المحافظون الأوروبيون يدعمون ترؤس فون دير لايين المفوضية لولاية ثانية

وتسعى وزيرة الدفاع الألمانية السابقة التي اضطرت كرئيسة للمفوضية منذ العام 2019 للتعامل مع العديد من الأزمات، انطلاقا من كوفيد وصولا إلى حرب أوكرانيا، لولاية جديدة تستمر حتى العام 2029.

وسيكون دعم حزب الشعب الأوروبي ضروريا بالنسبة لفون دير لايين التي تحتاج للحصول على دعم البرلمان الأوروبي لتتولى المنصب مرة أخرى.

وصوّت 400 ممثل عن الحزب لصالح فون دير لايين بينما صوّت 89 ضدّها في مؤتمر الحزب في بوخارست.

وفي تصريحات أدلت بها بعد التصويت، شكرت فون دير لايين ممثلي حزب الشعب الأوروبي في المؤتمر بمن فيهم النواب وقادة الحزب و12 رئيس دولة وحكومة على "ثقتهم" و"دعمهم" و"عزيمتهم".

وقالت "أمامنا الآن 90 يوما حتى يوم الانتخابات.. الآن هو الوقت للخروج وإقناع الناس، لكسب قلوبهم وعقولهم".

"لحظة مفصلية"

وقالت في خطاب قبل التصويت إن الاتحاد الأوروبي يواجه "لحظة مفصلية".

وأضافت "تواجه أوروبا المسالمة والموحدة تحديات غير مسبوقة من قبل الشعبويين والقوميين والديماغوجيين. سواء كان من اليمين المتشدد أو اليسار المتشدد".

وتابعت "يريدون الدوس على قيمنا ويريدون تدمير أوروبا كما نعرفها. ونحن، حزب الشعب الأوروبي، لن نسمح بحدوث ذلك".

ومع انطلاق المؤتمر الأربعاء، أشادت زعيمة حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبير برئيسة المفوضية على اعتبارها "زعيمة صلبة"، مضيفة أن أوروبا ستكون "في أيد آمنة" بوجودها على رأس المفوضية.

وعلى اعتباره أكبر كتلة في البرلمان يسعى حزب الشعب الأوروبي لإظهار قوته قبيل الانتخابات الأوروبية.

يستضيف رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس الاجتماع الذي حضره أيضا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ونظيريه اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس والسويدي أولف كريسترسون، إلى جانب رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا.

وستعيد الانتخابات الأوروبية المقرر إجراؤها من السادس حتى التاسع من حزيران/يونيو خلط أوراق الميزان السياسي في بروكسل، بما في ذلك في المفوضية.

وقال المستشار الخاص لدى "معهد جاك ديلور" تييري شوبان إن فون دير لايين، أول امرأة تتولى المنصب، تتمتع ضمن حزب الشعب الأوروبي بـ"دعم واسع وسجّل (سياساتها) يقدّم صورة إيجابية عنها".

لكنها تعرّضت إلى انتقادات في السنوات الأخيرة، خصوصا من قبل المحافظين الليبراليين في فرنسا الذين نددوا بـ"انحراف التكنوقراط بشكل ما، بما يضرّ بمزارعينا".

وبات إنجاز فون دير لايين الأهم في ولايتها الأولى -- "الاتفاق الأخضر" في أوروبا -- ملفا مثيرا للجدل سياسيا، مع تحرّك المزارعين في أنحاء القارة.

وعبّر زعيم حزب الرابطة اليميني المتشدد الإيطالي ماتيو سالفيني عن هذا الغضب الخميس قائلا "ما يدمّر أوروبا هو السياسات المجنونة لهذه المفوضية التافهة والخبيثة.. التي عملت على تدمير المزارعين الإيطاليين والأوروبيين عبر الضرائب والقواعد الحمقاء".

وفي مواجهة مشاعر عدم الرضا المتنامية وصعود الأحزاب اليمينية المتشددة بناء على الاستطلاعات، أجّلت فون دير لايين المخاوف المرتبطة بالمناخ منذ أعلنت عن مسعاها قبل عدة أسابيع.

ضغوط اليمين المتشدد

وفي تحوّل آخر، دعا حزب الشعب الأوروبي إلى نقل طالبي اللجوء إلى "بلدان ثالثة آمنة" للنظر في طلباتهم، في برنامجه الانتخابي الذي تم تبنيه خلال المؤتمر الأربعاء.

وقال شوبان إن فون دير لايين تبحث على ما يبدو "عن أصوات يمينية أكثر"، عبر التقرّب خصوصا من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي سافرت معها مؤخرا إلى كييف.

وشدد على أنه مع ضمانها الحصول على دعم ضئيل بتسع أصوات إضافية فقط في البرلمان الأوروبي عام 2019، "تعلم بأن عليها جمع أكبر عدد ممكن من الأصوات لضمان الأغلبية".

وشددت فون دير لايين الخميس على أنه بالتوازي مع الإيفاء "بالالتزامات الدولية.. نحن الأوروبيون نقرر من يأتي إلى أوروبا وفي أي ظروف، لا (عصابات) الجريمة المنظمة من المهرّبين".

وفي اجتماعهم في روما نهاية الأسبوع، شدد الاشتراكيون الأوروبيون (ثاني أكبر قوة في البرلمان الأوروبي) على "أهمية" انتخابات حزيران/يونيو قبل الازدياد المتوقع في الدعم من المجموعات اليمينية.