نقبل الصليب، علامة الخلاص والفداء. كذلك نحن نقبل أيدي أبونا كنوع من الاحترام، ولأنه يشير إلى المسيح المخلص، ويبين ويوضح عمل الكهنوت في الكنيسة. الكهنوت والكاهن يبقي إلى الأبد.

وهنا يقول معملنا بولس الرسول “أنت هو الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق”، وملكيصادق، كان ملكا في منطقة اسما ملكيسليم، جاء لأبونا إبراهيم، واحضر له جبزا وخمرا، وبنفس الترتيب، كان الكهنوت قديما يذبحوا ثيرانا على المذبح، أما الكاهن فيأخذ خبرا وخمرا، ليقدسهما، ويصير هذا الخبز جسد عمانوئيل إلهنا، ويصير الخمر دم يسوع المسيح، والدم رمز الخلاص. وسر الكهنوت تعني أمر يستعلن بالروح القدس، عمل خلاصي يستعلن من خلال الروح القدس، لذا تضعه الكنيسة ضمن أسرارها السبعة. والكهنوت يمثل يسوع المسيح، عندما يدخل أبونا بيتنا أو يعمل لنا مسحة المرضي أو يفتقدنا أو يعمدنا أو يعمل الإكليل، أبونا هو وسيط بين الله والإنسان، ويقدم لنا عمل الوساطة، التي قدمها ربنا يسوع المسيح، ليبرز شخص ربنا يسوع المسيح. والقراءات عندما تدل على الكهنوت، خلاص رسامة كاهن جديد، فهي رسالة تدل على الراحة ومباركة السماء لهذه الرسامة. ربنا يديم عمل الكهنوت في كنيستنا دائما، ويديم حياة سيدنا الحبيب الأنبا فام، ويرشم نفوس ويكرسها للسيد المسيح لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

= الكهنوت خدمة وليس كرامة أو وظيفة .. ويجب أن تكون هناك مهابة ومخافة المذبح والكنيسة

وكان في كلمته قبل العظة، قد رحب نيافة الأنبا فام، بأخيه في الخدمة الرسولية أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس، وعبر عن سعادته بزيارته لزيارة إيبارشية شرق المنيا، وتمني أن تتكرر هذه الزيارة، خاصة وأن إلى وم مبارك لسيامة الشماس الدكتور مينا عماد حليم، قسا. مؤكدا أن رسامة شماس ليكون قسا، أمر صعب جدا، لأننا نحتاج كاهن خادم لكل الشعب، وليس كاهن موظف، والأخ مينا، خادم أمين ويخاف على خدمته وأولاده ويريد أن يوصلهم للسيد المسيح، وهناك لجنة تقابل الشماس الذي سيتم سيامته، وتتم متابعة الخادم في الأمور اللاهوتية والعقائدية والخدمية، وهو مواليد 1991، لديه 31 سنة، وحاصل على بكالوريوس طب بيطري، وكان أمين خدمة إعدادي، ثم أمين صندوق كنيسة السيدة العذراء مريم بإيبارشية شرق المنيا، والله يوكل له أمانة وخدمة الكهنوت، ونحن فرحون بهذه الرسامة، وأريد أن يكون الكاهن خادما، والكهنوت ليس وظيفة أو كرامة، تخدم الناس وتجذبهم للسيد المسيح، حتي آخر نفس في حياة الكاهن وليس في بداية حياته فقط، حتي يعطي الله بركة ونعمة للكاهن في حياته، وتكون هناك مهابة ومخافة المذبح والكنيسة.

هذا ويذكر أن نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا يقوم حاليا بزيارة لمصر منذ بداية شهر فبراير الماضي، والذي يوافق عيد رهبنة نيافته العشرين، في دير البراموس العامر في برية شيهيت في وادي النطرون، وخلال الزيارة قابل صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر، ولبي دعوة عدد من أخوانه في الخدمة الرسولية الأحبار الأجلاء أساقفة بعض الإيبارشيات في مصر، الذين دعوا نيافته لزيارة إيبارشياتهم والصلاة والعظة في عدد من الكنائس فيها.

تاريخ الخبر: 2024-03-03 09:21:14
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

نجاح باهر لمهرجان بني عمار زرهون في دورته ال13 - Culturedumaroc

المصدر: Culturedumaroc - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-10 03:24:44
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية