يعيش أهالي 300 طالب تم اختطافهم من مدرستهم في شمال غرب نيجيريا حالة من اليأس وفقدان الأمل، بعد مرور يومين على هذا الحادث، وذلك لاحتمال قتلهم أو تجنيدهم على أيدي المتطرفين والعصابات المسلحة.

وقالت السلطات إن ما لا يقل عن 100 طفل، تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أقل، كانوا من بين المختطفين في الولاية المعروفة بعمليات القتل العنيفة وغياب القانون والطرق الخطيرة، واختطاف الأشخاص بانتظام.

وتعد عملية الاختطاف الجماعي، التي وقعت في كوريجا، الثالثة في شمال نيجيريا منذ الأسبوع الماضي، حيث اختطفت مجموعة من المسلحين 15 طفلا من مدرسة في ولاية سوكوتو بشمال غرب البلاد قبل فجر السبت. وقبل أيام قليلة، تم اختطاف 200 شخص، معظمهم من النساء والأطفال النازحين بسبب الصراع، في ولاية بورنو شمال شرق البلاد.

وتمثل عمليات الاختطاف تذكيرا صارخا بالأزمة الأمنية التي تعانيها أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.

مخاوف الدراسة

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن أي من عمليات الاختطاف الأخيرة. لكن يشتبه في أن متطرفين يشنون تمردا في شمال شرق البلاد نفذوا عملية الاختطاف في بورنو. ويلقي السكان المحليون اللوم في عمليات الاختطاف بالمدارس على الرعاة الذين هم في صراع مع المجتمعات المستقرة. وهذه ليست المرة الأولى التي يصدم فيها اختطاف طلاب في نيجيريا العالم. ففي 2014، اختطف متطرفون إسلاميون أكثر من 200 تلميذة من شيبوك في بورنو، مما أدى إلى إطلاق حملة عالمية على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان #BringBack Our Girls. وبعد عقد من الزمان، تم حتى الآن اختطاف ما لا يقل عن 1400 طالب نيجيري من مدارسهم في ظروف مماثلة، ولا يزال البعض منهم محتجزين، بما في ذلك ما يقرب من 100 من فتيات شيبوك.

وفي إشارة إلى اختطاف يوم الخميس، قالت نورا أحمد، وهي معلمة، إن الطلاب كانوا يستقرون للتو في فصولهم الدراسية بالمدرسة الابتدائية والثانوية الحكومية عندما جاء المسلحون «بالعشرات يركبون دراجات، ويطلقون النار بشكل متقطع».

وسط الغابات

وتقع مدرسة LEA الابتدائية والثانوية، وهي إحدى المرافق التعليمية القليلة في هذه المنطقة، على الطريق عند مدخل المدينة مباشرةً، وسط الغابات والسافانا. وحتى مع سقفها المتهالك وجدرانها المحطمة، أعطت هذه المدرسة الآباء الأمل في مستقبل أفضل لأطفالهم.

وقال مراقبون إن الشرطة والجنود النيجيريين توجهوا إلى الغابات، الجمعة، للبحث عن الأطفال المفقودين، لكن تمشيط الغابات في شمال غرب نيجيريا قد يستغرق أسابيع.

ويقول بعض القرويين، مثل لاوان يارو الذي كان أحفاده الخمسة من بين المختطفين، إن آمالهم تلاشت بالفعل. وأضاف أن الناس معتادون على انعدام الأمن في المنطقة، «لكن الأمر لم يكن بهذه الطريقة من قبل».

شن الغارات

ويواصل الجيش النيجيري شن غارات جوية وعمليات عسكرية خاصة في هذه المنطقة، فضلا عن الاستجابة لجيوب الأزمات في جميع أنحاء البلاد، لكنه مرهق بسبب التمرد المستمر منذ 14 عاما في شمال شرق البلاد. بينما تستمر العصابات المسلحة في التكاثر بالمنطقة التي يعيش فيها الكثير من الفقراء، ويعملون في كثير من الأحيان مع المتطرفين سعيا إلى توسيع عملياتهم.

وقال الجيش، في وقت سابق، إنه في بعض الأحيان يتم استخدام الضحايا المختطفين «دروعا بشرية»، لمنع القصف الجوي للغابات التي يختبأ فيها خاطفوهم.

وقال جيمس بارنيت، الباحث المتخصص في غرب إفريقيا بمعهد هدسون، ومقره الولايات المتحدة، إن العصابات «تكيف إستراتيجياتها وترسخ وجودها في الشمال الغربي من خلال الابتزاز».

وأضاف: «عقليتهم هي أنه يجب السماح لهم بحرية التصرف في فعل ما يحلو لهم في الشمال الغربي، وإذا تحدتهم الدولة، بشكل مباشر أو غير مباشر، فسيتعين عليهم الرد وإظهار قوتهم».

وتنتشر الآن أكثر من اثنتي عشرة نقطة تفتيش وشاحنات عسكرية على الطريق الخطير الذي يبلغ طوله 55 ميلا (89 كيلومترا)، ويمتد من بلدة كوريجا إلى مدينة كادونا. لكن من المرجح أن يتم إعادة انتشار الجنود في أماكن أخرى قريبا، اعتمادا على الاحتياجات الأمنية.



- تم اختطاف أكثر من 3500 شخص في جميع أنحاء نيجيريا العام الماضي، وفقًا لمشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث.

- تشمل أماكن الاختطاف المدارس والمنازل كما حدث في العاصمة أبوجا.

- في العام الماضي، تولى الرئيس بولا تينوبو منصبه، بعد أن نجح في حملته الانتخابية على أساس وعد بتشديد الأمن ووقف عمليات الاختطاف.

- يقول الخبراء إنه من السهل تهريب الأسلحة المستخدمة في عمليات الاختطاف عبر حدود نيجيريا التي تعاني ضعف الحراسة.

- في 2022، أقر المشرعون مشروع قانون لمعاقبة دفع الفدية.