قبل أكثر من 20 سنة مضت قدمت هوليوود في أفلام الخيال العلمي صورة مدهشة لتجميد البشر، ومع أن تأثيرها كان كبيراً لكنها لم تتجاوز دهشة ساعات المتابعة للفيلم كونها غير قابلة للتصديق، وبقيت جزءا من خيال بشري واسع.

ما حدث بعدها كان أكثر إدهاشاً فمع التغيرات الطبية الكبيرة والنقلة النوعية في الاختراعات الطبية بات الأمر غير القابل للتصديق واقعاً، حيث شهدت أروقة المختبرات الطبية حكايا تجميد من نوع آخر وهو تجميد الأجنة والبويضات لتعود للحياة من جديد وقت الحاجة.

وبقى التساؤل عالقاَ هل نحن أمام نسخة جديدة من أفلام الخيال؟

عن ذلك يجيب البروفسيور حسن صالح جمال أستاذ طب وجراحة أمراض النساء والولادة الذي أكد بدوره إمكانية تجميد الجنين بشكل آمن بعد عملية إخصاب البويضة بالحيوانات المنوية للزوج وتكوين أجنة صالحة وسليمة للإرجاع في المستقبل.

جنين مجمد

أوضح أن هنالك فرقا بين تجميد الأجنة وتجميد البويضة ففي الوقت الذي يتم فيه تجميد الأجنة بعد تكوينها من عملية الإخصاب، تكون عملية تجميد البويضة من خلال سحب البويضات من مبيض المرأة بعد التنشيط بالأدوية للمبيضين، ثم تجميد (البويضات الجيدة) وتخزينها في مراكز أطفال الأنابيب دون إخصابها بالنطف المذكرة (الحيوانات المنوية) حيث يتم التجميد والتخزين لاستخدامها في المستقبل منوهاً أنه لا يتم الإخصاب إلا بعد الوقوف على ظروف الحالة وجاهزيتها للإخصاب.

تجميد للعزباء

الأمر الأكثر دهشة هو إمكانية تجميد البويضات للمرأة العزباء وفي هذا أبان «نعم يمكن تجميد بويضات المرأة العازبة دون ضرر أو مشاكل ولكن الطريقة تختلف في السحب، حيث يتم سحبها من البطن وليس من القناة الأمامية لوجود الغشاء وتستغرق عملية السحب 15 دقيقة، تحت مخدر عام خفيف ويمكن تكرار تلك العملية لتجميد ما لا يقل عن 10 بويضات سليمة».

عملية آمنة

حول مدى أمان هذه العمليات أكد أنها عمليات سليمة وآمنة إذا تمت في سن مبكرة وعلى سبيل المثال لو تم تجميد البويضات في عمر الثلاثينات فهو أفضل من الأربعينات لأن البويضات تبقى بجودة السن الذي سحبت فيه، وإذا ما كان التجميد يؤثر على جودتها أجاب «المعلومات الطبية العلمية تشير إلى أن التجميد لا يؤثر على خصوبة البويضات ولا يرتبط بزيادة خطر حدوث عيوب خلقين أو تشوهات في الكرومسومات أو مضاعفات الحمل عند حدوثه». وبصفة عامة ذكر أن الهدف من تجميد البويضات هو حفظ الخصوبة لدى المرأة عند تقدم العمر أو إذا كانت مهددة بمخاوف من الإصابة بالعقم إثر استخدام أدوية كيماوية أو إشعاع الإصابة بالأورام السرطانية.

نصائح قبل ترجیع الأجنة المجمدة:

امتنعي عن التدخين بشكل نهائي.

تجنبي تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين مثل القهوة بأنواعها والشاي.

التونة من الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق الأحمر لذا يفضل تجنبها تمامًا.

احرصي على تناول الشوفان والخضراوات الورقية والفواكه والسبانخ باستمرار، فهي أطعمة مفيدة تسهم في زيادة خصوبة البويضات.

ابتعدي قدر الإمكان عن الأطعمة الحارة والأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح والبهارات.

أكثري من تناول البيض واللحوم والدجاج والأطعمة التي تحتوي على نسبة من البروتين فهي مفيدة لكِ جدًا.

الحالة النفسية لها عامل كبير في إنجاح عمليتك، فاحرصي على الهدوء والابتعاد عن مواقف الانفعال والتوتر.

كوني دائمًا إيجابية وابتعدي عن الأفكار السوداء التي قد تسيطر عليكِ أثناء العملية.

التزمي الراحة وابتعدي عن النشاط البدني الشاق.